إن مصدري الفلسفة الإسلامية هما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , وهما الإلهام الأعظم للحضارة الإسلامية الرائعة.
لقد كان التكامل في نظرية المعرفة الواردة في الآيات القرآنية ذات أثر كبير وواضح في حركة الفلسفة ونتاج العلماء من السلف الصالح. فقد أنتجت هذه المعرفة في العلوم المتنوعة منها العلوم العقلية نحو الرياضيات والفيزياء والكيمياء والمنطق فضلاً عن علم الدين والعقيدة والتفسير والفقه والحديث.
يقدم القرآن الكريم آيات كثيرة يمكن أن نستنتج منها فلسفة تربوية. فالإيمان بالله هو أساس كل ما عداه. ولذلك نجده مذكوراً في القرآن الكريم في آيات تزيد على (763) آية والكلمة الجامعة للعقيدة هي لا إله إلا لله محمد رسول الله وبها يتحقق شرط الإسلام , وهي تثبيت الألوهية والتوحيد المطلق لله.
التربية الإسلامية:
تمتلك التربية الإسلامية منهجاً كاملا للحياة والنظام التعليمي ومكوناته لأنها:
· تضم مناحي الإنسان جميعاً, ولا تؤثر ناحية على ناحية أخرى ,أو جانب على جانب مما يدخل تحت مفهوم الإنسان.
· تتناول الحياة الدنيا والحياة الآخرة على قدم المساواة, ولا تهتم بواحدة منها على حساب الأخرى.
· تعنى بالإنسان في كل مرافق حياته, وتنمي لديه العلاقات التي تربطه بالآخرين, ولا تقتصر على علاقة واحدة أو جانب واحد فقط بل تهتم بالعلاقات كلها وتؤكدها وهذا يحقق التكامل والتوازن في الشخصية.
· مستمرة تبدأ منذ أن يتكون الإنسان في بطن أمه إلى أن تنتهي حياته على الأرض. ثم تشمل ألوانا من التربية المقصودة وغير المقصودة و وتعليما ذاتياً, وتشارك في بناء شخصية الإنسان فمؤسسات المجتمع جميعا تقوم على التربية, وبوظيفة التربية وكل أفراد المجتمع يؤدون الأثر نفسه, منهم إما معلمون أو متعلمون فالحياة كلها تربي الإنسان, وليس المعلم وحده هو المربي, ولا في المدرسة وحدها يتربى الإنسان.
· إن منهج التربية الإسلامية حين طبق بتكامله وشموله واتزانه خرج للحياة أناسا هم الأحياء الذين لم يكونوا زهاد قط, بل كان لهم نصيب من الدنيا تماما كما كان لهم نصيب من الآخرة.
أهداف التربية الإسلامية:
أهداف عامة:
وظيفة الإنسان في الأرض هي عبادة الله إذ جاء في قوله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وان معنى العبادة هي غاية الوجود الإنساني أو التي هي وظيفة الإنسان الأولى, أوسع وأشمل من مجرد الشعائر, وأن وظيفته الخاصة داخله في مدلول العبادة قطعاً وأن حقيقة العبادة تتمثل في أمرين رئيسين:
الأول: هو استقرار معنى العبودية لله في النفس , أي استقرار الشعور على أن هناك عبداً يعبد ورباً يعبد.
الثاني: هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير ,وكل حركة عن كل شعور ومن كل معنى غير معنى التعبد لله.
أهداف خاصة:
1. تكوين الإنسان العابد الصالح, وذلك من خلال إعداد الشخصية المتكاملة الموحدة لله , والمؤمنة به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, والقضاء خيره وشره مع التمسك بأركان الإسلام والسلوك وفقاً لها في السر والعلن مع الفرد والجماعة.
2. تربية الإنسان العابد بأبعاده الجسمية والروحية والخلقية والنفسية المختلفة، لأن الطبيعة الإنسانية في نظر القرآن الكريم تشمل هذه الأبعاد جميعاً فالتربية القرآنية تقوم على أساس الواقع المادي والروحي للإنسان دون الاقتصار على جانب واحد فقط.
المعلم والتلميذ في الفلسفة الإسلامية:
لقد عني فلاسفة الإسلام بالكتابة عن العالم والمتعلم, أو المعلم والتلميذ, وما لهما من حقوق, وما عليهما من واجبات, وكتبوا كثيراً عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل منهما. فقد كتب النمري والقرطبي في كتابهما (جامع العلم وفضله) عن آداب العالم والمتعلم. وكذلك كتب الغزالي في كتابيه (فاتحة العلوم, وإحياء علوم الدين) وقد حظي المعلم بالتقديس والتبجيل, وجعله في منزلة تلي منزلة الأنبياء وهنالك أربعة أنواع من شخصية المعلم فهو (إما حال طلب واكتساب أو حال تحصيل يغني عن السؤال أو حال استبصار وهو التفكير في المحصل والتمتع به وحال تبصير وهو أشرف الأحوال).
ويضع الغزالي للمعلم آداباً وشروطاً مع عظم المسؤولية , ويذكر الآداب والواجبات التي هي عبارة عن وظائف ما يأتي:
1. الشفقة على المتعلمين.
2. أن يكون تعليمهم دون مقابل.
3. أن لا يدخر في تصح المتعلم شيئاً.
4. زجر المتعلم عن سوء الخلق بطريقة التعريض ما أمكن.
5. أن لا يفرض على الطالب اتجاه المعلم وميله.
6. أن يتعامل مع المتعلم على قدر فهمه.
7. التعلم مع المتعلم بجلاء ووضوح.
8. أن يكون المعلم عاملاً بعلمه.
أما المتعلم فقد اهتم الغزالي به اهتماماً خاصاً وقد وضع مواصفات هذا لمتعلم بالأمور التالية:
1. تقديم مهارة النفس على رذائل الأخلاق ومذموم الصفات.
2. التقليل ما أمكن من الاشتغال بالدنيا.
3. أن لا يتكبر على المعلم ولا يتأخر على العلم.
4. على المبتدىْ ألا يخوض أو يصغي إلى اختلاف الناس.
5. ألا يدع طالب العلم فناً من العلوم المحمودة ولا نوعاً من أنواعها إلا وينظر فيه.
6. ألا يخوض في فن حتى يستوفي الفن الذي قبله.
7. أن يعرف السبب الذي به يدرك أشرف العلوم.
8. أن يكون قصد المتعلم في الحال تحلية باطنه وتجميله بالفضيلة.
9. أن يعلم نسبة العلوم إلى المقصد.
طرائق التدريس:
استعمل المسلمون أساليب عديدة منها:
1. القدوة الحسنة.
2. الموعظة والنصح.
3. التربية بالملاحقة.
4. الثواب والعقاب.
5. المحاورة والمناقشة.
6. التدريس بالعادة والممارسة العملية.