من حديث عيسى بن هشام
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
عبد الجليل الحافظ
| المصدر :
www.arabicstory.net
كان الكثيب الرمليالذي يصعده مرتفعا كما جبال الحجاز، لقد أضناه الحر وأتعبته رمال الصحراء، والمشيفيها. راحلته ما عادت تتحمله ولا تتحمل العطش الشديد، فجمله الرعوب كاد أن ينفق منقلة المياه
.
آخ لولا هذه العاصفة التيضيعتني عن رفاقي في أطراف الدهناء لا أعلم أنا الآن في أي اتجاه أسير وأين هي نجدٌالآن، كنت سأجني ذهبا من بيعي للتمر في نجد ولكن ضاع كل شيء تحت هذه الرمال. كانسيزيد المرح واللهو ما إن أصل إلى هناك وكنت سأجعل الحارث يتكفل بالبيع ولكنت سأمرحفي الحوانيت حيث اللهو والشرب
.
من سينقذنيمن هذه الصحراء ؟؟؟
الدهناء
!!
من هذا الأحمق الذي يسير فيها لوحده بعيدا عنطرق القوافل، والجن ترتع فيها وترعى جمالها
...
لا أريد أن أصادف الجن، فهم لا يحبون إلا الشعراء، هؤلاءإنهم لعجيبون، كيف ينطقون بهذه المعجزات؟
!
حتما الجن ينطقون على ألسنتهم،ليتني كنت واحدا من الشعراء أو الكهنة لكنت طلبت من رقيي أنينتشلني بعيدا عن هذه الصحراء
...
أو ليتنيكنت متصعلكاً لكانت السعلاء على الأقل عشيقتي تلبي لي طلباتي ولكانت أنقذتني مماأنا فيه
...
تحرك يا رعوب ، لا أريد أن أهلكفي هذه الصحراء ، لا أريد أن أدفن بينرمالها، أريد أن أدفن في ذلك التراب الأسود المخضب بالمياه ، أريد للحمي أن يذوب في المياه فتشربه حسان القبيلة، فيخالطلحمي عظامهن
حينها
...
سقط ...
وجاءت يد تهزعيسى وتقض له مضجعه
.
جلس عيسى من نومه أطفأ جهاز التكييف ولبس ملابسه وخرج صوب عمله، وهو يلعن الطريق المؤدي إلى مدرسته والطلاب الذين سيشرح لهم ما لا يفقهونه منكتاب الأدب
...