قدمت جمعية (قطع النسل) التي كانت ترفع شعار (تحديد النسل)..تجوب القرى المتناثرة وسط، وعند قدم الجبل، وعلى ضفاف الأودية، مجدة لا تدخر جهدا ولا مالا في تحقيق هدفها النبيل... (جميل..) وزعت الحبوب (الكينات) مجانا..والعوازل (النفاخات) بعدها مجانا... (جميل..) وفي معرض شرح المشرفين طريقة الاستعمال، وبلوغ الجمعية إلى إقناع البعض، تكرر القول: "في ما يتعلق بالحبوب هناك نوع يستعمله النساء ونوع آخر يستعمله الرجال.." (ج..م..ي..ل..) أبدى الرجال امتعاضهم فاستبدلت الحبوب بالعوازل (النفاخات)... (جمي...ل..) انصرفت الجمعية بعدما تأكد لها أن الناس قد (استوعبوا) كل التفاصيل... (جمي..) عاد (...) وزوجته إلى البيت..بعدما سأل بعضهما بعضا (طيلة طريق العودة) عن مدى استيعاب طريقة الاستعمال...وأكد بعضهما لبعض استيعاب طريقة الاستعمال.. (جم..) مضت الشهور الأولى وبدا (كرش) (...) ينتفخ.. (ج..) كعادتها في الولادات السابقة (الخمس أو الست) أنجبت في البيت.. (جنين.. أنثى..) تبادلا التهم والمسؤولية عما حدث ويحدث.. هكذا قالت الجمعية..واحدة تشربها المرأة وواحدة يشربها الرجل.. هكذا قالت الجمعية..واحدة يشربها الرجل وواحدة تشربها المرأة.. ربما كان علي أن أسبق في الشرب...فسبق في الشرب.. ربما قالت أن يتم شربها ليلا..قبل..فشرب بعد.. ربما قالت أن يتم شربها ليلا..بعد..فشربت قبل.. ربما قالت أن تشرب نهارا..قبل.. فشربت بعد.. ربما قالت أن تشرب نهارا..بعد.. فشرب قبل.. وبلغ عدد الأبناء ثمانية أو عشرة... (جنين..ذكر...) لما استنفدت كل الوسائل..جاء الحمل الأخير ثقيلا..وكان البطن كبيرا...ولم تجرؤ أي امرأة على توليدها...تمت المناداة على (خطاف) القرية وتم نقلها إلى المستشفى...اشتد عليها الأمر.. حين وضعت التوأم سألها الطبيب، وقد لاحظ هزالها الشديد، عن عدد أولادها.أجابت: - أحد عشر أو ثلاثة عشر..رغم أنني كنت أشرب الحبوب..باستمرار. وسألها عن نوع الحبوب، فأخرجت (من كيس بلاستيكي أسود) عددا كبيرا من العلب.. - وطريقة الاستعمال؟ - كنت أشرب واحدة ويشرب (...) واحدة في اليوم الموالي... ضحك الطبيب لقولها.وتأسف كثيرا.. استطردت: - هكذا قالت الجمعية.. قفز (...) من مكانه: - هكذا قالت الجمعية..واحدة تشربها المرأة وواحدة يشربها الرجل..وكنت في كل سوق (أسبوعي) أشتري الحبوب...أما (النفاخات) فلم أكن أحبها... و بناء عليه ارتأى الطبيب أن يضع حدا لنسلهمــا...