أسرة بلا دستور أسرة مبعثرة

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : السيد ضياء الموسوي | المصدر : www.tarbya.net

كثير منا من يبحث عن وسائل لتنمية المال... وزيادة الرصيد البنكي، وقليل منا من يبحث عن وسائل جديدة مناسبة لزيادة درجة المحبة والوفاء في الأسرة. بعض الأسر بدأوا حياتهم بدرجة حرارة حب معينة بيد أن هذه الحرارة لم تتغير هذا إذا لم تنقص، والسبب هو الروتين... والتعود على سلوك خاص... ولأسباب كثيرة منها عدم المراجعة لكل هذا العمر الذي قضوه... أين تكمن الأخطاء؟ وأين هي الثغرات؟ ما هي مكامن القوة في هذه العلاقة؟ وما هي مواضع ضعفها؟ ما هي أخطاء الزوجة وما هي أخطاء الزوج؟ هناك أسر لم تجلس يوماً واحداً طيلة عمر الأسرة منذ أنشئت لتعيد حساباتها!! لتقرأ واقعها بواقعية... بعضها ألف الخطأ وشب عليه إلى درجة أن مثل هذه الأسر أقنعت نفسها بأن خطأها صواب سواء على مستوى المعاملة أو السلوك بين الزوج والزوجة أو بينهما والأولاد... ولذلك مثل هذه الأسر والتي تفتقد ميثاق شرف بينها أو دستوراً ينظم العلاقات الداخلية أو الخارجية (المحيط) عادة ما تكون مبعثرة وعلى جميع المستويات دينياً واقتصادياً واجتماعياً... دينياً تجدها أحياناً قمة التدين فيكاد يتحول المنزل إلى مسجد فالزوجان بين ركوعٍ وسجود... وأحياناً تجدهما في تسيبٍ واضح سواء على مستوى التعامل أو اللباس أو... اقتصادياً... فالأسرة التي تفتقد التنظيم تجد وضعها الاقتصادي غير مستقر فإن امتلكت 1000 دينار أو 100 دينار فكلاهما سيان وذلك لغياب الترتيب... الأموال تبذر هنا وهناك وتارة على أمور كمالية. وللأسف كثير من الأسر البحرينية قد يكون مدخولها الشهري بدرجة عالية إلا أنه يبذر في قضايا هامشية في حين لو كانت الأسرة تمتلك وعياً تجارياً لحاولت أن تعتاش على جزء من المبلغ والبقية تستثمره في مشروعات تجارية... بالطبع بسبب غياب الأفق نجد حصيلة العمر كلها تدفع ثمناً لبناء المنزل... تجد الزوجة طبيبة والزوج طبيباً - ومدخولهما الشهري لا بأس به لكن لغياب الأفق تجدهما وباسراف يضعان حصيلة ما يحصلان عليه من أموال أو قروض وبنسبة 100 في المئة لبناء (الفلة) وفي نهاية المطاف يجدان نفسيهما مقيدين بالقروض والضغط المادي في حين بإمكانهما استثمار مبلغ خاص في مشروع تجاري مدروس بطريقة موضوعية. أسرنا تحتاج إلى وعي اقتصادي بدلاً من كل هذا الاسراف فبعض النساء يقضين نصف أعمارهن في التسوق فثلث النصف مع الأسرة وثلث النصف الآخر في العمل والثلث الأخير في التلفون أو بيت الجيران أو مشاهدة التلفاز والنصف في المجمعات التجارية والأسواق... للأسف، المرأة مازالت ظالمة لنفسها ... فبين مشرقة ومغربة... بين طالبانية وبين تغريبية وقليل هن المتوازنات... إذن التنظيم والترتيب في حياتنا الأسرية تفتح لنا نوافذ السعادة وتشق طريقنا نحو مزيد من التطلع. هناك امرأة تظلم نفسه وهناك امرأة يظلمها المجتمع. فالمرأة قيمتها بعلو ثقافتها، بترفعها عن حديث العجائز فلانة قالت كذا وبنت الجيران طلقت لأجل كذا، وهذه قالت كلمة جارحة لفلانة و... الخ. المرأة يجب أن تعيش الواقع وأن تثقف ذاتها، وان تفتح لنفسها آفاقاً وآفاقاً وآن ترفض أن تبرمج لحزب هنا أو لمؤسسة هناك يجب أن يكون لها دور كما إراده الله لها. والدور الحقيقي للمرأة الخلافة على الأرض تماماً كالرجل. وعوداً على بدء نقول: إن تنظيم الأسرة تنظيماً حكيماً يقيها المخاطر... بالطبع هناك وسائل تعمد على تقوية هذه العلاقة لابد من التركيز عليها إضافة إلى عنصر الترتيب الذي تكلمنا عنه، منها: - الذوق والقدرة على التعبير برومانسية التوازن... يقول أحد الباحثين في تقوية العلاقات الأسرية "إن تبادل الهدايا له سحر كبير حتى لو كانت رمزية... فوردة توضع على مخدة الفراش قبل النوم، لها سحرها العجيب، وبطاقة جميلة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال، فالرجل حين يدفع ثمن الهدية فإنه يسترد هذا الثمن إشراقاً في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على محياها..." ما أجمل الزوج الذي يضع على محيا زوجته كل يوم ابتسامة حب ووفاء. بالطبع هناك رجال لو يقرأون وصية هذا الباحث فإنهم لا شك سيبتسمون ابتسامة سخرية، هذا إلا لم يستلقوا على قفاهم من الضحك... هذا هو واقع بعض الرجال... ينقل أن زوجاً متوحشاً أرادت زوجته في يوم من الأيام أن تكسب وده أعطته وردة فأكلها!! نعم أكلها. قد تكون هذه طرفة ولكنها تعكس ثقافة حقيقية متجذرة في المجتمع. وهي غياب ثقافة الذوق وأدبيات الحب والعاطفة عند بعض الأزواج، ففي الوقت الذي يوجد فيه أزواج يخصصون يوماً في كل أسبوع للعائلة لقضائه في تنزه خاص أو رحلة عائلية، أو سفرة قصيرة لكسر الروتين. هناك بعض الأزواج هم دائماً في هروب من المنزل او انشغال تام فليس في قاموسه كل مفردات الترويح هذا إذا لم يعتبرها نوعاً من الدلال و"صياعة آخر زمن" بعض الأزواج لا يفهمون شيئاً في العاطفة. هذا يجرنا إلى سؤال مهم يجب أن نطرحه على أنفسنا... من منا يخصص وقتاً للجلوس مع الزوجة لسماع همومها، ومشكلاتها إن كانت تشكو من وحدةٍ أو جفاء في العاطفة أو سوء تقدير لعملها وتضحياتها... هل يوجد أزواج خصصوا أوقاتاً لجلسات هادئة للحديث والجوار وتبادل مشكلات الأبناء ومستقبلهم...؟ بعض الآباء لا يعلمون عن مستوى دراسة أبنائهم بل لا يعلمون هل هم في الصف الثاني أو الثالث أو الخامس... بالطبع الذريعة دائماً هي الانشغال! إن تخصيص وقت للزوجة بعيداً عن ضوضاء الأطفال ومشكلات المجتمع للحديث والنقاش العفوي له أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين. وهنا أطرح بعض الهموم التي تصلنا عبر البريد الالكتروني قد أجبنا عن بعضها سابقاً: بالطبع تصلنا عبر البريد الالكتروني هموم كثيرة من زوجات وأزواج سنتطرق إليها تفصيلاً في حلقات قادمة نوجزها بطريقة سريعة. شكاوى بعض الأزواج: - مشكلة زوجتي أنها تزوجت التلفاز واعتقد أنها تحب الحلقات والمسلسلات أكثر من زوجها... فكل شيء يتجمد عندما تبدأ الحلقة!! - زوجتي لا يعيبها شيء إلا شيء واحد، الجرأة الزائدة فأكاد أحسبها رجلاً لجرأتها في الحديث والغضب والنقاش والساتر الله! - زوج يشتكي أن زوجته يجدها تتكلم في الهاتف أو في بيت الجيران وأحياناً تتكلم في النوم عندما يأتيها كابوس في المنام... هنا فقط أجد فرصة الكلام معها ولكن للأسف هي نائمة لا تشعر... مشكلة زوجتي أن بيت الجيران أهم من مستقبل أسرتها!! شكاوى الزوجات: 1- نحن لا نراه، كل أوقاته مع أصدقائه.. سهرات، ورحلات ونحن مسجونون في هذا القفص. 2- زوجي نكدي... يبدأ مبتسماً صباح ذهابنا لرحلة خاصة... نعد كل حاجاتها نضع الطعام وكل شيء، ساعة تحريك محرك السيارة تبدأ شرارة عفوية في الحديث تنتهي به إلى غضب غريب يؤدي إلى إلغاء الرحلة. 3- حقيقة أقول لك: ما ينقص أزواج هذه الأيام هي العاطفة... إنهم لا يفهمون شيئاً في العاطفة والكلمات الجميلة، همهم جمع المال!! 4- زوجي تزوج امرأة ثانية فأصبح لا يجلس معنا... هل تعلم ما هي هذه الزوجة؟ الكمبيوتر (الحاسوب) فهو الزوجة الثانية التي نافستني وباقتدار على زوجي