عارف الرويعي من المنامة: يمثل مفهوم التسويق عبر البريد الإلكتروني مزيجاً من الغبطة والهلع في قلوب أصحاب الأعمال ومدراء الادارات التسويقية في المؤسسات. فقد أصبح التسويق عبر البريد الإلكتروني اليوم متعة أيما متعة خاصة في كونه يمتلك القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الزبائن عن طريق ضغطات بسيطة على لوحة المفاتيح أو الفأرة، إلا أن القوة التي تمتلكها هذه الأداة التسويقية والنجاح الذي يمكن أن تحققه الحملات البريدية قد تكون محط جدل واسع وينظر إليها بعين الاتهام، فهناك العديد من القضايا التي تتعلق بأدبيات استخدام الإنترنت، كما أن هناك المسؤولية التي يجب أن تضع في الاعتبار استغلال البريد الإلكتروني بالشكل الذي لا يؤثر على مصداقية المؤسسة أو أن يضعها في قائمة باعثي الرسائل الدعائية.
عندما تقوم بتصميم حملة دعائية عبر البريد الإلكتروني فإنه من الصواب أن تقوم باتباع بعض الخطوات التي تحقق لك الغاية وتبقيك ضمن حدود القانون وتلتقيك بتوقعات زبائنك أو زبائنك المحتملين:
1. تحديد اشتراك في الخدمات الاعلانية. 2. توفير خاصية إلغاء الاشتراك إذا ما رغب المشترك بذلك. 3. تقديم عناوين اتصال قانونية وشرعية. 4. استخدام المعلومات الفعالة في الجانب الدعائي. 5. تجنب دائماً الاعلانات التي قد يساء فهمها. 6. تأليف القائمة البريدية. وسنلقي الضوء هنا على كل نقطة على حده لبيان الجوانب الصحيحة في تنفيذها تحقيقاً لمبدأ الانتفاع في مجال العمل وعدم الاضرار بثقة الزبائن.
تحديد اشتراك في الخدمات الاعلانية
بغض النظر عن نوعية الحملة الاعلانية التي تقوم بها عبر البريد الإلكتروني، فإنه يجب تصميمها بالشكل الذي يمكن أن يتقبله المستقبل كأن تكون على شكل مجلة إلكترونية، أو صفحة واحدة فقط تحوي المعلومات المراد ايصالها للمشتركين، والمشتركين هم مجموعة الأشخاص المسجلين ضمن قائمة بريدية تخص المؤسسة، وتلك يمكن تأليفها بواسطة جمع العناوين البريدية للزبائن الذين يزورون المؤسسة أو الموقع على الويب أو الذين يلتقيهم موظفوا التسويق، ولا تفكر أبداً في عملية شراء قائمة بريدية جاهزة إذ قد لا تخدم نوعية المشتركين في تلك القائمة أهداف مؤسستك، وقد لا تحوي من لديهم الاهتمام بمنتجاتها أو خدماتها. فمن الأفضل أن تكون لدى المؤسسة آلية خاصة بتسجيل المشتركين بطريقة لطيفة ولبقة، إذ أن ذلك يبعث على الثقة لضمان اطلاع المشتركين على رسائل المؤسسة الدعائية، وقد أثبتت الدراسات أن عشرين بالمئة من القائمة البريدية يشكلون ثمانين بالمئة من أعمال المؤسسة.
خاصية إلغاء الاشتراك
يفضل الكثر من المشتركين في القوائم البريدية وجود رابط خاص بإلغاء الاشتراك وإن كانوا لا يريدون استخدامه إلا أن ذلك يمنحهم الثقة في كونهم قادرين على الخروج من القائمة وقتما شاؤوا ودون قيود، لذلك فإن تضمين الرسالة الدعائية رابطاً خاصاً بإلغاء الاشتراك يعتبر أمراً محبباً ويبين مدى الاحترافية التي تتمتع بها المؤسسة.
عناوين اتصال شرعية
إن تضمين الرسالة الدعائية عنوان مراسلات قانوني وشرعي يولد علاقة مبنية على الثقة بين المؤسسة والزبون أو المشترك إذ يبين ذلك قانونية التواجد الفعلي للمؤسسة في سوق الأعمال، علاوة على أنه يفتح آفاق التواصل بين المؤسسة وزبائنها المشتركين للاستفسار أو طلب المساعدة.
المعلومات الفعالة
إن المشترك في قائمة بريدية يتوقع أن تكون المعلومات التي يستلمها أكثر من مجرد اعلانات تسويقية، فهو يحتاج إلى معلومات يمكن أن يرجع لها في المستقبل، أو معلومات قد تجيب على بعض الأسئلة والاستفسارات. إن أول سطرين في الرسالة يحدد مقدار الرغبة لدى القارئ في مواصلة القراءة أو التوقف، فكلما كانت المعلومات فعالة ومفيدة، كلما تشجع القارئ على مواصلة القراءة حتى النهاية.
اعلانات قد يساء فهمها
إن الطريقة التي يتوجب استخدامها لعرض الخدمة أو المنتج في الرسالة الدعائية تحدد الأسلوب الذي يتم توجيهه إلى المشترك، فغالباً ما يكون الأسلوب على هيئة دعوة، لذلك فإنه لا بد أن يتم تجنب الأساليب التي تكون أشبه بدفع المشترك بالقوة للقراءة أو الاطلاع. وإذا كان الزبون غير قادر على التخلص من موظفي التسويق الذين يقابلونه وجهاً لوجه أو على الهاتف، فإن عملية مسح الرسالة الدعائية تعتبر أسهل شئ يمكن أن يقوم به، لذلك فإن طريقة الطلب في الرسالة مهمة للغاية حتى يتم الحفاظ على الرغبة في الاطلاع لدى الزبون.
تأليف القائمة البريدية
تستخدم بعض الشركات والمؤسسات برامج وأدوات لجمع عناوين البريد الإلكتروني من شبكة الإنترنت، وإذ كنت ممن يفكرون في استغلال هذه الطريقة أو كنت تستخدمها بالفعل فإن ذلك لا يمثل وسيلة جيدة لايصال أهدافك الاعلانية، إذ يتعين عليك أن تكون أكثر تركيزاً في اختيار مشتركيك كما ذكرنا سابقاً، علاوة على أن عملية التجميع ستضم عناوين ليس لأصحابها اهتمامات بمنتجات مؤسستك وهو ما قد ينشر عدم المصداقية بين المستخدمين وقد يسبب دخولك في قائمة باعثي الرسائل غير المرغوبة.
مع هذه النقاط تستطيع بناء حملة دعائية عبر البريد الإلكتروني تكتسب منطقاً قوياً مع مراعاة الجانب الفني في التصميم لكي تكون أكثر جاذبية وتؤدي الرسالة الاعلانية المطلوبة منها ما يحقق نجاحاً أفضل لأعمال المؤسسة.