مهارة اختيار الوقت المناسب
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
أ.رضا علوي
| المصدر :
www.yanabeea.net
سئل أحد المشاهير قبيل وفاته: ماذا يحتاج المرء لكي يشق طريقه في الحياة؟ أيحتاج إلى العقل، أم الطاقة، أم التربية والعلم؟. فهز رأسه، وقال: كل هذه الأمور تساعد. ولكن ثمة شيء اعتبره أهم مناه جميعاً، وهو معرفة الوقت المناسب!.
وما هو الوقت المناسب؟.
الوقت المناسب للقيام بعمل ما، أو لعدم القيام به. الوقت المناسب للكلام، أو للصمت. فعلى المسرح، التوقيت هو العامل الأكثر أهمية، كما يعرف كل ممثل. وأنا أعتقد أن ذلك هو مفتاح الحياة أيضاً. فإذا كنت تتقن فن معرفة الوقت المناسب في زواجك، وفي عملك، وفي علاقاتك مع الآخرين، فإنك لن تحتاج إلى السعي وراء السعادة والنجاح، ذلك أنهما سيجتازان بابك من تلقائهما..
فإذا استطعت أن تغتنم اللحظة المناسبة حينما تسنح، وأن تتصرف يقبل انقضائها، تتيسر أمامك قضايا الحياة. وأولئك الذين يحالفهم الفشل باستمرار، يحز في نفوسهم ـ غالباً ـ ما يبدو لهم من أن العالم يقف منهم موقف المعادي. إلا أن ما يفوتهم هو أنهم لا يعلمون أنهم يبذلون الجهد المناسب دائماً، ولكن ليس في الوقت المناسب!.
يقول أحد قضاة محاكم الزواج في أميركا: حبذا لو يعلم المتزوجون أن هناك فترات تكون فيها حساسيتهم على أشدها، فلا يتساهلون بأي هفوة أو نقد أو حتى بأي نصيحة! ولو أن الزوجين يدرس أحدهما الآخر دراسة دقيقة، بحيث يعلم متى ينبغي الشكوى، ومتى يحمل إظهار المحبة والرقة، لانخفض معدل حوادث الطلاق إلى النصف بلا أدنى ريب..
إن التصرف اللائق والسلوك الرائق ليسا ـ غالباً ـ سوى توقيت مناسب، هل ثمة أشد إزعاجاً من زيارة شخص لك في وقت غير مناسب، أو مقاطعتك وأنت تتحدث؟! ومن منا من لم يعان من ثقيل مطيل لم يتزحزح من مكانه، فإذا بزيارته تبدو كأنها مؤبدة؟!
إن التوقيت قد لا يكون هبة طبيعية تولد مع المرء إلا أنه مهارة يمكن أن يكتسبها كل من يهتم ببذل جهد في هذا السبيل.
ومن أجل التحكم في أوقاتك وتنظيم أعمالك، وتقويم سلوكك، عليك بأن تقوم بالمتطلبات الخمسة التالية:
أولاً: اذكر دائماً أن التوقيت الصحيح أمر حاسم في الشؤون البشرية. وما أن تعي الأهمية الكاملة لـ (معرفة الوقت المناسب) حتى تكون قد خطوت أول خطوة نحو اكتساب القدرة على الإفادة منه.
ثانياً: اعقد تعاهداً مع نفسك يقضي بألا تتكلم أو تقوم بأي عمل وأنت فريسة ثورات الغضب، أو الخوف، أو الأذى، أو الحسد، أو الحقد... فإن هذه المشاعر كفيلة بأن تدمر أداة التوقيت مهما تكن متقنة الصنع. ((كل امرئ يمكنه أن يغضب، إن ذلك أمر في غاية السهولة. ولكن أن يكون غاضباً على الشخص المناسب، وإلى الدرجة المناسبة، وفي الوقت المناسب، وللغاية المناسبة، وبالطريقة المناسبة، فذلك ليس في إمكانية كل واحد، وليس سهلاً)).
ثالثاً: اشحذ قوى التحسب واستباق الأمور التي تتمتع بها، فالمستقبل ليس كتاباً مغلقاً، فالكثير مما سيحدث يحدده ما يحدث الآن. ومع ذلك فإن قليلين ـ نسبياً ـ يبذلون جهداً واعياً للامتداد إلى ما يتجاوزهم، فيزنون الاحتمالات الممكنة، ويتصرفون على هذا الأساس. إن فن التوقيت الصحيح ينطوي على معرفة الوقت الذي يزيل عمل ما ـ الآن ـ متاعب ستحدث في المستقبل، أو وفر فوائد عديدة.
رابعاً: تعلم الصبر. ليس هناك ثمة مبدأ سهل لإكتساب الصبر. إنه مزيج ممتاز من الحكمة وضبط النفس، إلا أن على المرء أن يعرف أن عملاً واحداً يؤتى قبل أوانه يمكن أن يفسد كل شيء..
خامساً: معرفة كيف تخرج من نفسك وتتجاوزيها، وهذا آخر المتطلبات وأصعبها وأخطرها. إن كل لحظة يتشاطرها كل مخلوق حي، سوى أن كل شخص يراها من وجهة نظر مختلفة. ومعرفة الوقت المناسب تعني معرفة كيف يبدو ذلك للآخرين.
والآن فلك تحسن تنظيم أوقاتك وأعمالك واستثمارها، خليق بك العمل بالقواعد الأربع المذكورة، وهي:
برمجة الأعمال وجدولتها..
اجتناب تأجيل عمل اليوم إلى الغد..
اعتبار الأولوية في الأعمال (الأهم فالمهم)..
اختيار الوقت المناسب