مُنذ صِغرنا ، عشنا في مجتمعات عربية تُقدّس الإشاعات و تُبجّل الخرافات ، فلم ننشأ على الإصرار على البراهين و الحقائق ، بل صدّقنا كل ما قيل لنا ، و لا زال أكثر العرب - بجهلهم المعهود - يصدقون أي شيء ، فإذا أتاهم في البريد الاليكتروني رسالة مكتوب فيها "حقائق غريبة" صدقوا كل ما فيها ، و إذا قال لهم صديق ما "هل تعلم..؟" صدقوا ما يلي ذلك بلا مساءلة. أمة جهل. من الأمور التي تشبّعنا بجهلها هي الأضرار المزعومة للاستمناء، و التي تفلسف علينا البعض و نحن صغار فأخبرونا أن الاستمناء يسبب حبوباً في الوجه، و أمراضاً، و أضراراً، و إحساساً بالذنب، و غير ذلك من السخافات. فرأيت أن أدحض هذه الأكاذيب التي أتى بها العرب بأدلة قاطعة من أوثق و أقوى المصادر الطبية و العلمية ، أن الاستمناء ( أو العادة السرية ) ليس فيه أدنى ضرر ، بل هو ينفع بإذن الله ، و سأثبت في الأخير أن الإسلام لم يُحرّم الاستمناء إطلاقاً ، و إنما هي من جملة الإشاعات و الخرافات التي أُشربناها و نحن صغار. و الآن ، إلى الدليل: 1- "من الناحية النفسية و العضوية ، الاستمناء غير ضار. هناك العديد من الخرافات حول الاستمناء ، و لا واحدةَ منها صحيحة ؛ الاستمناء لا يسبب العمى ، و لا العجز الجنسي ، و لا فقدان الأعضاء التناسلية (!) ، و لا الحبوب في الوجه.." . المصدر: PlannedParenthood Golden Gate (منظمة صحية أمريكية نشأت عام 1929) . 2- "إن الأوساط الطبية بدأت تزداد اعترافاً أن الاستمناء يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب ، و يقود إلى شعور أقوى بالاعتراف بالذات...لا يوجد أي دليل علمي أو طبي موثوق به أن الاستمناء يضر الإنسان عضوياً أو نفسياً...الأعراض الجانبية الوحيدة للاستمناء هي التعب و الإرهاق بعد الاستمناء المتكرر" . 3- "في يوليو 16 عام 2003 ، قاد "جراهام جايلز" فريقاً من الباحثين ، و نشروا دراسةً طبية أكَّدت أن الاستمناء المتكرر مِن قِبَل الذكور يمكن أن يمنع نشوء سرطان البروستاتا ، و الاستمناء هنا أكثر فائدةً من الجنس لأن الجنس قد ينقل أمراضاً تزيد مخاطر سرطان البروستاتا..." . المصدر: WordIQ (موسوعة و قاموس "آي كيو") . 4- قام ماسترز و جونسن ( و هما عالمان رائدان في مجال النشاط الجنسي البشري ) و غيرهما من الباحثين أثبتوا أن الاستمناء لا يسبب أي نوع من الضرر ، لا على المدى القصير و لا على المدى الطويل" المصدر: موسوعة Afraid To Ask الطبية . 5- "لا زالت المصادر الطبية متفقة أن الاستمناء لا يُسبّب ضرراً جسدياً و لا نفسياً" . المصدر: موقع قناة "ديسكَفاري" العلمية الشهيرة . 6- "الاستمناء وسيلة صحّية للتعبير عن نفسك بالجنس .. و وفقاً لكلام الباحثين ، فإنّ الاستمناء يقلّل القلق ، ويزيد الراحة و يساعد في النوم" . المصدر: القسم الطبي في جامعة نيو هامبشير الأمريكية . 7- "العادة السرية لا تسبب العمى ، و لا الصمم ، و لا التأتأة ، و لا الشعر في راحة اليد ، و لا تقتل ، و لا الجنون .. لا صحة لأي من هذه الخرافات عن أضرار العادة السرية .. العادة السرية عادةٌ صحية" . المصدر: القسم الطبي في جامعة ميتشيغان الأمريكية . 8- لا توجد أي عوارض جانبية للاستمناء. العلم الطبي فنّد خرافات كثيرةً تزعم أن للاستمناء أضراراً..." . المصدر: مركز مِكينلي الطبي بجامعة إلينوي . 9- هذه مصادر تُثبت أن الاستمناء لا يضر إطلاقاً ومصادر تُثبت أن الاستمناء يقي بإذن الله من السرطان إذا مورس بشكلٍ سليم: رابط من موقع BBC يفيد أن الاستمناء يقلل - بإذن الله - من نسبة سرطان البروستاتا . و هذا رابط من موقع مجلة New Scientist العلمية المرموقة يثبت ذلك . أما تحريم الاستمناء ، فلم أقِف على دليلٍ واحد يُثبت ذلك ، بل بالعكس ، كل الأدلة الإسلامية تشير إلى أن الاستمناء مباحٌ لا شبهة فيه. فمن الأدلة أن الاستمناء حلال هو من "فقه السنة" لـ"سيد سابق" ، فيقول: "...و أما ابن حزم فيرى أن الاستمناء مكروه و لا إثم فيه ، لأن مس الرجل ذكره بشماله مباح بإجماع الأمة كلها. و إذا كان مباحاً فليس هناك زيادة على المباح إلا التعمد لنزول المني ، فليس ذلك حراماً أصلاً ، لقول الله تعال: "و قد فصّل الله لكم ما حرّم عليكم" ،و ليس هذا ما فصل لنا تحريمه ، فهو حلال لقوله تعالى: "خلق لكم ما في الأرض جميعاً" ، و إنما كره الاستمناء لأنه ليس من مكارم الأخلاق و لا من الفضائل. و روي لنا أن الناس تكلموا في الاستمناء فكرهته طائفة و أباحته أخرى. و ممن كرهه ابن عمر ، و عطاء. و ممن أباحها ابن عباس ، و الحسن ، و بعض كبار التابعين. و قال الحسن: كانوا يفعلونه في المغازي. و قال مجاهد: كان من مضى يأمرون شبابهم بالاستمناء يستعفون بذلك، و حكم المرأة مثل حكم الرجل فيه." إذاًَ لا شك أبداً أن الاستمناء حلال، و ذلك للأسباب التالية: 1) لم يُذكَر في القرآن و لا السنة، و لم يُحرّم صراحة. 2) ليس هو مما فصّل الله لنا تحريمه ، كما في الآية أعلاه. 3) أنه لا ضرر فيه على الإطلاق. 4) أنه لا يحصل منه أي من المفاسد الحاصلة بالفواحش. قال الرسول صلى الله عليه و سلم: "إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، و سكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها"