نهاية خدمة....
اتكأ الحاج سالم على وسادة بالية في صالة شقته العتيقة يحتسي كوباً من الشاي الأحمر المنعنع ، وبجانبه زوجته حليمة ، ارتشف الشاي بصوت مسموع ، فقاطعته قائلة ً : يا سالم عندما اسمع هذا الصوت أعرف أن لديك كلاماً تريد قوله .... ، فرد عليها برشفة أكثر قوة من سابقتها، ثم أردف قائلاً: إيه... يا حليمة ، لقد هدني العمل مع الدولة ، ولم أتحصل على أي مكافأة باستثناء ورقة تثبت إنهاء خدمتي ، فقالت له : أنا أعرف هذا ، وأنت لم تأت بجديد ، فارتشف الشاي للمرة الثالثة بصوت قوي ، ثم وضع الكوب على الأرض ، بعد أن أفرغ ما به من شاي ، وقال وهو يبتسم : يا حليمة يبدو أن الدولة هذه المرة تذكرتنا بعد هذه السنوات ، فمنذ قليل اتصل بي أخي وصديقي بشير وأخبرني أن هناك كشفاً يحوي عدداً من الذين تعتزم الدولة تكريمهم هذا العام ، وأنني أحد هؤلاء ومطلوب مني أن أذهب أو من ينوب عني هذه الأيام إلى العاصمة ، وما أن انتهى من حديثه حتى أطلقت حليمة زغرودة مدوية ، أقيضت ابنتيها الشابتين ، وعمت الفرحة المنزل ، وحتى محمد الابن الأصغر الذي نام مبكراً هذه الليلة لم يهنئ بنومه فقد اخترقت هذه الزغرودة أذنيه .... فصاح سالم معبراً عن غضبه وندمه لأنه أخبرها في جنح الليل، لكنها لم تكترث بتمتماته، وأخذت تردد: " الله كريم ولابد ربك يعوضك خير، أنت خدمت واجد وتستحق كل خير...... " لحظات والتف الأبناء والزوجة حول الحاج سالم يتحدثون عن هذا التكريم وعن الأحلام ، الجميع منى النفس بسيارة حديثة ، البنتان قالتا : السيارة تقلنا إلى الجامعة ، أما الصغير محمد فقد وعدهم بأنه سيتعلم القيادة ، فقاطعهم الحاج سالم قائلاً : المهم من سيذهب لاستلام ما تكرمت به الدولة ، فأنا كما تعرفون لا استطيع تحمل مشاق السفر إلى العاصمة ، فقالت حليمة : يا سالم سيذهب أخي علي ، فقال لها : صدقتي ، وبالفعل توجه علي صوب العاصمة بعد أن تأبط توكيل نسيبه سالم ، ليلة قضاها علي في أحد
فصاح سالم معبراً عن غضبه وندمه لأنه أخبرها في جنح الليل، لكنها لم تكترث بتمتماته، وأخذت تردد: " الله كريم ولابد ربك يعوضك خير، أنت خدمت واجد وتستحق كل خير...... " لحظات والتف الأبناء والزوجة حول الحاج سالم يتحدثون عن هذا التكريم وعن الأحلام ، الجميع منى النفس بسيارة حديثة ، البنتان قالتا : السيارة تقلنا إلى الجامعة ، أما الصغير محمد فقد وعدهم بأنه سيتعلم القيادة ، فقاطعهم الحاج سالم قائلاً : المهم من سيذهب لاستلام ما تكرمت به الدولة ، فأنا كما تعرفون لا استطيع تحمل مشاق السفر إلى العاصمة ، فقالت حليمة : يا سالم سيذهب أخي علي ، فقال لها : صدقتي ، وبالفعل توجه علي صوب العاصمة بعد أن تأبط توكيل نسيبه سالم ، ليلة قضاها علي في أحد
فنادق العاصمة ، وفي الصباح الباكر ، وصل إلى تلك المؤسسة ، لم يكترث به أحد ، حدثهم عن التكريم ، فقيل له : انتظر ... ، مرت ساعات وهو يترقب ، ثم نودي على اسم سالم ، فأجابهم علي بعد أن أراهم ذاك التوكيل ، ثم اصطحبه أحد العاملين إلى مستودع كبير ، وقالوا له وقع على استلام شهادة التكريم ، وانتظر الهدية ، فخفق قلبه ، وانتظر أن يقال له : استلم مفتاح السيارة ، دقائق مرت ، ثم علم بأن ذاك التكريم عبارة عن سجادة ، فاغرورقت عيناه بالدمع ، وخشي العودة ولقاء الحاج سالم وأسرته .