كان فرحا للغاية وهو يخبرزوجته بأن جميع زملائه في العمل قد إتفقوا فيما بينهم على أن يتناولوا طعام العشاء في نهاية الإسبوع في ذلك المطعم الأنيق المطل على البحر .. إنها المرة الأولى التي سيلتقي فيها زملائه وهم بصبحة زوجاتهم وأطفالهم .. يسعده جدا أن تتوطد أواصر الود بينه وبين زملائة إلى هذا الحد الرائع بعيدا عن مشاكل وضغوط العمل والتي قد تفرز بعضا من عدم الإرتياح فيما بينهم إنطفأت فرحته فجأة حينما وجدها غير سعيدة بذلك على الإطلاق .. فهي لم تحب أن يتخذ هو هذا القرار منفردا دون الرجوع إليها أولا .. تعللت بأنها غير مستعدة لذلك اللقاء .. لا يروق لها أن تلتقي هذا العدد الكبير من أناس سوف تراهم لأول مرة في حياتها .. وليس بينها وبينهم أية معرفة سابقة حاول أن يقنعها كثيرا بضرورة الذهاب إلى ذلك العشاء ولكن دون جدوي .. أخبرها بأنه يحب أن يكون من ضمن الحاضرين لهذا التجمع من الزملاء .. كما حاول أن يقنعها بأنه من غير اللائق أن يعتذر بسبب أسباب واهية .. لكنها لم تتنازل عن موقفها .. مما أدى به إلى أن يذهب بدونها .. وذلك أغضبها أكثر وأكثر كان مقعدها الخالي بجواره هو علامة الإستفهام لتي جذبت إليه كل الأنظار .. فهو الوحيد الذي أتى وحيدا برغم أن الآخرين كانوا قد إصطحبوا معهم زوجاتهم وأبنائهم بل ومنهم من أصطحب معه أصدقاء واقارب آخرين من خارج نطاق العمل .. لكنه سرعان ما وجد من يحادثه ويطرد عنه ذلك الشعور بالوحدة .. كان جمعا رائعا بكل المقاييس وكان الجميع حريصا على أن يلتقط الصور التذكارية لهذا اللقاء الممتع اليوم وبعد مرور عام كامل .. تتصفح زوجته الصور التذكارية لذلك العشاء الذى رفضت هي أن تذهب إليه .. تلمح صورة لزوجها وبجواره ذلك المقعد الخالي .. لم تكن تتخيل أبدا أن ذلك المقعد الخالي قد يكون بداية قصة زواجه بأخرى غيرها