شيئ
مات السيد (عطية ) ، موظف البنك المركزي المعروف ،اليوم تناقلت خبره بعض الصحف المحلية ، وربما نشرت صوره عبر محطات الفضاء المفضوحة ، المكاتب الحكومية ، مجالس النساء ، مقاهي الإنترنت ، الباعة في حلقة الخضار ، وبنقلة السمك كانوا يتبادلون الحدث بشيء من الطرافة ، وبعض ألم يجترهم أحياناً أخرى ، نهب الخبر الأرض ، وكادت السماء تمتلئ بقضية (عطية البركاتي ). قالوا: إنه طعن في أحشائه حتى الموت ، وقيل أيضاً : أن شيئه وجدوه مقطوعاً ونزف حتى فارق الحياة ، لمحوه في زاوية حجرة الكنترول ، حيث كان يدير من هناك مع زميلته الحسناء(فاتن) آلية المصارف الفرعية ، رئيسه كان زوجاً لفاتن اللتي أحبها وخشي عليها من أن تقع في فتنة الرجال ، أو أن يقع على مفاتنها رجل ، فضل أن تكون قريبة منه ؛ فأسند المهمة للموظف الكفء ، ذي السمعة الطيبة والخلق الرفيع لتدريبها على العمل ، لكن قلبه كان يأكله يوماً بعد يوم ، قرر أن يضع حداً لذلك .شكا أمره لصديق ،فدله على أحد الأولياء في المدينة الأخرى ، فذهب إليه وعاد لفاتن ليدخل الفكرة لرأسها ، تحت رغبته الملحة وافقت على العرض تفادياً لغيرته ، في اليوم التالي ، استدعى (عطية ) وسرد عليه ما تردد في قلبه ،مروراً بفتوى الشيخ الذي أجاز رضاعة الزميل ليطمئن الزوج بالرؤية الشرعية الحديثة ، وقف عطية يقلب بين كفيه القرار .ماذا لو رفض الفكرة ؟ وكيف ستسير الأمور إن خضع لها ؟! صباح الاثنين كان بارداً وفاتراً وموشوماً بالحذر، تقدمت فاتن إليه بعد أن أحكمت إغلاق الباب واطمأنت على بصيص ضوء شاشة الحاسوب فقط ، ارتمى بحضنها كطفل وراح يرشف من ثديها بتوجس ، لم يكن الأمر سهلاً أبداً، إن مقاومة الاقتناع بالفكرة كانت أسهل من مجرد النظر إلى ثدي امرأة في مقر عمل تحيط بك مؤامرة الفجيعة من كل جانب ، مرّ اليوم الأول وهي تحاول أن تجتاز معه جدران المكان ، بات عليهما الآن أن يفكرا في المرات المتبقية ، استمر الحذر والتردد يكبران ويتعاظمان ، وفي اليوم ما قبل الأخير تجاوزا معاً حدود الرضاعة ، كانت النشوى المنبعثة من صدرها لا تقاوم ،تحول كل ما هو حولهما إلى ضباب ، انغمسا في اللذة وراح نشيجها متجاوزاً حدود الحجرة ، تعالت الأصوات في الممرات مدوية ، هرع الزوج على الفاجعة ، فيما لاذت وسط الدهشة بالفرار، بعد لحظات فقط كان عطية متخشباً يطفو على دمائه ، توالى الموظفون على المشهد ، ولم تزل قصة عطية مفتوحة على شيء.