زوجة الملك يباب -يجب أن تهربي معي. - ألا تعرف زوجي، لهُ عيونٌ وآذانٌ في كلِّ مكان. - أنا أعمل مع زوجك منذ سنين وأعرف أساليبه فلا تخافي. - هو أخبث بكثير مما تعتقد. - هل سمعتِ بقصة(ارم السهم ثم حدد الهدف)؟ - لا لم أسمع بها. - يا سيدتي الجميلة كان يا ما كان، كان هناك ملكٌ غاشم، وصله خبر بتجمع قوى المعارضة في الغابة المجاورة له، يتدربون للانقضاض عليه، فخرج مع جيشه إلى الغابة، وجد على أشجارها دوائر كأهداف وفي وسطها سهاماً، أمر بتفتيش الغابة، لم يعثروا إلا على شابٍ وسيم، جلبوه إلى حضرة الملك الذي سأله: أين الخونة؟ - لا يوجد غيري في الغابة- فلمن كل هذه السهام على أشجار الغابة؟- لي أنا- كيف ذاك؟- المسألة بسيطة أنا أرمي السهم ثم أقوم بعدها بتحديد الهدف حوله، أُعجب به الملك وقربه في بلاطه، هرب بعد سنة مع ابنة الملك الذي فقد عقله ثم ملكه، وكان الشاب باتفاق مع المعارضة قد سرَّب الخبر إلى الملك ليستدعيه إلى مصيدة الغابة. - وأنت يا أميري ألم تسمع بقصة زوجة الملك يَباب. - كلا. - سأحكيها لك إذن: كان يا ما كان..وهنا اقتحم الغرفة رجال قيدوا الشاب، ودخل رجلٌ كهل يتكئ على عكاز ويبتسم: يا عزيزي ذاك زمانٌ لم يكن فيه أجهزة للتنصت. اشترطت على زوجها أن لا يقتله بل يحبسه في سرداب داخل البيت لتخلو به كلما سنحت لها الفرصة، ولم تمضِ سنة حتى توفي العجوز، تزوج الشاب السجين من زوجة ثاني رجل في الدولة ويقال الثالث أو الرابع، في حفلٍ حضرته قنوات العالم الفضائية، وكانت الجنازة تسير من القصر إلى المقبرة، والسجين يخرج من السجن في زفة عرس ورقص شرقي وغربي، والشاشات انقسمت نصفين تنقل الحدث المزدوج في نفس الوقت، واجتمع البرلمان وقرروا إسناد سلطة الرجل المريض إلى الشاب القوي زوج زوجته وريثته الوحيدة، استحوذ على السلطة والأملاك، لكنه نسيَ قصة زوجة الملك يَباب.