قصتان وناقد وثلاثة نصوص
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
عبدالكريم يحيى
| المصدر :
www.arabicstory.net
اشتريت كتابين، زرته في مكتبه، كعادته كان قد غير أثاث غرفته، بموديلٍ أحدث، أخذ كتاباً من يدي، السياسة المدنية للفارابي، فعلَّق:
-
قرأتهُ حين كنتُ في الصف التاسع. رأى علامات العجب على وجهي، فأطفأها:
-
لم أفهم منه شيئا.
ثم تناول الآخر(علم النفس التحليلي)لـ كارل غوستاف يونغ، وقال مبتسماً مفتخراً:
-
هل قرأته؟
-
كلا اليوم اشتريته بثمان دولارات لصديق لي أوصاني به.
-
يا له من كتابٍ رائع لولاه لما فهمت النظرية البنيوية.
-
لكن الكتاب لا علاقة له بالبنيوية!!!
-
كيف لا علاقة له وقد أطلق النقاد على مؤلف الكتاب بأبي البنيوية؟
-
لقد عاش بين سنتي... يتصفح الكتاب بسرعة....1875-1961.
-
أليس تلميذاً لسوسير؟
-
أنا اقصد أنَّهُ لا علاقة له بالبنيوية لا من قريب ولا من بعيد؟
-
فلماذا إذاً يسمُّونَهُ بأبي البنيوية؟
-
من هذا الذي سمَّاه؟
-
الدكتور جابر عصفور.
-
أ متأكدٌ أنت من كلامك.
-
كلا، وهل أنت متأكد من أنَّه لم يقل ذلك.
-
إذا كان عصفور قد قال هذا فأنا مخطئ.
-
أ رأيتَ أنَّك لا تعرف كلَّ شيء فنحن أيضاً نطالع الكتب.
-
هل قرأتَ قصتي الجديدة؟
-
كلا لمْ اقرأها، لكن سأقرأها، رأيتها في عددكم الجديد.
-
كلا لا اقصد المنشورة في جريدتنا، ألم تقتن العدد الأخير من مجلة نصوص عالمية؟
-
وكيف تقول قصتي وهي لا تنشر سوى نصوصاً مترجمة.
-
كتبتها باللغة الإنكليزية، ثمَّ ترجمها المترجم الجديد في الجريدة بعدَ أنْ أُعجب بها.
-
قال الفأر: العالم أنْ كان واسعاً بدأ كل يوم يضيق أكثر، أسير بين الجدران، على يميني ويساري، اقتربت الجدران، وجدتُ نفسي في غرفة ضيقة، وأمامي تتربص بي المصيدة التي وضعوها لي، - عليك أن تغير الاتجاه- قالت القطة وهي تلتهم الفأر.
-
ولمن هذه القصة؟
-
سخيف، لي بالطبع؟
-
لكنني متأكدٌ أنَّ هذه القصة لفرانز كافكا.
-
إذن فقد سرقها الكلب!!!
-
كيف يسرقها وقد عاش بين عامي 1883-1924.
-
ما لك وللتواريخ هذا اليوم؟
-
أعني أنَّه من المستحيل أن يكون قد سرق قصتك، وهو قد سبقك بثمانية عقود.
-
ومن قال لك أني أقصد فرانز كافكا.
-
ومن تقصد إذن.
-
الكلب المترجم قبل أسبوع أهديته المجلد الرابع لكافكا بعد أن أشتريت المجموعة الكاملة له جلبوها لي من الشام بـ 30 دولار، غداً سأفصله هذا الكلب سارق النصوص المترجمة