ذكريات واقع قصير رحت استعيد ذكريات واقع قصير معها.. عند أول التقاء نظرات.. عرفتها.. دار حوار سريع مرتبك.. لم أقدر على التواصل.. فقدت كل وقاري وصرامتي.. عرفت رقم هاتفها... وبعيد لحظات.. أرسلت رسالة قصيرة: " كان حضورك رائعاً..". لم تبخل بإجابة.. أقصر.. "أنت الرائع".. طلبتُ لقاءً.. كلمتها.. قالت: "هل أعرفك؟ أشعر إني التقيتك منذ زمن..". "وأنا مثلك..".. أجبتها بيقين.. أيتها الحلم الآتي دفئاً مثل نسائم وردة برية.. تعصرين كل مخيلتي.. تسقين بها عشباً على رمض رمال صحراوية.. تفتشين في أنفاسي عن نقوش ليست موسمية ولا سطحية.. عمقها عمق بحر.. وصداها صدى شوق.. كانت تفاصيلها التي أراها لأول مرة صورة ساطعة في نفسي.. وفي ثانية واحدة.. تناثرت كل الحواجز بيننا - أو بالأصح هكذا ظننت - لم أسألها من أنت؟ لأنها اختزلت في عينيها كل حكايات الدنيا.. والنفس عندما تلاقي ما تتمناه.. تنسى الواقع أو تتناساه.. تتجمد في كينونتها كلّ تجارب الحياة وخبراتها.. وتشلّ كلّ مراحل التفكير والتأملات.. ويسطع الحب بكل ما فيه من خيالات.. وأحلام.. وتهيؤات.. أمّا أنا فلم أسكن منذ أن رأيتها.. صار العالم عندي مختلفاً.. توسدت عينيها بلا استئذان.. كانت كريمة بإحسان.. سخية كطيف أحلام.. عندما تضحك.. تغلق عينيها... "آه.. آه.. إلى هذا الحد أنت تدركين أنّ الناظر إليك لا يمكن أن ينظر إلى فضاء عينيك ومساحة ابتسامتك في آن واحد". صورة حقيقية لا يمكن وصفها ولا تخطيها.. واقع عجيب.. لم أكن أحلم الآن به على الإطلاق.. "صدقي أنت ترحمين الناس بذلك.. فمن ذا الذي يستطيع أن يرى هذين المشهدين في وقت واحد؟!".. تخجل عندما تسمع هذا الكلام.. ترفع رأسها ثم تخفضه وتنظر إلى الأرض.. هي تعرف أنّها أقوى من بركان..ومن طوفان.. تصف ما في داخلها بتنين سجين.. ومن يجسر على اختراق حجرة التنين..؟