أنا رجل شرقي! في مرة قالت: "ربما تريدني كعابر سرير..". تضحك وتضيف: "هذه الأخيرة من كلماتك".. "لا، ليست من كلماتي.. قلت لك هي قصة مشهورة".. أقول مصححاً.. "وهل تظنني جاهلة إلى هذا الحد؟؟ أنتم غرباء أيها الرجال الشرقيون.. هذه القصة التي تستشهد بها... ألم تكتبها امرأة؟؟". "ومن قال لك إنني ضد النساء؟". "أنت رجل شرقي.. عقلك وتفكيرك وحياتك وتكوينك.. وحتى المرأة لا ترى فيها غير متاع".. "..........". لا أستطيع الدفاع عن نفسي.. كيف أواجه هذا المد الجارف.. هي تعرف كيف تنتقي كلماتها.. تعرف كيف تواجه.. متى ترتد ومتى تهاجم؟.. وفي كل الأحوال تترك خصمها ضعيفاً مسلوب القوى.. المشكلة لا تكمن في جمالها... المشكلة في داخلي أنا.. بل المشكلة هي أنا.. أنا الرجل.. سببت لها ضيقاً.. بعدما ملأت كياني.. رغم أني رجل متزوج مشغول.. أنهكته السنين عمراً وعملاً.. ومع ذلك عندما دنت تملكت، وغلفت كل كياني حتى تجردت من نفسي، وقدمتها هدية لها.. لا أنكر أنّها لم تظلم ولم ترفض ولم تتمرد، لكنها قررت بصراحتها الدائمة أنّ الأمر عادي.. وانصرفت ودمائي تغلي في عروقي.. وقلبي يكاد يقفز من مكانه.. من الحيرة. لم (أرسم) عليها كما يقول بعض الرجال.. أنا أردت الزواج منها.. هي لا ترفض فكرة أن تكون زوجة ثانية لرجل متزوج (لم تقل ذلك أمامي على الأقل ربما لأنها احترمت مشاعري أو تستمتع بسماعها عرضي المتكرر).. هي ليست سارقة.. وكرجل يمكنني أن أتزوّج مرة ثانية ما دمت أنوي العدل بين زوجتين.. ليست هذه مشكلة من ناحيتي.. وهي أيضاً لم تعقد الأمر.. بل كانت المسألة عندها غير ذلك تماماً.. ما هي؟ لست أدري.. بَيد أنها ترى أن العدل بين زوجتين مستحيل. "أنت رجل مسكين.. رغم كل خبراتك لا تعرف كيف تعامل الأنثى..". "معك حق أعترف".. أقول ذلك مقراً بذنبي إن كان هذا ذنباً.. يرن هاتفها.. أقوم من مكاني.. تشير لي بأن أجلس.. لا أريد.. أتحجج باتصال.. أبتعد عنها لكي لا أسمع ما يدور باتصالاتها لكنها لا تكترث.. وتقول عندما أعود "لماذا ابتعدت؟".. "لا تفعل ذلك مرة ثانية.. ليس هنالك أسرار..".. وعندما تأتيها مكالمة مرة ثانية.. تنتفض وتركض بعيداً عني لكي لا أسمع.. وتنسى ما قالته لي قبل قليل.. "أنت بالنسبة لي امرأة مجهولة.. هنالك أسرار كثيرة تحيط بك ولا أعرفها.. ولا أريد أن أتطفل عليك لأعرفها.. هل تظني أني متطفل؟". تطقطق أصابع يديها بطريقة مرحة.. ترمقني بنظرات أحلى من الشهد..