تمنيات ملونة ما أجمل الأحلام عندما تبقى في مخيلاتنا وتعود إليها.. مع أنّنا نتوهم أنّ الأحلام لو تحققت أو تحقق بعض منها فإنّ حياتنا سوف تتغير وتتبدل وتتحسن.. وخاصة في الحب.. لكن ماذا لو كان الحب مستحيلاً.. في زمن بات كل شيء يوزن بالمادة.. مع أني حقيقة لم أرَ ذلك في نفسها لحظة واحدة. فمن الواضح أنّ المادة عندها ليست ذات قيمة مباشرة، وهذا شيء إيجابي يزيدني تقديراً لها، ويجعلني احترم فيها انسانيتها. فالإنسان تنسب له الإنسانية، ولو تجرّد منها فهل يمكنه أن يكون إنساناً. ربما يحمل صفات الإنسان الشكليّة أمّا المعنوية فتذهب إدراج الريح، فيصبح من سائر المخلوقات.. إلاّ الإنسان.. وهي قمة في إنسانيتها.. لا أقول ذلك لإنّي أحبها حلماً وواقعاً، فهذا شيء وذلك شيء آخر، حتى علاقتها بي كانت إنسانية.. أعترف أنّها لم تظهر حباً في أيامنا على قلتها، لكنّها كانت تقدر ما أكنّه لها من حب وتحترمه.. وأحياناً يقودني جهلي - وربما رعونتي ونزقي وطيشي- للاعتقاد بأنّها تحبني فعلاً.. أفعالها تقودني أحياناً إلى هذا الشعور.. ربما تريد بذلك أن ترضي نفسها، أوترضيني.. الأمر سيان.. ثمّ أرجع عن احتمالاتي، واستسلم لما أسمعه منها.. مع أنّها تقول: "لا تصدق ما تسمعه.. وصدق إحساسك.. من هو الأصدق: شفتاي أم عيناي؟؟".. يا لها من أنثى ذكية، تعرف كيف تصنع من خيالاتي أحلاماً، وتبني على رمال شاطئي جبالاً من التمنيات الملونة..