الراين تابع الجريان
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
ناجي طاهر
| المصدر :
www.arabicstory.net
الراين تابع الجريان .. و أنا لم أحضر بعد .
لم يكن ثمة من أعرفه أو يعرفني . لكنني من بعيد لمحتها تنتظر إنساناً ما . قلت ربما اكون من تنتظر!
كنت قادماً من قاع المدينة . وحدها واقفةً كانت ، خلفها الراين يجري . تابعت قدومي .
راحت تُعدُّ ملامحها لإستقبالٍ حميمٍ كالذي يفعله العاشقون، أو المراهقون الأبديون .
و لكن ، كلما ضاقت المسافة ، كانت الملامح تنكمش ، و يتسّع الصمت . لم تكن هي ، كما لم أكن ذاك الذي أرادته أن يكون .
لم يكن ثمة داعٍ لكلام . لكن ، مع ذلك فعلت .
- أتنتظرين أحداً أعرفه ؟
كان في الإمكان أن نتعارف ، و ربما يكون مجال للقهوة ، و قد يكون زواج و أولاد ، و يكون ملل ، و أشياء أخرى كثيرة . كادت أن تسخر مني و أن تضحك . ليتني أعرف بماذا كانت تفكر ، أو فكر الآخرون . كأنني سمعت ما همست به :
- هل أنت معرفة ؟
ضحكت من نفسي . تذكرت دروس اللغة و قواعدها. و كانت النكرة فيها منصوبة دائما ً. كان الصمت ما فتىء يتسع . دهمني روع الإرتباك ، هذا اللعين الذي يجعل من المستنقعات الوحلية بيئةً مثالية لنموه الكريه . استدركت :
- و من تراه يبالي بعد بذلك ؟ كما أن الأمر لا يهم أحداً .
و قبل أن يميل الموقف الى المأساة ، هممت أن أمضي . لكنني طمأنتها :
- يمكنك متابعة الإنتظار ، فأنا لم أحضر بعد ، أو لم أظهر ، الوقت يبدو أنه ليس وقت الظهور ، أو حين الحضور ...
كذلك فعل الراين ، تابع الجريان ، و أنا تابعت القدوم