عشر مرات
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
محمود إبراهيم الحسن
| المصدر :
www.arabicstory.net
نصحني صديقي ورائحة التدخين تفوح من فيه بألا أستسلم لمشاكل الحياة وأن أفعل أي شيء لمواجهتها . فكرت كثيراً بكلامه
واقتراحاته فلم أجد شيئاً أفعله مع هذه الحياة الماكرة سوى الصراخ بأعلى صوتي فخرججارنا حسين من بيته وأمرني بالهدوء وهددني بالإتصال بالشرطة إذا لم أفعل
ونظراً لكوني أعاني من أعراض عناد وعزة نفس شديدة فقد قضيت مع حسين ثلاثساعات في الزنزانة مع عدة شبان آخرين أحدهم كان سكراناً
استدعانا الشرطيالمناوب إلى مكتبه وصرخ في وجهي
:
-
أنت ما عندك ذوق؟
!
-
عندي
-
إذاً لم َ تصرخ ؟
-
لأنني أحمل شهادة ولم أجد وظيفة , ونسيتأن أتزوج , ومشاكلي تتكاثر بالانشطار كل يوم
-
"
لا تنكّت ولاك
"
ثم طلب من حسين العودة إلى منزله حيث اتضح له أن مشكلتي أكبر من إزعاج الجيران
التزم الصمت لبعض الوقت ظننته كان يفكر لكنه أغلق دماغه وفتح درج الطاولةوأمر المقص بأن يأكل شعر رأسي من أحد الجوانب ويترك الجانب الآخر اذا اكتشف بأن
لساني طويل وكاذب, وحمداً لله أن المقص كان غبياً وكسولاً هذه المرة ولم يكتشفشيئاَ
تغير مجرى التحقيق كلياً و انهال عليّ بوابل من أسئلة واتهامات لهاأول وليس لها آخر
ثم قرر أخيراً أن يبقيني في الزنزانة ليلتين أيضاً حتىصباح يوم الأحد حيث سيحضر مدير المخفر
ظننت حينها أن هذه الليلة ككلسابقاتها في حياتي , كانت كل ليلة جديدة تحطم الرقم القياسي بدرجة سوادها , وتشعرني
بأني خارج الموضة ولا أستحق هذه الحياة , لكنها كانت مختلفة قليلاً فبعد أخذ وردومفاوضات ليست معقدة بيني وبين الشرطي أطلق سراحي
.
ومنذ ذلك اليوم وأنا لاأصرخ أبداً , وأدعو الله بعد كل صلاة بأن يحمي هذا البلد من الكذب المتفشي بين
الناس , وأن تتضاعف أجور الشرطة عشر مرات
.