الأشجار وهي تضحك !!

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

في منحدر ذلك الوادي الواسع ، حيث تمتد السهول ؛ كانت الشجرة الكبيرة تمتد ، و تمتد.

وكانت أوراقها تكثر ، و تكثر .

 

و كم حملت طيلة كل تلك السنوات من الثمار .. الثمار التي يأكلها كل من يقصدها . من : الناس والطيور والحشرات و الحيوانات التي تتراكض في البراري ...

 

اليوم : هاهي ترى النبتتين الصغيرتين تنموان

 

إنهما ليستا بعيدا عن جذعها ؛ إنهما هناك حيث الشمس ، على حدود ظل أغصانها ..

 

ليكن ؛

 

فهذا موقع مناسب لهما :

 

هما صغيرتان حتى الآن ، و تحتاجان إلى الرعاية !

 

في الوقت الذي كانت الشجرة العجوز تحدث فيه نفسها ، كانت النبتتان الصغيرتان تضجان بشجار طويل.

 

أما حول ماذا ؟

 

فقد ضحكت الشجرة الكبيرة ، و هي تهز الكثير من أغصانها ، و قالت :

 

-لماذا تتشاجران على الماء؟!

 

-أنا أشرب أولاً.. فأنا أكبر منها .. و أغصاني أطول !!

 

-نحن أختان !!

 

هذا ما قالته الشجرتان الغضتان !!

 

أما الشجرة الكبيرة ، فقد لمعت ضحكاتها من خلال بريق الأوراق ؛ قالت لهما :

 

-الماء للجميع .. وأنتما أيضا !!

 

-كيف؟!

 

-الأشجار تبدأ صغيرة ، و عارية .. و مع الأيام تلبس أوراقها ، و تزهو .. و مع الأيام تخضر الأوراق ، و تكبر ..

 

إحدى الشجرتين صاحت بفرح :

 

-الناس يحبون ظلال الأشجار!!

 

-كل الكائنات تحب ظلال أوراقنا !!

 

هكذا غردت الشجرة الصغيرة الأخرى !

 

الشجرة الكبيرة كانت مسرورة ، و هي تقول :

 

-مع الأيام تزهر الأغصان .. و ..

 

-الناس يستمتعون بروائح أزهارنا !!

 

-نعم .. يحبونها .. أزهارنا تتحول إلى ثمار ..

 

-الناس يتغذون منها .. و ..

 

-و حتى الكائنات الأخرى تأكل منها .. إن الأشجار مأوى للكثير الكثير..

 

-أوه .. نحن بيوت !!

 

-نعم الأشجار بيوت !!

 

-الأشجار مهمة في الحياة !!

 

نطقت الشجرة الكبيرة ذلك بوقار كبير ، ثم صمتت باحترام .

 

في هذه الأثناء ، كانت الشجرتان الصغيرتان تنظران إلى بعضهما كأختين متحابتين .. تبسمتا للشجرة الكبيرة ، و قالتا بصوت واحد :

 

-أنت أمنا أيتها المثمرة الطيبة .. لقد عرفنا أهمية وجودنا للآخرين .. سنشرب من مائنا ، و نأكل من هذه الأرض الكريمة..

 

- و نتعاون في مدَ ظلالنا للجميع..

 

-ونمنح الثمار للجائعين..

 

-نعم .. هذه هي حياتنا !

 

 

ضحكت الأشجار الثلاث سعيدة كالماء ، و ضحك الوادي ، و الأشجار الأخرى في منازلها الخضراء ، و الغيمة المرحة التي مرت بنعومة متخللة الأوراق الكثيرة الفرحة .. وأصداء غناء الأوراق المتردد في الوادي الواسع ؛ الأصداء التي تجري في السهول ، و الغيوم الطرية الأخرى التي تظللها : كلها ضحكت !!