الخفاش الصغير

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

 

 

 

في جبل كبير تكثر فيه أشجار التين ، كانت تعيش ، في أحد كهوفه ، عائلة من الخفافيش ..

و كانت تقضي نهارها بالحديث ، و تنظيف نفسها و النوم ..

و في الليل تخرج إلى أشجار التين و السدر لتأكل ، و تحمل الطعام إلى بيوتها ..

و كان من بينها خفاش صغير .. ينام كثيرا ، و عندما يستيقظ ، يصرخ باكيا حتى تعطيه أمه الطعام ..

أمه تحبه كأخوته ، لكنها تعطف عليه ، حيث كان هزيل الجسم ..

أما والده فكان ينهره ، و يطلب منه الطيران و العمل ليصبح قويا كأخوته ، وكان يقول له :

­من يدري ماذا يخبئ لك الغد .. فلن نستمر في رعايتك هكذا إلى الأبد !

­دعه ينام .. فغدا سيقتله الجوع !

هكذا يسخر أخوه الكبير .. و ما تلبث الأم الحنون أن تنطق قائلة :

­لا تكونوا قساة على ابني ، فهو ما زال صغيرا !

و تمضي أيام طويلة ، يقل فيها المطر فتجف الأشجار ، و يهاجر الأب مع أبنائه الكبار إلى جبال أخرى ، و قرى بعيدة بحثا عن الرزق .ز أما الخفاش الصغير ، فيظل قابعا في الكهف برعاية أمه التي هدها الكبر و المرض ، و مع ذلك فهي لا تكف عن الطيران ليلا لتوفير الأكل لولدها .. حتى أنها اضطرت أن تخرج في النهار ذلت يوم .. بعد أن استيقظ الخفاش من نومه ، و أخذ في البكاء .. و قد عادت إلى الكهف ، و رمت عليه حبة سدر يابسة ، ثم سقطت مريضة ..

لم يجد الخفاش بدا من الخروج .. أطل برأسه من باب الكهف ، و عاد مذعورا ، ففي الخارج طيور جارحة ، و ثعالب .. تعلق في سقف الكهف ، و نام منتظرا الليل .

في الظلام خرج .. طار بعيدا حتى تعب و لم يجد شيئا .. تعلق أسفل صخرة كبيرة ، و أخذ يفكر :

­ماذا أفعل الآن .. أنا جائع .. لا أعرف كيف أحصل على طعام لي و لأمي المريضة .. لا أستطيع الطيران لمسافات بعيدة .. لم أتعود على ذلك .. ليتني سمعت نصائح أهلي .. ليت .. ليت ..!!

ظل يحث نفسه حتى نام .. استيقظ على ضوء شديد ، و أصوات كثيرة :

­يا الله ، إنه النهار .. أوه هذه الطيور .. هذه الحيوانات الصغيرة .. النمل ، و الخنافس : كلها تعمل .. لا أرى كسولا فيها .. لماذا أنا فقط ؟ لا .. لا .. سأطير وسط هذا الضوء .. سأحصل لأمي ، و لي على طعام مناسب حتى لو من خلف هذا الجبل .

 

هكذا كان الخفاش الصغير يقول لأمه حكايته ، و هو يطعمها من التين اللذيذ الذي جلبه من القرية البعيدة !