في كل مساء ، تتحلق البلابل الصغيرة حول الجدة الضاحكة بالقرب من باب العش ، في أعلى الشجرة الكبيرة ، لتحكي لهم حكاية اليوم. بلبل صغير يمر من أمامهم دائرا حول الشجرة. تبتسم له الجدة وتدعوه. فيحطّ على الغصن وهو يلعب بجناحيه .. فتقول له : ـ أراك اليوم سعيدا ! ـ نعم ... فأنا ألعب : أطير و أغني !! تضجّ البلابل الصغيرة : ـ أسمعينا حكاية اليوم يا جدتي ؟ ـ الآن ـ يا صغاري .. لكن هل تعرفون لم تحب الطيور الأشجار ؟ ـ لا !! لكننا نريد أن نعرف يا جدتي ! تعتدل الجدة في جلستها فوق الغصن ، و تنظر إلى البعيد حيث تمتد صفوف أشجار كثيرة تكسوها حمرة الغروب .. و تتلاعب بأوراقها الرياح .. وتقول : ـ في قديم الزمان .. كانت بيوتنا محفورة في الأرض مثل جحور الأرانب .. كانت الطيور تلتقط طعامها من الأرض مثل الدجاج .. ـ لماذا يا جدتي ؟!! ـ هكذا .. لم نفكر أن لنا أجنحة ؟ لم نكن ننظر إلى الفضاء الواسع الذي يمتد حول بيوتنا .. ـ ألا تتحدثون عن ذلك ؟ ـ لا ، كنا صامتين طوال الوقت !! ـ إذا لم تكونوا تغنون ؟!! ـ لم نكن نغني حيث لا نعرف أن لنا أصواتا . ـ و ماذا حدث يا جدتي ؟!! في يوم بعيد علا صوت جميل سمعته الطيور كلها : الطيور النائمة .. و الطيور التي كانت تحني رؤوسها في الأرض .. و الطيور التي دخلت جحورها خائفة ..
بلبل صغير يمر من أمامهم دائرا حول الشجرة. تبتسم له الجدة وتدعوه. فيحطّ على الغصن وهو يلعب بجناحيه .. فتقول له :
ـ أراك اليوم سعيدا !
ـ نعم ... فأنا ألعب : أطير و أغني !!
تضجّ البلابل الصغيرة :
ـ أسمعينا حكاية اليوم يا جدتي ؟
ـ الآن ـ يا صغاري .. لكن هل تعرفون لم تحب الطيور الأشجار ؟
ـ لا !! لكننا نريد أن نعرف يا جدتي !
تعتدل الجدة في جلستها فوق الغصن ، و تنظر إلى البعيد حيث تمتد صفوف أشجار كثيرة تكسوها حمرة الغروب .. و تتلاعب بأوراقها الرياح .. وتقول :
ـ في قديم الزمان .. كانت بيوتنا محفورة في الأرض مثل جحور الأرانب .. كانت الطيور تلتقط طعامها من الأرض مثل الدجاج ..
ـ لماذا يا جدتي ؟!!
ـ هكذا .. لم نفكر أن لنا أجنحة ؟ لم نكن ننظر إلى الفضاء الواسع الذي يمتد حول بيوتنا ..
ـ ألا تتحدثون عن ذلك ؟
ـ لا ، كنا صامتين طوال الوقت !!
ـ إذا لم تكونوا تغنون ؟!!
ـ لم نكن نغني حيث لا نعرف أن لنا أصواتا .
ـ و ماذا حدث يا جدتي ؟!!
في يوم بعيد علا صوت جميل سمعته الطيور كلها : الطيور النائمة .. و الطيور التي كانت تحني رؤوسها في الأرض .. و الطيور التي دخلت جحورها خائفة ..
أنصتنا جميعا .. ثم بدأنا نخرج إلى الساحات التي تمتد أمام بيوتنا .. و نظرنا حولنا .. رأينا بلبلا صغيرا يقف في أعلى شجرة كبيرة .. و يغرد بصوت جميل .. أصغينا .. توافدت طيور أخرى كثيرة من كل ناحية ... و وقفت تستمع ..رفرفت البلابل بأجنحتها مصفقة للغناء الجميل ، لكنها ارتفعت عن الأرض .. طارت .. طارت .... اعترى الكثير منها الخوف .. لكن البلبل المغني كان يناديها صادحا بألحانه ..طار البلبل محوما حول الشجرة الكبيرة .. تبعته البلابل الصغيرة .. ثم بقية الطيور .. قادها مغنيا طربا ، طائرا من فوق الجحور .. كانت الطيور ترفع رؤوسها ، و تصفق بأجنحتها و تطير .. امتلأ الجو بالطيور، و أخذ الفرح بالجميع ، و عندما حل المساء .. كانت الطيور قد تعبت من الغناء .. حطت على غصون الأشجار و نامت . و في الفجر ، استيقظنا ، و بدأنا نبني بيوتنا فوق الأشجار ، و نحن نغني !!