تتثاءب الشمس من وراء البحر لتعلن اقتراب موعد نومهـا اليومي مـال لونهـا لتنثـر الأحمر في الأجـواء وفي الأفق يعـود الأزرق تدريجيـا في المقـابل ترتفع النخلات عاليـا وكأنهـا تريد ملامسة السمـاء ومداعبـة النجـوم في المسـاء تلامس نسمـة هـواء سعف النخلات لتراقصـه لتعلـن انتهاء فتـرة وابتداء أخـرى تعـود الحمامات والعصـافير والكائنـات النهـارية إلى أعشاشهـا وبيوتهـا لتنـام بعـد عنـاء يوم كـامل وطويـل يبدأ اللون الأسود انتشـاره الليلي في المكـان ليطرق نـاقوس الخطـر..تعصف معه ريح تضرب سعف النخلات بقـوة وكأنهـا تهددها ..تتلبد السماء بالغيـوم الراعـده لتضيف إلى الأجواء المشحونة شحنـات من الرعب للحمامات تبدأ الكائنـات الليلية صغيرة المزعجـة عملهـا تحـاول تسلق النخلات ونهـش كل مـا استطاعت منها تحـاول...وتحـاول...وتحـاول استطاعت أن تأخذ أقل القليل يزداد السـواد وتزداد الظلمـة تحـاول النجـوم البعيدة إمداد الوضع بكل نور تستطيعـه "عبثـا" ينتصـر السواد ويزداد تخـرج كـائنـات عـابثـة أكبر من سابقتهـا تحـاول نفس المحـاولة يزداد رعب الحمامات وينقص من النخلات شيئـا كبيرا تقـاوم النخلات مقـاومة العـاجز لا تصـرخ ولا تأن بل ترتفع رغـم مـا يحيط بأساساتها الحمامات خـائفة ,لا تستطيع الطيران لأن الليل لا يوفر لهـا الحمـاية ولكنهـا تنتظـر الفرج القريب يزداد الليل سوادا والوحوش حجمـا هـذه الوحوش ليست كسابقتهـا لا تشبع ولا تمـل من الخراب والدمـار أسقطت نخلـة وأخـرى وثالثـة ورابعـة لا يكفيهـا العدد القليل بل تريد أكثر الكثير الحمامات في أشد لحظاتهـا رعبـا فالوحوش باتت تهـددهـا أفراخها أعشاشهـا حياتهـا لابـد أن تعمـل شيئا لكن لا تستطيع فالسـواد قد بلغ أشدة , الوحوش تكاثرت عددا وحجمـا. يظهـر الفرج من البعيد من وراء تلك السفـوح يظهـر لون أبيض يتعبـه قرص أصفر يدفع السـواد إلى مـا وراء البحر والوحوش إلى خنادقهـا وجحورهـا السوداء تمدد البيـاض ليشمـل الأفق والبحر والأرض والسمـاء تلملم أشجـار النخيـل جراحهـا وترتفع عـاليا والحمامات تفرد أجنحتهـا لتطير وتعـانق السمـاء فالنهـار يوفر لهـا الحمـاية الكـاملة وتأمل أن يكـون اليـوم كله نهـار واضـحا شفــافا..!