رائحة الفم اسبابها وعلاجها والوقاية من حدوثها

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : omar_uosif2005 | المصدر : forum.merkaz.net

يعاني الكثير من الناس بين وقت وأخر من خروج رائحة غير محببة للنفس من أفواههم لا يشعرون بها عادةً بأنفسهم وإنما قد يخبرهم عنها الآخرون ويقعون في حرج عند حديثهم عن قرب الآخرين , وشاع تسميتها خلوف الفم, أو البَخرُHalitosis: يعني الرائحة المتغيرة من الفم, وعدم تغير رائحة الفم هو أحد الأدلة المحسوسة على تمتع جسم الإنسان بالصحة والعافية .
وقد تكون شكوى بعض الأشخاص من رائحة الفم غير المستحبة مزمنة فتتغير رائحة أفواههم نتيجة سبب واحد أو أكثر أهمها حدوث أمراض أو اضطرابات صحية في الجسم أو نتيجة الامتناع عن الطعام فترة طويلة أو الإدمان على التدخين بأنواعه أو تناول أغذية معينة ،وهذا سوف تستعرضه هذه العجالة.
حدوث أمراض في الفم
يؤدي نشاط الجراثيم المتعايشة داخل فم الإنسان على فضلات الطعام إلى حدوث تخمر فيها ,ويساعد تناول المشروبات المحتوية على السكر كالشاي والمياه الغازية بشكل متكرر خلال ساعات النهار في زيادة نشاط هذه الجراثيم وتراكم الرواسب الجيرية على الأسنان مما يزيد فرص حدوث التهابات مزمنة في اللثة وتعريتها ,وبالتالي تكوين جيوب صديدية فيها تنبعث منها روائح كريهة ،ناهيك عن حدوث النخر في الأسنان وخروج رائحة غير مستحبة من الفم .
ويصاحب تكوين قروح أو التهاب يف تجويف الفم بما فيه اللسان تغير رائحة فم المريض .
كما تخرج رائحة غير مستحبة نتيجة حدوث ما يسمى جفاف الفم (Xerostomia (dry mouth).
كما يؤدي التهاب اللوزتين بفعل الجراثيم وخروج الصديد منها الشائع حدوثها في الأطفال إلى ظهور رائحة غير مستحبة في الفم, كما يرافق حدوث أمراض اللثة والأسنان ظهور رائحة كريهة في الفم مثل:
حدوث التهاب حاد أولي هلامي في اللثة والفم .
تشمل التهاب لثة تقرحي حاد وأمراض في سمحاق السن ( جنيب السن ) µحدوث النخر في الأسنان .
حدوث التهابات في الجهاز التنفسي
ويسبب الالتهاب المزمن في الجيوب الأنفية في تغير رائحة فم المريض ،كما يؤدي حدوث التهابات جرثومية انتانية داخل القصبة الهوائية أو في أنسجة الرئتين نفسها بفعل نمو ونشاط المكورات العنقودية أو الجراثيم المسببة للالتهاب الرئوي أو غيرها تؤدي إلى تكوين خراريج صديدية فيها تنبعث منها رائحة كريهة يحملها هواء الزفير إلى خارج الفم .
التهاب في المريء
يؤدي كثرة حدوث حالة ارتداد العصارة المعدية من المعدة عبر فتحة البواب إلى المري على حدوث التهاب في المريء وخروج رائحة غير مستحبة من فم المريض .
كما يصاحب حدوث سرطان في المريء تغير نفس المريض .
تخمر في المعدة
فيؤدي بقاء الطعام فترة طويلة داخل المعدة نتيجة وجود عائق يمنع خروجه منها إلى حدوث تخمر في الطعام وتجمع غازات فيها ,فيشعر الشخص بضغط وامتلاء في منطقة أعلى بطنه ورغبة في التجشؤ وخروج غازات من معدته ,كما يصاحب حدوث سرطان المريء تغير رائحة فم المريض.
حدوث اضطرابات معوية
تمتص أحياناً الغازات المتكونة داخل الأمعاء بواسطة الدم ثم ينقلها إلى الكبد ثم الرئتين لتخرج مع هواء الزفير ,كما في حالة التناذر الانزلاقيCoeliac syndrome نتيجة حساسية أمعاء المريض من مركب الجلوتين الموجود في حبوب القمح والشوفان .
كما يتكون داخل القولون غاز الميثان وهو كريه الرائحة نتيجة نشاط بعض الجراثيم فيه , وتتجمع غازات في أمعاء الأشخاص الذين يعانون من سوء امتصاص الكربوهيدرات malabsorption مثل سكر اللبن وسكر الشعير و السكر العادي وعادةً أسبابها وراثية ويعاني فيها المريض نقصاً في إفراز الأنزيمات المحللة لهذه السكريات التي تتخمر عند وصولها القولون بواسطة الجراثيم الموجودة طبيعياً فيه وينطلق غاز الهيدروجين, ويمتص الدم جزء منه في الأمعاء ثم يخرج في هواء الزفير للمريض
إصابة مزمنة بالطفيليات المعوية
كما قد تؤدي الإصابة المزمنة بالطفيليات المعوية وخاصةً البروتوزوا من نوع Giardia lambia إلى حدوث إسهال مائي القوام وتنطلق غازات داخل أمعاء المريض بأحجام كبيرة لها رائحة كريهة تسبب انتفاخ البطن ويعاني من تجشؤ كبريتي الرائحة يكسب نَفسه رائحة غير مستحبة.
مرضى القصور الكلوي أو القصور القلبي
يصاحب ارتفاع مركب البولة في الدم Azotemia خروج جزء من الأمونيا الموجودة في الدم عن طريق الرئتين مع هواء الزفير فتظهر رائحتها المميزة في نَفسِ المريض.، كما يؤدي حدوث القصور القلبي المحتقنCongestive heart failure إلى شكوى المريض من خروج رائحة الأمونيا غير المستحبة من فمه, وهي ناشئة عن ارتفاع تركيز المركبات الأزوتية في الدم نتيجة نقص التروية الدموية للكليتين بفعل عدم استطاعة قلب المريض من ضخ الدم بمعدل كافٍ إليها ,وبالتالي إعاقة تخلصها من هذه المواد الضارة مع البول ,وتختفي هذه الرائحة من فم المريض بعد علاجه .
مرضى القصور الكبدي
في المراحل النهائية لحدوث حالة قصور كبدي وتليف أنسجته ،يقوم الدم في أمعاء المريض بامتصاص المركبتان ذو الرائحة الكريهة , ثم يخرج من الرئتين مع هواء الزفير وفي البول ,كما يصاحب الانسداد في الوريد البابي, الذي قد يحدث لمرضى التليف الكبدي في المراحلة النهائية ظهور رائحة كريهة في هواء زفيرهم.
حدوث حالة الحُماض الكيتونيketo acidosis
وهي من مظاهر عدم تحكم ضحايا مرض البول السكري بتركيز السكر في الدم فترة طويلة وهي دليل على خطورة الحالة الصحية للمرض وتحتاج على تدخل طبي , وتخرج فيها رائحة مركب الأسيتون وهي تشبه التفاح المتعفن من أفواههم .
عند ممارسة التدخين
يعاني من يعيش مع أو يبادل الحديث عن قرب المدمنين على التدخين بأنواعه من رائحة دخان السجائر والسيجار والنارجيلة والشيشة أو الجراك وغيرها ممزوجة أحياناً بروائح أخرى مصدرها الجهاز التنفسي أو الهضمي أو الأسنان واللثة فيتضاعف تأثيرها المنفر لنفوس من يجالسهم أو يجاورهم أو يتحدث إليهم عن قرب ..
بعد تناول بعض الأغذية
يؤدي الإكثار من تناول البصل والثوم والكرات والفجل إلى ظهور رائحتها غير المستحبة في نفس الإنسان ،وبعد امتصاص المركبات المسئولة عن رائحة هذه الخضراوات في الأمعاء تأخذ طريقها مع الدم إلى الرئتين الذي يتخلص منها مع هواء الزفير .
عند إتباع حمية غذائية قاسية
يعاني الأشخاص زائدي الوزن أو البدناء عند استعمالهم حمية غذائية قاسية أو إتباع ما يسمونه عامة الناس خطأً الصوم الطبي (الامتناع عن الطعام )لإنقاص أوزانهم لمخاطره على صحته نتيجة حدوث حالة الحماض الكيتوني ****bolic acidosisالتي يصاحبها خروج رائحة الأسيتون غير المستحبة من أفواههم ،كما تحدث هذه الحالة المرضية نتيجة الصيام الاجباري –في حالة المجاعة .
علاجها
µ عند استمرار شكوى أي شخص من خلوف الفم ،تفيد عملية الكشف عن نوعية الغازات التي تخرج من فمه في تشخيص حالته المرضية إن وجدت ثم علاجها ,وعادةً تختفي رائحة الفم غير المستحبة عند نجاح علاج العامل المسبب لها .
µضبط تركيز سكر الدم لمرضى السكر قريباً ما أمكن من حدوه الطبيعية لتجنب حدوث حالة الحماض الكيتوني المصحوبة بخروج رائحة الأسيتون من أفواههم .
µ ضرورة تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون ثم بواسطة خيط الأسنان بعد كل طعام .
وعند استعمال الشخص طقم أسنان صناعية يجب غسلها جيداً بعد كل وجبة طعام ثم إزالتها من فمه وتنظيفها كل مساء قبل نومه ثم يعود لاستعمالها في الصباح .
µ إجراء فحص بشكل دوري على الأسنان واللثة للتأكد من سلامتهما من الأمراض وإزالة الرواسب الكلسية بين وقت وأخر عند تراكمها على قواعد الأسنان .
µ استعمال مستحضرات بنكهة مركب المانيتول أو غيره على شكل محلول رش أو لبان مضغ محلى بأحد بدائل السكر وخالٍ من السكر العادي أو استخدام اللبان الطبيعي لرائحتها الذكية في تحسين رائحة الفم بشكل مؤقت .
µ يمكن تغطية رائحة الفم بشكل مؤقت بمضغ أوراق النعناع الأخضر أو ثمار الأنيسون .
µ استعمال محلول مطهر غرغرة مثل مركب كلور هستدين أو ثاني أكسيد الكلور عند الشكوى من التهاب في اللثة أو تجويف الفم .
إرشادات وقائية
*ضرورة علاج المرض أو الاضطراب الصحي الذي يسبب خروج رائحة غير مستحبة من فم المريض مثل علاج التهاب المعدة أو حالة ارتداد العصارة المعدية إلى المريء أو مرض القصور الكبدي أو الكلوي أو القلبي.
* الاهتمام بنظافة الأسنان واللثة وتجويف الفم بعد تناول كل طعام وشراب.
* التوقف عن ممارسة التدخين بكافة أنواعه كالسجائر والشيشة والسيجار والجراك والمعسل لأضرارها الصحية وإفسادها رائحة الفم.
* استحباب استعمال السواك للأسنان لفائدته في تحسين رائحة الفم ووقاية الأسنان من نشاط الجراثيم