ما ورد في حق العباد
رقم:79 - 19/شعبان/1427 - 12/9/2006 إعلان هام جدا : ستشهدون في الفترة القادمة سلسلة من الأحاديث المتعلقة بحق العباد لما في الموضوع من خطورة وأهمية، فالله غفور رحيم فيما يتعلق بحقه هو، ولكنه سبحانه وتعالى لا يغفر حق العبد إلا أن يؤدّى حقه أو أن يعفو ويسامح. ويندرج تحت هذا الموضوع الدّيون والغش في البيع أو غيره والمعاملات المالية كافة والسباب والشتم والغيبة ... إلخ. فإن كنتم تعتقدون أنكم من أهل الجنة بالصلاة والصيام والعبادات فأعيدوا التفكير. واحرصوا يرحمكم الله على متابعة هذه الأحاديث يوميا، وسنفتح إنشاء الله قسما جديدا في الأرشيف نسميه : "حق العباد" ويمكنكم الإطلاع عليه للذكرى ولمتابعة ما يفوتكم.وسنسوق الأحاديث اثنين اثنين أو أكثر في اليوم الواحد لأهمية الموضوع القصوى، نبدأ بالحديث الأول إن شاء الله:عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال "إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار". رواه مسلم والترمذي وأحمد. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة". رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد. رقم:80 - 20/شعبان/1427 - 13/9/2006 بسم الله، نتابع ما ورد في حقوق العباد:عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله). رواه البخاري وابن ماجه وأحمد. فمن استدان بقصد الأداء فإن الله برحمته يؤدي عنه ويعينه على أدائها، وأما من يستدين وهو يعلم أنه لا يريد الأداء أتلفه الله في ماله وعمله وأهله وحتى صحته والعياذ بالله.وعن عبدالله بن عمرو قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يُغفرُ للشهيد كل ذنب إلا الدين )) رواه مسلم.وعن محمد بن جحش قال : (( كنا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته ، ثم قال : (( سبحان الله ماذا نُزل من التشديد ؟ )) فلما كان من الغد .. سألته : ما هذا التشديد الذي نُزل ؟ فقال : (( والذي نفسي بيده لو أن رجلاً قُتل في سبيل الله ثم أُحيِيَ ثم قُتل ثم أُحيي ثم قتل وعليه دينٌ ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه )). رواه النسائي بإسناد حسن.نتابع غدا إنشاء الله وترقبوا أقوال العلماء في الديون وحقوق العباد رقم:81 - 21/شعبان/1427 - 14/9/2006 بسم الله، نتابع الحديث عن ما ورد في حقوق العباد، الديون :اعلموا إخوتي الكرام وعوا النقاط الهامة التالية :- لا تقترض إلا مضطرا، كثير من الناس يقترض بدون ضرورة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم أن اقترض ، اقترض طعاماً احتاجه ، ورهن درعه عند المُدين ليضمن براءة ذمته ، فعن عائشة رضي الله عنها (( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل ورهنه درعاً من حديد )) رواه البخاري.- اتق الله قبل الدَّين ومعه : فمن اتقى الله وأراد أن يقترض ليدفع ضيقا عن نفسه أو أهله وصدق النية في الأداء فإن الله يفرّج عنه بعد شدته، قال الله تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق: (2- 3) وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} سورة الطلاق، الآية4.- الديون همّ بالليل وذل بالنهار ، قال القرطبي : قال علماؤنا : (( وإنما كان شيناً ومذلة لما فيه من شُغلِ القلبِ والبال والهمِّ اللازم في قضائه والتذللِ للغريم عند لقائه ، وتحمُّلِ منته بالتأخير إلى حين أوانه )) (الجامع لأحكام القرآن المجلد الثالث) . وروى مسلم: "جاء أبو قتادة رضي الله عنه إلى رجل قد استدان منه ديناً، جاء إليه ليتقاضاه في أحد الأيام فما كان من هذا المقترض إلا أن اختفى عن ناظريه واختبأ عنه، وقُدر أن يخرج صبيٌ من دار ذلك المقترض، فسأله أبو قتادة عن أبيه، فقال الصبي: هو في البيت يأكل خزيرةً (نوع من الطعام)، فنادى أبو قتادة بأعلى صوته: يا فلان أخرج فقد أخبرتُ أنك هاهنا، فخرج فقال له: ما يُغيبك عني؟ قال الرجل: إني معُسرٌ وليس عندي ما أسدد به ديني. فاستحلفه أبو قتادة أنه معسرٌ، فحلف الرجلُ على ذلك. فبكى أبو قتادة أن يصل الأمر بأخيه إلى هذه الحالة البائسة. فقال بعد ذلك : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من نفّس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة )).نشكر موقع صيد الفوائد لما وجدنا فيه من الفائدة بهذا الموضوع (http://saaid.net) نتابع غدا إنشاء الله الحديث : قروض البنوك وخطرها. رقم:82 - 22/شعبان/1427 - 15/9/2006 بسم الله، نتابع الحديث عن ما ورد في حقوق العباد، الديون :موضوع اليوم : إياك وخداع البنوك ،ترفع البنوك بين الحين والآخر إعلانات تتضمن التشجيع على الاقتراض ، ويزعمون أن هذه القروض تجعل حياتك أكثر رفاهية ، فما عليك إلا أن توفر الشروط وتقوم بتعبئة النموذج المُعد لذلك ثم تكون النقود بين يديك لتتصرف بها بحريةٍ كاملة . وهذه البنوك إنما تشجع على الديون لأنها تتكسب من ذلك أموالاً طائلة ، وبخاصة أنها إنما تقرض بفوائد ربوية تتضاعف بمرور الزمن ، وهذا الأسلوب الاستثماري . أولاً : مما حرمه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم، قال تبارك وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ آل عمران:130] . وقال – صلى الله عليه وسلم – : (( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشدُ من ستٍ وثلاثين زنية )) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني. وقد لعن عليه الصلاة والسلام : آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه: (( هم سواء )) أصل الحديث في صحيح مسلم. ثانياً : هذا القرض المالي الذي يفرح به المقترض لأيام معدودة يسبب له ضعفاً في إيمانه ، واضطراباً في قلبه . يقول الدكتور عمر الأشقر : (( الربا يُحدث آثاراً خبيثة في نفس متعاطيه ، وتصرفاته وأعماله وهيئته ، ويرى بعض الأطباء أن الاضطرابُ الاقتصادي الذي يولدُّ الجشع الذي لا تتوفر أسبابه الممكنة يسبب كثيراً من الأمراض التي تُصيب القلب ، فيكون من مظاهرها ضغط الدم المستمر ، أو الذبحة الصدرية أو الجلطة الدموية ، أو النزيف في المخ ، أو الموت المفاجئ ..وقد قرر الدكتور عبدالعزيز إسماعيل عميد الطب الباطني في كتابه ( الإسلام والطب الحديث ) أن الربا هو السبب في كثرة أمراض القلب ... (الربا وأثرهً على المجتمع الإنساني ، ص 104 ) . وما قيل ليس من باب المبالغة بل الديون الحاصلة من قروض الربا تأتي بأكثر من ذلك! ثالثاً : إن القروض الشخصية التي تقدمها هذه البنوك ربحها الدائم للبنوك فحسب يقول الدكتور ( شاخت ) مدير بنك الرايخ الألماني : (( إن الدائن المرابي ( أي البنك ) يربح دائماً في كلِّ عملية ، بينما المدينُ معرضٌ للربح والخسارة ، ومن ثم فإن المال كلُهُّ في النهاية لابد بالحساب الرياضي أن يصير إلى الذي يربح دائماً .. )) ( المصدر السابق ، عن (( في ظلال القرآن )) ( 3 / 341 ) ) . والمعادلة في ذلك لا يطول حسابها .. يقول المراغي في تفسيره : (( الربا يُسهلُ على المقترضين أخذ المال من غير بدلِ حاضر ويزينُ لهم الشيطانُ إنفاقه في وجوه الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ، ويغريهم بالمزيد من استدانة ، ولا يزال يزداد ثقل الدين على كواهلهم حتى يستغرق أموالهم فإذا حلَّ الأجل لم يستطيعوا الوفاء ، وطلبوا تأجيل الدين ، ولا يزالون يماطلون ويؤجلون، والدَّين يزداد يوماً بعد يوم ، حتى يستولي الدائنون قسراً على كلِّ ما يملكون ، فيصبحون فقراء مُعدمين ، وصدق الله : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } ... )) (المصدر السابق ، عن تفسير المراغي ( 3/58 ) )نتكلم غدا عن: التقسيط، والبطاقات البنكية وحكم الصدقات والحج مع وجود الديون إن شاء الله.نشكر موقع صيد الفوائد لما وجدنا فيه من الفائدة بهذا الموضوع (http://saaid.net) رقم:83 - 23/شعبان/1427 - 16/9/2006 بسم الله، نتابع الحديث عن ما ورد في حقوق العباد، الديون :موضوع اليوم : أغلال البطاقات، التقسيط، حكم الحج والصدقة للمديون.1أغلال البطاقات : يشارك كثير من الناس في بطاقات تحت مسميات مختلفة، ومنها ما يُسمى بـ ((البطاقة الائتمانية )) والمشترك فيها يتحصل على خدمة خلاصتها أن حامل البطاقة يشتري ما يريد حاضراً وتقوم الجهةُ المُمولة للبطاقة بتسديد قيمة الفاتورة لصاحب المتجر بعد حين، وظاهرُ هذه الخدمة الرحمة، ولكن إذا علمت أن للمشترك زمناً محدداً للسداد للبنك أو الشركة ، فإذا انقضى هذا الزمن تضاعف المبلغ عليه بزيارة ربوية كلما تأخر .. عند ذلك يتبين للمشترك خطورتها ، ويتبين أن هؤلاء الذين يتعاملون بهذه البطاقات وقعوا في محذورين :المحذور الأول : أنهم سيسرُفون في المصايف ، وسيغرقون في الديون ما دام غيرهم يدفع عنهم .المحذور الثاني : أنهم إن لم يسددوا فوراً فإنهم سيقعون في الربا . - والعياذ بالله.وحاصل ما ذكرنا تكاثر الديون وهذا ما يُراد الهروب منه ، والفرار عنه .2فِرَّ من التقسيط فرارك من الأسد : إن اندفاع الناس إلى التقسيط أصبح ظاهرة ، والحق أنها ظاهرةٌ غير صحيحة البتة ، فلا يليق بالمجتمع المسلم أبداً أن يغرق في الديون ، كما يحدث بالفعل في مجتمعات أُخرى .. إن مرارة التقسيط تُعلم قطعاً بعد الخوض في تجربته ، فإن المشتري بالتقسيط يرى أن الشركة تأكله من فوقه إلى أسفل قدميه ، وهو للوهلة الأولى لا يدرك ذلك بالطبع فيخوض مع الخائضين . ولنأخذ مثلاً الشركات التي تبيع السيارات الجديدة بالتقسيط ، فهم أولاً : لا يبيعون السيارة بثمنها في السوق وإنما بسعرها في البطاقة الجمركية ، ومعلومٌ أنه أعلى وأكبر غالباً ، ثم يجعلون الزيادة المالية على السعر الأعلى ولذلك تكون الزيادة ضخمة نسبياً ، وكلما ازداد الأجل بُعداً كلما أزداد الثمن الكلي على المشتري فانظر ماذا ترى .. ؟3حكم الحج والصدقة للمديون، يغفل كثير من الناس وخصوصا الذين يغرقون في التقسيط ولا يعتبرون التقسيط دينا عليهم انــّـه لا يحل للمديون الحج، فسداد ديونه أولى من مصاريف الحج، إلا أن يطلب الإذن من أصحاب الدّين، فإن أذنو له فلا حرج. أما الصدقة فقد قال الإمام أحمد بأنه يمكنه التصدق بكسرة خبز، ولكن باقي العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز له أن يتصدق بشيئ ولا حتى بكسرة الخبز تلك حتى يقضي ما عليه من دين! أرأيتم خطورة الموضوع ؟؟؟؟تشكر قناة المجد العلمية على هذه الفتوى القيمة، يمكنكم زيارة موقع الأكاديمية الإسلامية على:http://www.islamacademy.netنتابع غدا إنشاء الله، مع كيفية التعامل مع موضوع الدين والسداد، وسنختم بعد غد بخير بشرى إلى المتدينين المسرفين على أنفسهم التائبين. سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. رقم:84 - 24/شعبان/1427 - 17/9/2006 نتابع الحديث عن حقوق الغير، ما العمل في حال الدين:أكرم الضيف دون إسراف : كما أن الشرع أمرنا بإكرام الضيف والحفاوة به .. أمرنا كذلك بعدم الإسراف والتبذير قال الله تبارك تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} .وقال تعالى : { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .وقال تعالى : { وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً} .وقال تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}.ولا عجب أن كثيراً من الناس يعلمون هذه الآيات وقد يرددونها ، ولكن نزولاً عند العادات والتقاليد تجدهم يُكلفون أنفسهم مالا يطيقون في أمور هي من الإسراف بمكان ، وحاصل ذلك الغرق في الديون . لا تكلف نفسك مالا تطيق : يتردد في المجالس أن رجلاً استدان ليقضي شهر رمضان في جوار بيت الله الحرام وآخر استدان الآلاف من الريالات ليصل أرحامه في منطقة بعيدة وليحضر زواج ابنتهم ... وهؤلاء وأمثالهم في الحقيقة يكلفون أنفسهم مالا يطيقون ومن ثم يغرقون في الديون من حيث لا يشعرون ، ولو أنهم رفقوا بأنفسهم ما حصلت لهم المشقة هذه ، وقد أمرنا الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- بما نطيق وما عداه يسقط بالعذر بعدم الاستطاعة .. قال تعالى : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} .وقال – صلى الله عليه وسلم – : (( عليكم بما تطيقون )) . الحديث ، رواه البخاري ومسلم.وقال – صلى الله عليه وسلم – : (( سددوا وقاربوا )) الحديث . رواه البخاري ومسلم. وقد جعل الشرع الفرائض على عظم مكانتها مقيدة بالقدرة ، وخذ مثلاً لذلك ركناً من أركان الإسلام وهو الحج يقول الله تعالى : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } وعدد من العلماء يفتون بسقوط الحج عن الفقير المستدين حتى ينقضي دينه فكيف بعد ذلك بالنوافل والمستحبات ؟! الدَّين أحقُّ بالحرج : يتحرجُ البعضُ من أخذ الزكاة المشروعة ، بينما لا يتحرجون من أخذ الأموال ديناً في ذمتهم ، مع أنهم من يستحقون الزكاة – وهذا خطأ – فالدَّين أحقُّ بالحرج ، والزكاة حق للفقراء على الأغنياء ، أوجبه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – رحمةً ورفقاً من هؤلاء بأولئك وأحسب أن من أقرب الصور لذلك ما يفعله بعض الشباب من الغرق في الديون من أجل الزواج مع أنهم في وضعٍ يستحقون به الزكاة كما أفتى بذلك كثيرٌ من أهل العلم . يقول الشيخ محمد العثيمين – حفظه الله - : (( إن الإنسان إذا بلغ به الحد إلى الحاجة الملحة للزواج وليس عنده شيء وليس له أبٌ ينفق عليه ويُزوِّجُه فإن له أن يأخذ من الزكاة ، ويجوز للغني أن يُعطيه جميع زكاته حتى يتزوج بها ... )) - لقاء الباب المفتوح، طبعة دار الوطن. دراسة الجدوى قبل الوقوع بالبلوى : لمجرد أن فلاناً من الناس نجح في مشروع تجاري تجد آخرين يجمعون الأموال من هنا وهناك ثم يتسابقون للقيام بنفس المشروع ، وغالباً ما تكون عاقبتهم الخسارة ومن ثمَّ غرقهم في الديون . ولا شك أن التوفيق بيد الله إلا أن عدم دراستهم للجدوى الاقتصادية سببٌ من أسباب فشلهم فينبغي النظر إلى حاجة الناس وعدد المنافسين في السوق ومناسبة الموقع ومجموع التكاليف الشهرية .. وهكذا أما أن يستقرض المرء ويتورط فهذا مما لا يفعله عاقل ولا يقول به من الأكياس قائل .. ليكن تسديد الديون همك الأول : إن مما يساعد على تقليل الديون بل القضاء عليها ، التخطيط لسدادها والجدولة الشهرية لذلك ، والقاعدة في هذا أن (( سدد الديون بالتقسيط ولا تستقلل المدفوع )) ، وفي ذلك فوائد منها ؛ ستحافظ على ما يتوفر بين يديك من مال لسداد الديون ، ثم إنك – إن شاء الله – ستنتهي من الديون في أقرب فرصة ، ويذهب عنك همُّها وغمُّها ومتى كان سداد الديون همَّك الأول استغنيت عن الكماليات والترف الزائف أو أقللت منه وفي كلٍّ خير . وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : (( لو كان لي مثلُ أحد ذهباً ما يسرُّني أن لا يُمرَّ عليَّ ثلاثٌ وعندي منه شيءٌ إلا شيءٌ أرصدُهْ لدين )) رواه البخاري. ويجب أن تشارك الزوجة زوجها في الضراء كما أنها تشاركه في السراء ، ولذا فإنه ينبغي على الزوج أن يُخبرها بوضعه المالي وظروفه العصبية ، والزوجة العاقلة ستدرك أن عليها أن تقوم بترشيد المصروفات وتقليل الإنفاق والبذخ مراعاةً لظروف زوجها ، ولو استدعى الأمر إبلاغ الأبناء الكبار بذلك فلا بأس لتجتمع الأسرة جميعاً في الخروج من هذا الحرج العظيم .نتابع غدا إنشاء الله، وسنختم الموضوع بخير بشرى إلى المتدينين المسرفين على أنفسهم التائبين بما جاء في الكتاب والسنــّـة لوضع المدين التائب.نشكر موقع صيد الفوائد لما وجدنا فيه من الفائدة بهذا الموضوع (http://saaid.net)، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. رقم:85 - 25/شعبان/1427 - 18/9/2006 نختم الحديث عن حقوق الغير فيما يتعلق بالأموال والديون، وأعتبر هذا أجمل ما أرسلنا وسمعنا في رحمة الله وعدله، تحدثنا بأن الله يغفر كل شيئ ما لم يكن فيه حق للغير. وتكلمنا عن الديون ووجوب استردادها. وتكلمنا عن خطورة الموت وعلى أحدنا دَين حتى وإن كان قد قتل شهيدا في سبيل الله. ولكن، ماذا لو لم يكن دَينا ً! ماذا لو كان أحدهم قد سرق أو غش في بيع سلعة أو غـلــّـت يده ما ليس له، بل كيف بالذي كان شغله الشاغل النصب على هذا والاحتيال على هذا بل كيف بالذي في ذمته للناس الملايين بل المليارات من الأموال! كيف إن تاب وأناب توبة خالصة وأراد بصدق أن يعيد لكل ذي حق حقه ولم يجد ما ينفق على نفسه، وكيف إن مات قبل أن يرد لكل ذي دَين دَينه؟؟ هل يأخذ هؤلاء جميعا من حسناته ثم يُطرحُ عليه من سيئاتهم فيطرح في النار؟ أين عدل الله حينئذ وهو العادل الرحمن الرحيم ؟؟ اعلموا يرحمكم الله النقاط التالية :- إن كان عليك دَينٌ لأحد فواجب عليك أن ترده له مباشرة بينك وبينه.- إن كنت من الذين قد سرقوا أو غشوا في البيع أو في أي وجه من وجوه الأذى والظلم في المال من دون علم الذين ظلمتهم فإيّاك إيّاك أن تفضح نفسك فإنّ الله قد سترك حين قمت بهذا العمل فكيف تفضح نفسك؟ في هذه الحالة حاول أن ترد له ماله بأية طريقة، كأن تبيعه شيئا يحتاجه بربع ثمنه إن كان الباقي يعادل ما ظلمته، أو تشتري منه شيئا بأضعاف ثمنه أو تقول له بأن أحدهم لا تعلمه قد ترك لك هذا المال وقال بأنه يسألك أن تسامحه، أو إن ضاقت بك السبل فأرسلها له بالبريد مرفقة برسالة من مجهول تطلب فيها الصفح. المهم أنه هناك ألف طريقة وطريقة كيلا تكشف سترك الذي سترك الله به.- داوم على طلب العون من الله وتوكل عليه، ويجب أن تُخلص النيّة في رد الحقوق إلى أهلها، فإن الله سيكون حينئذ سيكون في عونك ويفتح لك أبواب رزقه، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم يُكثرُ من الدعاء ويطلب السلامة من ضلع الدين فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاءٍ ذكره : (( اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن والعجز الكسل والجُبن والبُخل وضلع الدَّين وغلبة الرجال )) رواه البخاري وفي رواية أبو داود في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصحه بهذا الدعاء صباحا ومساءا فأذهب الله عنه دَينه. قال القرطبي : قال العلماء: (( ضلع الدَّين هو الذي لا يجد دائنه من حيث يؤديه ))(الجامع لأحكام القرآن ، (3 / 416 )) . وكم من الناس من هو كذلك ... وما أكثر من لا يجد أموالاً تتناسب مع ضخامة الدين عليه . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يدعو في الصلاة ويقول : (( اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )) – أي الدَّين – فقال رجلٌ : يا رسول الله ما أكثر ما تستعيذ من المغرم !! قال – صلى الله عليه وسلم – : (( إن الرجل إذا غِرم كذب ، ووعد فأخلف )) (فتح الباري بشرح صحيح البخاري 5/61) .-الآن إلى المسألة الأهمّ! أنا شخص قد أسرف على نفسه وعلي ديون وحقوق بالملايين لا بل بالمليارات! ثم تبت توبة خالصة وندمت وبكيت وتمنيت أن أولد من جديد فلا أقوم بهذه الأعمال الشنيعة التي اقترفتها يداي وأخاف الموت قبل أن أرد إلى الناس حقوقها فما اللهُ فاعلا ً بي إن أنا مت ؟؟؟؟ أخي الكريم لعل هذه من أجمل ما ستسمعه أذناك لا عليك! فإن متّ قبل أن ترد ما عليك من دين ٍ فإنّ اللهَ سيؤدّي عنكَ وسيرزق أصحاب الحقوق بقيمة دَينك لهم أو في الآخرة سيجعل في قلوبهم الرحمة ويصفحوا عنك وسيبدلهم الله خيرا منها بفضله وبرحمته ! ألم يرقَّ قلبك لهذا الكلام؟ ألم تذرف دموعك حين قرأت هذه السطور؟ ما أظلمك إن لم تكن عيناك قد فاضت بالدمع لهذه الرحمة ولهذا الفضل العظيم!(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) أيسبّ رسول الله ونحن قاعدون! أيهان الأقصى وتقتل نساؤنا وأولادنا ونحن نترقب المسلسلات الجديدة في رمضان؟؟؟ أيجرؤ كلب خسيس خنزير أن يتطاول على الإسلام ونحن نتنقل على شاشات الفضائيات من فسق إلى فسق ومن عهر إلى عهر وتمرُّ بنا القنوات والبرامج الإسلامية ونعرض عنها!! فكيف سينصرنا الله ونحن لا ننصره؟؟؟ أين غض البصر! أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! والله ما أجد الله إلا مستبدلا بنا قوما غيرنا يحبهم ويحبونه! أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين! لا طاب لكم عيش ولا هنئ لكم مستقر ورسول الله يُؤذى وأنتم تنظرون!! رقم:198 - 21/ ذو الحجة/1427 - 10/1/2007 عن عائشة رضي الله عنها، أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها." رواه البخاري ومسلم. رقم:210 - 3/محرم/1428 - 22/1/2007 عن أبي ذرٍ جندب بن جنادة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. قال سعيدٌ: كان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه. رواه مسلم. وروي عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث. رقم:211 - 4/محرم/1428 - 23/1/2007 عن أبي ذرٍ جندب بن جنادة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله قلت: أي الرقاب أفضل ؟ قال: أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمناً، قلت: فإن لم أفعل ؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال: تكف شرك عن الناس فإنها صدقةٌ منك على نفسك. متفقٌ عليه. والصانع بالصاد المهملة هذا هو المشهور، وروي ضائعاً بالمعجمة: أي ذا ضياعٍ من فقرٍ أو عيالٍ، ونحو ذلك، والأخرق: الذي لا يتقن ما يحاول فعله. رقم:227 - 20/محرَّم/1428 - 8\2\2007 عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". رواه الدارمي والإمام أحمد. غريمه: هو من له حق عنده من دَيْنٍ أو مالٍ أو ثَأر...إلخ. والمقصود بالحديث بيان عظيم فضل من خفَّف عَنْ أخيه المعسر أو سامحه. الله أكبر ما أجمل هذا الدين الذي للأسف نُعرِض عنه بدلا من النَّهل من علومه والتحلّي بأخلاقه. وعذرا على الإطالة.
رقم:79 - 19/شعبان/1427 - 12/9/2006
إعلان هام جدا : ستشهدون في الفترة القادمة سلسلة من الأحاديث المتعلقة بحق العباد لما في الموضوع من خطورة وأهمية، فالله غفور رحيم فيما يتعلق بحقه هو، ولكنه سبحانه وتعالى لا يغفر حق العبد إلا أن يؤدّى حقه أو أن يعفو ويسامح. ويندرج تحت هذا الموضوع الدّيون والغش في البيع أو غيره والمعاملات المالية كافة والسباب والشتم والغيبة ... إلخ. فإن كنتم تعتقدون أنكم من أهل الجنة بالصلاة والصيام والعبادات فأعيدوا التفكير. واحرصوا يرحمكم الله على متابعة هذه الأحاديث يوميا، وسنفتح إنشاء الله قسما جديدا في الأرشيف نسميه : "حق العباد" ويمكنكم الإطلاع عليه للذكرى ولمتابعة ما يفوتكم.وسنسوق الأحاديث اثنين اثنين أو أكثر في اليوم الواحد لأهمية الموضوع القصوى، نبدأ بالحديث الأول إن شاء الله:عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال "إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار". رواه مسلم والترمذي وأحمد. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة". رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد.
رقم:80 - 20/شعبان/1427 - 13/9/2006
بسم الله، نتابع ما ورد في حقوق العباد:عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله). رواه البخاري وابن ماجه وأحمد. فمن استدان بقصد الأداء فإن الله برحمته يؤدي عنه ويعينه على أدائها، وأما من يستدين وهو يعلم أنه لا يريد الأداء أتلفه الله في ماله وعمله وأهله وحتى صحته والعياذ بالله.وعن عبدالله بن عمرو قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يُغفرُ للشهيد كل ذنب إلا الدين )) رواه مسلم.وعن محمد بن جحش قال : (( كنا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلى السماء ثم وضع راحته على جبهته ، ثم قال : (( سبحان الله ماذا نُزل من التشديد ؟ )) فلما كان من الغد .. سألته : ما هذا التشديد الذي نُزل ؟ فقال : (( والذي نفسي بيده لو أن رجلاً قُتل في سبيل الله ثم أُحيِيَ ثم قُتل ثم أُحيي ثم قتل وعليه دينٌ ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه )). رواه النسائي بإسناد حسن.نتابع غدا إنشاء الله وترقبوا أقوال العلماء في الديون وحقوق العباد
رقم:81 - 21/شعبان/1427 - 14/9/2006
بسم الله، نتابع الحديث عن ما ورد في حقوق العباد، الديون :اعلموا إخوتي الكرام وعوا النقاط الهامة التالية :- لا تقترض إلا مضطرا، كثير من الناس يقترض بدون ضرورة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم أن اقترض ، اقترض طعاماً احتاجه ، ورهن درعه عند المُدين ليضمن براءة ذمته ، فعن عائشة رضي الله عنها (( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل ورهنه درعاً من حديد )) رواه البخاري.- اتق الله قبل الدَّين ومعه : فمن اتقى الله وأراد أن يقترض ليدفع ضيقا عن نفسه أو أهله وصدق النية في الأداء فإن الله يفرّج عنه بعد شدته، قال الله تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق: (2- 3) وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} سورة الطلاق، الآية4.- الديون همّ بالليل وذل بالنهار ، قال القرطبي : قال علماؤنا : (( وإنما كان شيناً ومذلة لما فيه من شُغلِ القلبِ والبال والهمِّ اللازم في قضائه والتذللِ للغريم عند لقائه ، وتحمُّلِ منته بالتأخير إلى حين أوانه )) (الجامع لأحكام القرآن المجلد الثالث) . وروى مسلم: "جاء أبو قتادة رضي الله عنه إلى رجل قد استدان منه ديناً، جاء إليه ليتقاضاه في أحد الأيام فما كان من هذا المقترض إلا أن اختفى عن ناظريه واختبأ عنه، وقُدر أن يخرج صبيٌ من دار ذلك المقترض، فسأله أبو قتادة عن أبيه، فقال الصبي: هو في البيت يأكل خزيرةً (نوع من الطعام)، فنادى أبو قتادة بأعلى صوته: يا فلان أخرج فقد أخبرتُ أنك هاهنا، فخرج فقال له: ما يُغيبك عني؟ قال الرجل: إني معُسرٌ وليس عندي ما أسدد به ديني. فاستحلفه أبو قتادة أنه معسرٌ، فحلف الرجلُ على ذلك. فبكى أبو قتادة أن يصل الأمر بأخيه إلى هذه الحالة البائسة. فقال بعد ذلك : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من نفّس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة )).نشكر موقع صيد الفوائد لما وجدنا فيه من الفائدة بهذا الموضوع (http://saaid.net) نتابع غدا إنشاء الله الحديث : قروض البنوك وخطرها.
رقم:82 - 22/شعبان/1427 - 15/9/2006
بسم الله، نتابع الحديث عن ما ورد في حقوق العباد، الديون :موضوع اليوم : إياك وخداع البنوك ،ترفع البنوك بين الحين والآخر إعلانات تتضمن التشجيع على الاقتراض ، ويزعمون أن هذه القروض تجعل حياتك أكثر رفاهية ، فما عليك إلا أن توفر الشروط وتقوم بتعبئة النموذج المُعد لذلك ثم تكون النقود بين يديك لتتصرف بها بحريةٍ كاملة . وهذه البنوك إنما تشجع على الديون لأنها تتكسب من ذلك أموالاً طائلة ، وبخاصة أنها إنما تقرض بفوائد ربوية تتضاعف بمرور الزمن ، وهذا الأسلوب الاستثماري . أولاً : مما حرمه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم، قال تبارك وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ آل عمران:130] . وقال – صلى الله عليه وسلم – : (( درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشدُ من ستٍ وثلاثين زنية )) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني. وقد لعن عليه الصلاة والسلام : آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه: (( هم سواء )) أصل الحديث في صحيح مسلم. ثانياً : هذا القرض المالي الذي يفرح به المقترض لأيام معدودة يسبب له ضعفاً في إيمانه ، واضطراباً في قلبه . يقول الدكتور عمر الأشقر : (( الربا يُحدث آثاراً خبيثة في نفس متعاطيه ، وتصرفاته وأعماله وهيئته ، ويرى بعض الأطباء أن الاضطرابُ الاقتصادي الذي يولدُّ الجشع الذي لا تتوفر أسبابه الممكنة يسبب كثيراً من الأمراض التي تُصيب القلب ، فيكون من مظاهرها ضغط الدم المستمر ، أو الذبحة الصدرية أو الجلطة الدموية ، أو النزيف في المخ ، أو الموت المفاجئ ..وقد قرر الدكتور عبدالعزيز إسماعيل عميد الطب الباطني في كتابه ( الإسلام والطب الحديث ) أن الربا هو السبب في كثرة أمراض القلب ... (الربا وأثرهً على المجتمع الإنساني ، ص 104 ) . وما قيل ليس من باب المبالغة بل الديون الحاصلة من قروض الربا تأتي بأكثر من ذلك! ثالثاً : إن القروض الشخصية التي تقدمها هذه البنوك ربحها الدائم للبنوك فحسب يقول الدكتور ( شاخت ) مدير بنك الرايخ الألماني : (( إن الدائن المرابي ( أي البنك ) يربح دائماً في كلِّ عملية ، بينما المدينُ معرضٌ للربح والخسارة ، ومن ثم فإن المال كلُهُّ في النهاية لابد بالحساب الرياضي أن يصير إلى الذي يربح دائماً .. )) ( المصدر السابق ، عن (( في ظلال القرآن )) ( 3 / 341 ) ) . والمعادلة في ذلك لا يطول حسابها .. يقول المراغي في تفسيره : (( الربا يُسهلُ على المقترضين أخذ المال من غير بدلِ حاضر ويزينُ لهم الشيطانُ إنفاقه في وجوه الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ، ويغريهم بالمزيد من استدانة ، ولا يزال يزداد ثقل الدين على كواهلهم حتى يستغرق أموالهم فإذا حلَّ الأجل لم يستطيعوا الوفاء ، وطلبوا تأجيل الدين ، ولا يزالون يماطلون ويؤجلون، والدَّين يزداد يوماً بعد يوم ، حتى يستولي الدائنون قسراً على كلِّ ما يملكون ، فيصبحون فقراء مُعدمين ، وصدق الله : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } ... )) (المصدر السابق ، عن تفسير المراغي ( 3/58 ) )نتكلم غدا عن: التقسيط، والبطاقات البنكية وحكم الصدقات والحج مع وجود الديون إن شاء الله.نشكر موقع صيد الفوائد لما وجدنا فيه من الفائدة بهذا الموضوع (http://saaid.net)
رقم:83 - 23/شعبان/1427 - 16/9/2006
بسم الله، نتابع الحديث عن ما ورد في حقوق العباد، الديون :موضوع اليوم : أغلال البطاقات، التقسيط، حكم الحج والصدقة للمديون.1أغلال البطاقات : يشارك كثير من الناس في بطاقات تحت مسميات مختلفة، ومنها ما يُسمى بـ ((البطاقة الائتمانية )) والمشترك فيها يتحصل على خدمة خلاصتها أن حامل البطاقة يشتري ما يريد حاضراً وتقوم الجهةُ المُمولة للبطاقة بتسديد قيمة الفاتورة لصاحب المتجر بعد حين، وظاهرُ هذه الخدمة الرحمة، ولكن إذا علمت أن للمشترك زمناً محدداً للسداد للبنك أو الشركة ، فإذا انقضى هذا الزمن تضاعف المبلغ عليه بزيارة ربوية كلما تأخر .. عند ذلك يتبين للمشترك خطورتها ، ويتبين أن هؤلاء الذين يتعاملون بهذه البطاقات وقعوا في محذورين :المحذور الأول : أنهم سيسرُفون في المصايف ، وسيغرقون في الديون ما دام غيرهم يدفع عنهم .المحذور الثاني : أنهم إن لم يسددوا فوراً فإنهم سيقعون في الربا . - والعياذ بالله.وحاصل ما ذكرنا تكاثر الديون وهذا ما يُراد الهروب منه ، والفرار عنه .2فِرَّ من التقسيط فرارك من الأسد : إن اندفاع الناس إلى التقسيط أصبح ظاهرة ، والحق أنها ظاهرةٌ غير صحيحة البتة ، فلا يليق بالمجتمع المسلم أبداً أن يغرق في الديون ، كما يحدث بالفعل في مجتمعات أُخرى .. إن مرارة التقسيط تُعلم قطعاً بعد الخوض في تجربته ، فإن المشتري بالتقسيط يرى أن الشركة تأكله من فوقه إلى أسفل قدميه ، وهو للوهلة الأولى لا يدرك ذلك بالطبع فيخوض مع الخائضين . ولنأخذ مثلاً الشركات التي تبيع السيارات الجديدة بالتقسيط ، فهم أولاً : لا يبيعون السيارة بثمنها في السوق وإنما بسعرها في البطاقة الجمركية ، ومعلومٌ أنه أعلى وأكبر غالباً ، ثم يجعلون الزيادة المالية على السعر الأعلى ولذلك تكون الزيادة ضخمة نسبياً ، وكلما ازداد الأجل بُعداً كلما أزداد الثمن الكلي على المشتري فانظر ماذا ترى .. ؟3حكم الحج والصدقة للمديون، يغفل كثير من الناس وخصوصا الذين يغرقون في التقسيط ولا يعتبرون التقسيط دينا عليهم انــّـه لا يحل للمديون الحج، فسداد ديونه أولى من مصاريف الحج، إلا أن يطلب الإذن من أصحاب الدّين، فإن أذنو له فلا حرج. أما الصدقة فقد قال الإمام أحمد بأنه يمكنه التصدق بكسرة خبز، ولكن باقي العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز له أن يتصدق بشيئ ولا حتى بكسرة الخبز تلك حتى يقضي ما عليه من دين! أرأيتم خطورة الموضوع ؟؟؟؟تشكر قناة المجد العلمية على هذه الفتوى القيمة، يمكنكم زيارة موقع الأكاديمية الإسلامية على:http://www.islamacademy.netنتابع غدا إنشاء الله، مع كيفية التعامل مع موضوع الدين والسداد، وسنختم بعد غد بخير بشرى إلى المتدينين المسرفين على أنفسهم التائبين. سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
رقم:84 - 24/شعبان/1427 - 17/9/2006
نتابع الحديث عن حقوق الغير، ما العمل في حال الدين:أكرم الضيف دون إسراف : كما أن الشرع أمرنا بإكرام الضيف والحفاوة به .. أمرنا كذلك بعدم الإسراف والتبذير قال الله تبارك تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} .وقال تعالى : { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} .وقال تعالى : { وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً} .وقال تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}.ولا عجب أن كثيراً من الناس يعلمون هذه الآيات وقد يرددونها ، ولكن نزولاً عند العادات والتقاليد تجدهم يُكلفون أنفسهم مالا يطيقون في أمور هي من الإسراف بمكان ، وحاصل ذلك الغرق في الديون . لا تكلف نفسك مالا تطيق : يتردد في المجالس أن رجلاً استدان ليقضي شهر رمضان في جوار بيت الله الحرام وآخر استدان الآلاف من الريالات ليصل أرحامه في منطقة بعيدة وليحضر زواج ابنتهم ... وهؤلاء وأمثالهم في الحقيقة يكلفون أنفسهم مالا يطيقون ومن ثم يغرقون في الديون من حيث لا يشعرون ، ولو أنهم رفقوا بأنفسهم ما حصلت لهم المشقة هذه ، وقد أمرنا الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- بما نطيق وما عداه يسقط بالعذر بعدم الاستطاعة .. قال تعالى : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} .وقال – صلى الله عليه وسلم – : (( عليكم بما تطيقون )) . الحديث ، رواه البخاري ومسلم.وقال – صلى الله عليه وسلم – : (( سددوا وقاربوا )) الحديث . رواه البخاري ومسلم. وقد جعل الشرع الفرائض على عظم مكانتها مقيدة بالقدرة ، وخذ مثلاً لذلك ركناً من أركان الإسلام وهو الحج يقول الله تعالى : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } وعدد من العلماء يفتون بسقوط الحج عن الفقير المستدين حتى ينقضي دينه فكيف بعد ذلك بالنوافل والمستحبات ؟! الدَّين أحقُّ بالحرج : يتحرجُ البعضُ من أخذ الزكاة المشروعة ، بينما لا يتحرجون من أخذ الأموال ديناً في ذمتهم ، مع أنهم من يستحقون الزكاة – وهذا خطأ – فالدَّين أحقُّ بالحرج ، والزكاة حق للفقراء على الأغنياء ، أوجبه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – رحمةً ورفقاً من هؤلاء بأولئك وأحسب أن من أقرب الصور لذلك ما يفعله بعض الشباب من الغرق في الديون من أجل الزواج مع أنهم في وضعٍ يستحقون به الزكاة كما أفتى بذلك كثيرٌ من أهل العلم . يقول الشيخ محمد العثيمين – حفظه الله - : (( إن الإنسان إذا بلغ به الحد إلى الحاجة الملحة للزواج وليس عنده شيء وليس له أبٌ ينفق عليه ويُزوِّجُه فإن له أن يأخذ من الزكاة ، ويجوز للغني أن يُعطيه جميع زكاته حتى يتزوج بها ... )) - لقاء الباب المفتوح، طبعة دار الوطن. دراسة الجدوى قبل الوقوع بالبلوى : لمجرد أن فلاناً من الناس نجح في مشروع تجاري تجد آخرين يجمعون الأموال من هنا وهناك ثم يتسابقون للقيام بنفس المشروع ، وغالباً ما تكون عاقبتهم الخسارة ومن ثمَّ غرقهم في الديون . ولا شك أن التوفيق بيد الله إلا أن عدم دراستهم للجدوى الاقتصادية سببٌ من أسباب فشلهم فينبغي النظر إلى حاجة الناس وعدد المنافسين في السوق ومناسبة الموقع ومجموع التكاليف الشهرية .. وهكذا أما أن يستقرض المرء ويتورط فهذا مما لا يفعله عاقل ولا يقول به من الأكياس قائل .. ليكن تسديد الديون همك الأول : إن مما يساعد على تقليل الديون بل القضاء عليها ، التخطيط لسدادها والجدولة الشهرية لذلك ، والقاعدة في هذا أن (( سدد الديون بالتقسيط ولا تستقلل المدفوع )) ، وفي ذلك فوائد منها ؛ ستحافظ على ما يتوفر بين يديك من مال لسداد الديون ، ثم إنك – إن شاء الله – ستنتهي من الديون في أقرب فرصة ، ويذهب عنك همُّها وغمُّها ومتى كان سداد الديون همَّك الأول استغنيت عن الكماليات والترف الزائف أو أقللت منه وفي كلٍّ خير . وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : (( لو كان لي مثلُ أحد ذهباً ما يسرُّني أن لا يُمرَّ عليَّ ثلاثٌ وعندي منه شيءٌ إلا شيءٌ أرصدُهْ لدين )) رواه البخاري. ويجب أن تشارك الزوجة زوجها في الضراء كما أنها تشاركه في السراء ، ولذا فإنه ينبغي على الزوج أن يُخبرها بوضعه المالي وظروفه العصبية ، والزوجة العاقلة ستدرك أن عليها أن تقوم بترشيد المصروفات وتقليل الإنفاق والبذخ مراعاةً لظروف زوجها ، ولو استدعى الأمر إبلاغ الأبناء الكبار بذلك فلا بأس لتجتمع الأسرة جميعاً في الخروج من هذا الحرج العظيم .نتابع غدا إنشاء الله، وسنختم الموضوع بخير بشرى إلى المتدينين المسرفين على أنفسهم التائبين بما جاء في الكتاب والسنــّـة لوضع المدين التائب.نشكر موقع صيد الفوائد لما وجدنا فيه من الفائدة بهذا الموضوع (http://saaid.net)، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
رقم:85 - 25/شعبان/1427 - 18/9/2006
نختم الحديث عن حقوق الغير فيما يتعلق بالأموال والديون، وأعتبر هذا أجمل ما أرسلنا وسمعنا في رحمة الله وعدله، تحدثنا بأن الله يغفر كل شيئ ما لم يكن فيه حق للغير. وتكلمنا عن الديون ووجوب استردادها. وتكلمنا عن خطورة الموت وعلى أحدنا دَين حتى وإن كان قد قتل شهيدا في سبيل الله. ولكن، ماذا لو لم يكن دَينا ً! ماذا لو كان أحدهم قد سرق أو غش في بيع سلعة أو غـلــّـت يده ما ليس له، بل كيف بالذي كان شغله الشاغل النصب على هذا والاحتيال على هذا بل كيف بالذي في ذمته للناس الملايين بل المليارات من الأموال! كيف إن تاب وأناب توبة خالصة وأراد بصدق أن يعيد لكل ذي حق حقه ولم يجد ما ينفق على نفسه، وكيف إن مات قبل أن يرد لكل ذي دَين دَينه؟؟ هل يأخذ هؤلاء جميعا من حسناته ثم يُطرحُ عليه من سيئاتهم فيطرح في النار؟ أين عدل الله حينئذ وهو العادل الرحمن الرحيم ؟؟ اعلموا يرحمكم الله النقاط التالية :- إن كان عليك دَينٌ لأحد فواجب عليك أن ترده له مباشرة بينك وبينه.- إن كنت من الذين قد سرقوا أو غشوا في البيع أو في أي وجه من وجوه الأذى والظلم في المال من دون علم الذين ظلمتهم فإيّاك إيّاك أن تفضح نفسك فإنّ الله قد سترك حين قمت بهذا العمل فكيف تفضح نفسك؟ في هذه الحالة حاول أن ترد له ماله بأية طريقة، كأن تبيعه شيئا يحتاجه بربع ثمنه إن كان الباقي يعادل ما ظلمته، أو تشتري منه شيئا بأضعاف ثمنه أو تقول له بأن أحدهم لا تعلمه قد ترك لك هذا المال وقال بأنه يسألك أن تسامحه، أو إن ضاقت بك السبل فأرسلها له بالبريد مرفقة برسالة من مجهول تطلب فيها الصفح. المهم أنه هناك ألف طريقة وطريقة كيلا تكشف سترك الذي سترك الله به.- داوم على طلب العون من الله وتوكل عليه، ويجب أن تُخلص النيّة في رد الحقوق إلى أهلها، فإن الله سيكون حينئذ سيكون في عونك ويفتح لك أبواب رزقه، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم يُكثرُ من الدعاء ويطلب السلامة من ضلع الدين فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاءٍ ذكره : (( اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن والعجز الكسل والجُبن والبُخل وضلع الدَّين وغلبة الرجال )) رواه البخاري وفي رواية أبو داود في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصحه بهذا الدعاء صباحا ومساءا فأذهب الله عنه دَينه. قال القرطبي : قال العلماء: (( ضلع الدَّين هو الذي لا يجد دائنه من حيث يؤديه ))(الجامع لأحكام القرآن ، (3 / 416 )) . وكم من الناس من هو كذلك ... وما أكثر من لا يجد أموالاً تتناسب مع ضخامة الدين عليه . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يدعو في الصلاة ويقول : (( اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم )) – أي الدَّين – فقال رجلٌ : يا رسول الله ما أكثر ما تستعيذ من المغرم !! قال – صلى الله عليه وسلم – : (( إن الرجل إذا غِرم كذب ، ووعد فأخلف )) (فتح الباري بشرح صحيح البخاري 5/61) .-الآن إلى المسألة الأهمّ! أنا شخص قد أسرف على نفسه وعلي ديون وحقوق بالملايين لا بل بالمليارات! ثم تبت توبة خالصة وندمت وبكيت وتمنيت أن أولد من جديد فلا أقوم بهذه الأعمال الشنيعة التي اقترفتها يداي وأخاف الموت قبل أن أرد إلى الناس حقوقها فما اللهُ فاعلا ً بي إن أنا مت ؟؟؟؟ أخي الكريم لعل هذه من أجمل ما ستسمعه أذناك لا عليك! فإن متّ قبل أن ترد ما عليك من دين ٍ فإنّ اللهَ سيؤدّي عنكَ وسيرزق أصحاب الحقوق بقيمة دَينك لهم أو في الآخرة سيجعل في قلوبهم الرحمة ويصفحوا عنك وسيبدلهم الله خيرا منها بفضله وبرحمته ! ألم يرقَّ قلبك لهذا الكلام؟ ألم تذرف دموعك حين قرأت هذه السطور؟ ما أظلمك إن لم تكن عيناك قد فاضت بالدمع لهذه الرحمة ولهذا الفضل العظيم!(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) أيسبّ رسول الله ونحن قاعدون! أيهان الأقصى وتقتل نساؤنا وأولادنا ونحن نترقب المسلسلات الجديدة في رمضان؟؟؟ أيجرؤ كلب خسيس خنزير أن يتطاول على الإسلام ونحن نتنقل على شاشات الفضائيات من فسق إلى فسق ومن عهر إلى عهر وتمرُّ بنا القنوات والبرامج الإسلامية ونعرض عنها!! فكيف سينصرنا الله ونحن لا ننصره؟؟؟ أين غض البصر! أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! والله ما أجد الله إلا مستبدلا بنا قوما غيرنا يحبهم ويحبونه! أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين! لا طاب لكم عيش ولا هنئ لكم مستقر ورسول الله يُؤذى وأنتم تنظرون!!
رقم:198 - 21/ ذو الحجة/1427 - 10/1/2007
عن عائشة رضي الله عنها، أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها." رواه البخاري ومسلم.
رقم:210 - 3/محرم/1428 - 22/1/2007
عن أبي ذرٍ جندب بن جنادة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. قال سعيدٌ: كان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه. رواه مسلم. وروي عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث.
رقم:211 - 4/محرم/1428 - 23/1/2007
عن أبي ذرٍ جندب بن جنادة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله قلت: أي الرقاب أفضل ؟ قال: أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمناً، قلت: فإن لم أفعل ؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال: تكف شرك عن الناس فإنها صدقةٌ منك على نفسك. متفقٌ عليه. والصانع بالصاد المهملة هذا هو المشهور، وروي ضائعاً بالمعجمة: أي ذا ضياعٍ من فقرٍ أو عيالٍ، ونحو ذلك، والأخرق: الذي لا يتقن ما يحاول فعله.
رقم:227 - 20/محرَّم/1428 - 8\2\2007
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". رواه الدارمي والإمام أحمد. غريمه: هو من له حق عنده من دَيْنٍ أو مالٍ أو ثَأر...إلخ. والمقصود بالحديث بيان عظيم فضل من خفَّف عَنْ أخيه المعسر أو سامحه. الله أكبر ما أجمل هذا الدين الذي للأسف نُعرِض عنه بدلا من النَّهل من علومه والتحلّي بأخلاقه. وعذرا على الإطالة.