بسم الله الرحمن الرحيم
100 نصيحة للشباب
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ، أما بعد : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أنه قال : (( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة )) قالو لمن يا رسول الله ؟ قال : (( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) [ رواه مسلم ] * وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) [ متفق عليه ] . * وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم . [ متفق عليه ]. * فالنصيحة - أخي الحبيب – ليس كما يراها البعض تدخلاً في شؤون الآخرين بغير حق ، وليست إحراجاً لهم ، أو انتقاصاً من شأنهم ، أو إظهار لفضل الناصح على المنصوح ، بل هي أسمى من ذلك وأرفع ، إنها برهان محبة ، ودليل مودة ، وأمارة صدق ، وعلامة وفاء ، وسمة وداد . * النصيحة : أداة إصلاح .. وأجور وأرباح .. وصدق وفلاح . * النصيحة : باقة خير يهديها إليك الناصح . * النصيحة : نور يتلألأ لينير لك الطريق . * النصيحة : قارب نجاة يشق عباب أمواج الفتن الهائجة لتصل إلى بر الأمان . * النصيحة : عبير طهر في خضم طوفان الشهوات . * النصيحة : شذا عفاف يدعوك إلى الله و الدار الآخرة . * النصيحة : حق لك على الناصح وواجب على الناصح تجاهك . فيا أخي الشاب ! أفسح : للنصيحة مجالاً في صدرك . * اعلم : أن الناصح ما دعاه إلى نصحك إلا محبته لك وخوفه عليك . * واعلم : كذلك أن الناصح ما هو إلا ناقل لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا تواضعت له وقبلت نصحه ، فقد تواضعت لربك جل وعلا ، واتبعت نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا رفضت النصيحة ورددتها ، فقد رددت – في الحقيقة – كلام ريك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . * واعلم : – أيها الحبيب – أن بداية الإصلاح هو رؤية التقصير والاعتراف به والنظر إلى النفس بعين المقت والازدراء ، فلا تجادل بالباطل ، واعترف بخطئك ولا تتكبر ، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . * وعليك : بعد اعترافك بالخطأ - إن كنت واقعاً فيه – أن تترك هذه المعصية ، وتندم على فعلها ، وتعزم ألا تعود إليها في المستقبل . * وإذا : شكرت الناصح ودعوت له ، فإن هذا من كرمك وسمو نفسك ، واعترافك بالفضل لأهله ، وإن لم تفعل فإنه لا يريد منك جزاءاً ولا شكورا . .:: النصــــــائح ::. هذه : أخي الشاب نصائح ذهبية ، ووصايا سنية ، لا تحرم نفسك من خيرها والعمل بها . ولا تحملها مغبة تركها ، والإعراض عنها ، فإن السعيد من وُعِظ بغيره ، والشقي من أعرض عما ينفعه . (1) اعلم - أخي الشاب - : أن كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله )) لا تنفع قائلها إلا بشروط ثمانية هي : * العلم المنافي للجهل . * اليقين المنافي للشك . * الإخلاص المنافي للشرك . * الصدق المنافي للكذب . * المحبة المنافية للبغض . * الانقياد المنافي للترك . * القبول المنافي للرد . * الكفر بما يُعبد من دون الله . فاحرص – رمك الله – على تحقيق هذه الشروط وإياك والتفريط في شيء منها . (2) اعلم أن نواقض الإسلام عشرة هي : * الشرك في عبادة الله . * اتخاذ الوسائط من دون الله يدعوهم ويسألهم الشفاعة . * من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم . * من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه . * من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . * من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه . * السحر فمن فعله ورضي به كفر . * مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين . * اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة الإسلام . * الإعراض عن دين الله . فاحذر – أخي الشاب – أشد الحذر من هذه النواقض فإنه لا ينفع معها عمل . (3) اعلم أن الإيمان بالله عز وجل ليس اعتقاداً فقط أو قولاً فقط . إنما هو اعتقاد بالجنان ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان . فعليك بطاعة الرحمن وترك العصيان ، فإنهما سبيلك إلى زيادة الإيمان . (4) اعلم أن الله عز وجل خلقنا لعبادته وحده لا شريك له : كما قال سبحانه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [56: سورة الذاريات] وإخلاص العبادة لا يتحقق إلا بنفي استحقاق العبادة عن غيره تعالى ، ثم إثباتها لله وحده ، وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله . قال تعالى { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[ 256 سورة البقرة ] . فعليك بإخلاص العبادة لله تعالى وحده ، وإياك أن تصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى . (5) اعلم أن العبادة هي لفظة جامعة لكل ما يحبه الله ويرضاه : من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ، فاجتهد في معرفة ما يحبه ربك ، وابحث عن فضائل تلك الأعمال . (6) اعلم أن أفضل العبادة هي ما افترضه الله عليك : كما قال سبحانه في الحديث القدسي : (( وما يتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه )) [ رواه البخاري ] فاعتن أخي الشاب بالفرائض أشدّ الاعتناء ، وحافظ عليها أشد المحافظة ، وأتِ بها على أكمل وجه . (7) اعلم أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين : هما الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم فالرياء يحبط العمل ويوجب العقوبة ، وكذلك الابتداع يوجب العقوبة ويرد العمل . فاجتهد – أخي الشاب – في تصفية نيتك من الرياء ورؤية المخلوقين . واحرص على تصفية أعمالك من الابتداع والسير على طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم . (8) حافظ على أداء الصلوات المكتوبات في أوقاتها : فإن ذلك أفضل الأعمال . (9) أحسن وضوئك للصلاة : فإن الطهور شطر الإيمان ، واعلم أن الوضوء مفتاح الصلاة ، ولا يحافظ عليه إلا مؤمن . (10) لا تتأخر عن أداء الصلاة في المسجد : فإن صلاة الجماعة واجبة لا يجوز تركها دون عذر . (11) احرص على إدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام والصلاة في الصف الأول : واحضر قلبك في الصلاة ، واجتهد في الخشوع فيها وتدبر معانيها . (12) تعلم أحكام الصلاة : وكيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، واستعن على ذلك ببعض الكتب النافعة كشروط الصلاة للإمام محمد بن عبد الوهاب . وصفة الصلاة للعلامة ابن باز رحمهما الله . (13) احذر من تضييع صلاة الفجر والنوم عنها : واستعن بمن يوقظك لأدائها ، وداوم على أدائها في مسجد واحد ، حتى إذا تغيبت سأل عنك جماعة المسجد . (14) احذر من الشهر الطويل الذي يؤدي إلى ضياع صلاة الفجر . (15) احرص على الأذكار المشروعة بعد الصلاة : ولا تسرع بالخروج من المسجد قبل الإتيان بها . (16) احرص على أداء السنن الرواتب : وعلى أدائها في البيت ، وهي اثنتا عشرة ركعة : ثنتان قبل الفجر ، وأربع قبل الظهر ، وثنتان بعدها ، وثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد العشاء . (17) احذر من المرور أمام المصلي : ولا تستهن بهذا الأمر بل انتظر حتى تظهر لك فرجة . (18) حافظ على صلاة الوتر : فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتركها حضراً ولا سفراً . (19) اعلم أن صلاة الجمعة فرض : على كل ذكر حر مكلف مستوطن غير مسافر ، فاحرص على حضورها ، والتبكير إليها ، والاغتسال والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب ، والإنصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها ، واحذر من اللغلو والانشغال عنها وتخطي رقاب الناس . (20) أكثر من الصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه وسلم : في كل يوم وبخاصة في يوم الجمعة ، فقد أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . (21) اعلم أن في يوم الجمعة ساعة إجابة : فحاول اغتنامها بالصلاة والدعاء وسؤال الحاجات . (22) إذا كنت من أهل الزكاة فبادر بإخراجها : فإنها طهرةُ لك ونما لمالك وزكاة لنفسك . (23) أكثر من الصدقات : فإن العبد في ظل صدقته يوم القيامة . (24) تخلص من البخل والشح وعود نفسك على البذل والعطاء . (25) لا تستهن بالصدقة وإن قلت : فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعنبة واحدة وقالت : كم فيها من ذرة !! والله يقول {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [7: سورة الزلزلة]. (26) احذر من الرياء في الصدقات : واعلم أن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، فاخف صدقتك حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك . (27) شهر رمضان شهر الهدى والغفران : فأحسن استعدادك لهذا الشهر العظيم . (28) كان السلف يدعون الله : ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ويدعوهم ستة أشهر أ، يتقبل منهم رمضان ، فإين أنت من هؤلاء . (29) رمضان شهر الصيام والقيام : لا شهر الكسل والنيام ، فاغتنم أيامه ولياليه في طاعة الله وترك معاصيه . (30) لا تضيع صيامك بالسب واللعن والفحش من الأقوال والأفعال : وإن تعدى عليك أحد أو شتمك فقل : إني امرؤ صائم . (31) اجعل رمضان شهر توبة وإنابة ومحاسبة للنفس : وحرص على الطاعات واغتنام الأوقات ، واعزم على أن يكون ذلك دأبك دائماً حتى بعد رمضان . (32) حافظ على قيام رمضان مع المسلمين في مساجدهم : ولا تنصرف حتى ينتهي الإمام من الصلاة حتى يكتب لك أجر قيام ليلة . (33) كن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان : وهذه سنة تركها الأكثرون ، فأحيها أحيا الله فلبك ورفع قدرك . (34) اعلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان : والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي ما يعادل ثلاثاً وثمانين سنة !! فماذا أنت فاعل في هذه الليلة العظيمة المباركة ؟!!! . (35) أكثر من تلاوة القرآن وبخاصة في هذا الشهر الكريم : فإن القرآن شفاء وهدى وموعظة ورحمة للمؤمنين . (36) كان النبي صلى الله عليه وسلم : أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتك في ذلك . (37) درب نفسك على صيام النوافل ومنها : صيام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر وهي أيام الثالث والرابع والخامس عشر ، وصيام يوم عرفة لغير الحاج ، فإنه يكفر ذنوب سنتين ، وصيام عاشوراء ، فإنه يكفر ذنوب سنة واحدة ، وصيام ستة أيام من شوال . (38) أحرص على أداء عمرة رمضان : فإنها تعدل حجة . (39) ذكر الله عز وجل شفاء للقلوب : وجلاء الأحزان والنفوس ، فداوم على ذكر الله تعالى ، فإن الله مع عبده إذا ذكره ، واعلم أن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب . (40) الزم الاستغفار : يجعل الله لك من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ويرزقك من حيث لا تحتسب . (41) اعلم أن الدعاء أكرم شيء على الله عز وجل : وأنه سبب لرفع البلاء بعد نزوله ، وهو من أسباب حفظ الله عز وجل لعبده ، فإكثر من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ، واعلم أن أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد فأكثر من الدعاء . (42) الحج فريضة كبيرة وركن من أركان الإسلام : وعمل من أفضل الأعمال فسارع بأدائه ، ولا تؤخره فإنه واجب على الفور على الصحيح من أقوال أهل العلم . (43) احرص على أن يكن حجك مبروراً : فإن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، والحج المبرور هو ما كان وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن فيه رفث ولا فسوق ولا جدال ، وكانت نفقته حلالاً لا شبه فيها . (44) اعلم أن الحج يهدم ما كان قبله من الذنوب والآثام : فمن اهتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجته رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، فاحرص على أن ترجع من حجك نقياً طاهراً خالياً من الذنوب والآثام . (45) تابع بين الحج والعمرة دائماً : فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد . (46) أكثر من الطاعات والأعمال الصالحة في العشر الأوائل من ذي الحجة : فإن العمل الصالح هذه الأيام أحب إلى الله تعالى من هفي غيرها . (47) اعلم أن طلب العلم فريضة : فلا تترك نفسك فريسة للجهل والهوى . (48) أعلم أن العلوم الشرعية أعظم من أن يحيط بها عمرك : فاجتهد في تعلم ما يجب عليك ، وأبدأ بالأهم فالأهم ، ولا تبدد أوقاتك فيما لا يفيد . زاحم العلماء بالركب : واحرص على مجالسهم ، وإياك أن تستقل بنفسك في الطلب، فمن كان شيخه كتابه كثرت أخطاؤه . (50) عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : والنصح لكل مسلم ، فإن الدال على الخير كفاعله . (51) اعلم أن أولى الناس بنصحك هم أهل بيتك : فاجتهد في نصحهم وإرشادهم وتعليمهم ، ثم عليك بالأقرب فالأقرب . (52) كن رفيقاً في أمرك ونهيك : حتى يقبل الناس منك ولا ينفضوا حولك . (53) لا تكن ممن يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهاهم عنهم المنكر ويأتيه . (54) ليكن الخوف من الله عز وجل ومراقبته شعارك في السر والعلن . (55) كن متوكلاً على الله في كل أمورك : ولا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب . (56) ارض بما قسم الله لك : وانظر إلى من هو أسفل منك في أمور الدنيا ، واعلم أن الغنى في القناعة . (57) لا ترج إلا ربك ، ولا تخش إلا ذنبك . (58) احرص على ألأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل : من أعظمها الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأداء النوافل . (59) الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام : واعلم أن (( من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق )) [ رواه مسلم] . (60) تتبع أخبار إخوانك المسلمين في كل مكان : من المصادر الموثوقة ، وحاول دعمهم بما تستطيع ، ولا تنس الدعاء لهم بظهر الغيب . (61) إياك وعقوق والديك : فإنهما أحق الناس بصحبتك. (62) إذا غضب عليك أحد والديك فلا تهدأ حتى تسترضيه . (63) أنت ومالك لأبيك : فلا تبخل بمالك ومعروفك على والديك . (64) قدم أمك في البر والإكرام والصلة : وإياك أن تغضبها فإن الجنة تحت قدميها . (65) صل رحمك وإن قطعوك : وتعاهد أقربائك بالبر والإحسان . (66) إذا كانت هناك خلافات عائلية فحاول إصلاحها : فإن إصلاح ذات البين من أعظم الحسنات . (67) أحسن إلى جيرانك ، ولا تؤذ أحداً منهم . (68) كن حسن الخلق مع أهلك وجيرانك وأصدقائك : فإنه ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق . (69) إكرام الضيف من الإيمان : وهو دليل على المروءة وشرف النافي ، فأكرم ضيوفك يحبوك . (70) لا تسخر وتستهزئ بأحد من المسلمين : فعسى أن يكون خير منك . (71) صاحب الأخيار : واحذر من مصاحبة الأشرار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين . (72) بادر من السلام على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين : فإن ذلك يدعو إلى المحبة والمودة بين الناس . (73) لا تبدأ يهودياً ولا نصرانياً بالسلام : فإنهما ليسا من أهله . (74) ارفع الأذى عن طريق المسلمين : فإن ذلك من أسباب دخول الجنة . (75) أرشد الضال ، وساعد المحتاج ، وانصر المظلوم ، وخذ على يد المسيء وأعط الطريق حقها . (76) غض البصر عن النساء الأجنبيات : في الطرقات والقنوات والصحف والمجلات فقد قال أحد السلف : غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى !! (77) احفظ فرجك إلا من زوجتك : وإياك والزنا فإنه مذهب الإيمان ومورد النيران . (78) إياك والعادة السرية : فإنها عادة خبيثة لا تزيد المرء إلا شهوة وشبقاً وضعفاً . (79) عليك بالعلاج النبوي لضبط الشهوة وهو الزواج : فإن لم تستطع فعليك بالصيام فإنه يضعف جانب الشهوة . (80) إياك وصحبة الأحداث فإن صحبتهم فتنة لكل مفتون . (81) إياك والخلوة والاختلاط بمن لا يحل لك من النساء : فإن الخلوة والاختلاط من أعظم الذرائع إلى الزنا . (82) احرص على عدم تواجدك في الأماكن المختلطة : كالأسواق مثلاً ، وإذا اضطررت إلى التواجد ، فليكن ذلك على قدر حاجتك . (83) احذر المعاكسات الهاتفية وغير الهاتفية : فإنها سلم الحسرة والندامة . (84) احذر مصافحة امرأه لا تحل لك مصافحتها : فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح امرأه لا تحل له قط . (85) كن متواضعاً في كلامك ولباسك وكل شؤونك : فإن التواضع شعار الأنبياء والصالحين . (86) إياك وإسبال ثوبك أسفل من الكعبين : فإن ذلك دليل على الكبر وأمارة الخيلاء ، قال صلى الله عليه وسلم : (( ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار )) [ رواه البخاري] . (87) إياك والتشبه بالكفار في ملابسهم وكلامهم وقصات شعورهم : فقد قال صل الله عليه وسلم (( من تشبه بقوم فهو منهم )) [ رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني ] (88) إياك والتشبه بالنساء : فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه بالنساء من الرجال . (89) لا تلبس الحرير ولا الذهب ولا القلائد ولا الأساور : فإنها من زينة النساء . (90) احذر من السيجارة ، فإنها عنوان الخسارة . (91) لا تقتل نفسك بتعاطي المسكرات والمخدرات : فإنهما طريق إلى الهاوية فاجتنبها . (92) احفظ لسانك من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان والسب واللعن : واجعل مكان ذلك ذكراً وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وحمداً وثناء . (93) لا تشغل نفسك بعيوب الآخرين وعليك بعيوب نفسك . (94) احذر من سماع الموسيقى والغناء : واعلم أن من أدمن سماع الألحان والقيان ذهب من صدره نور القرآن . (95) إياك والظلم : فإن الظلم ظلمات يوم القيامة . (96) لا تكذب وإن كنت مازحا ، ولا نجادل إلا بالحق . (97) كن حليماً ولا تغضب لغير الله ، فإن الغضب من الشيطان . (98) اجعل حبك وبغضك وعطائك ومنعك وكلامك وصمتك لله وفي الله : تؤجر في كل ما تأتي وما تذر . (99) طهر بيتك من صور ذوات الأرواح : واعلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة . (100) احذر مشاهدة القنوات الفضائية وغير الفضائية : التي تعرض للجنس والفساد والرذيلة ، وإياك والدخول إلى مواقع الفساد على شبكة الإنترنت . (101) كن صابراً عند البلاء : شاكراً عند الرخاء ، راضياً بالقضاء ، تكن من السعداء . (102) لا تحلف بغير الله : فإن الحلف بغير الله شرك . (103) لا تؤذ مسلماً : ولا تشر إليه بحديدة أو نحوها . (104) لا تغش ولا تخدع ولا تغدر : ولا تخن وتخلف وعداً ، ولا تجُر في قضية . (105) اعلم أنك على ثغر من ثغور الإسلام : فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك . (106) اجعل همك نشر الإسلام : وإعادة أمجاد المسلمين من جديد . (107) لا تسرف في الطعام والشراب : فإن الإسراف فيهما يؤدي إلى الفتور والكسل وكثرة النوم ، وإثارة الغرائز . (108) اختم يومك بالتوبة الصادقة إلى الله : ومحاسبة النفس ، وليكن يومك أفضل من أمسك ، وغدك أفضل من يومك . أسأل الله تعالى لي ولك الهداية والتوفيق والسداد . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ، أما بعد : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أنه قال : (( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة )) قالو لمن يا رسول الله ؟ قال : (( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) [ رواه مسلم ] * وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) [ متفق عليه ] . * وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم . [ متفق عليه ].
* فالنصيحة - أخي الحبيب – ليس كما يراها البعض تدخلاً في شؤون الآخرين بغير حق ، وليست إحراجاً لهم ، أو انتقاصاً من شأنهم ، أو إظهار لفضل الناصح على المنصوح ، بل هي أسمى من ذلك وأرفع ، إنها برهان محبة ، ودليل مودة ، وأمارة صدق ، وعلامة وفاء ، وسمة وداد . * النصيحة : أداة إصلاح .. وأجور وأرباح .. وصدق وفلاح . * النصيحة : باقة خير يهديها إليك الناصح . * النصيحة : نور يتلألأ لينير لك الطريق . * النصيحة : قارب نجاة يشق عباب أمواج الفتن الهائجة لتصل إلى بر الأمان . * النصيحة : عبير طهر في خضم طوفان الشهوات . * النصيحة : شذا عفاف يدعوك إلى الله و الدار الآخرة . * النصيحة : حق لك على الناصح وواجب على الناصح تجاهك .
فيا أخي الشاب ! أفسح : للنصيحة مجالاً في صدرك . * اعلم : أن الناصح ما دعاه إلى نصحك إلا محبته لك وخوفه عليك . * واعلم : كذلك أن الناصح ما هو إلا ناقل لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا تواضعت له وقبلت نصحه ، فقد تواضعت لربك جل وعلا ، واتبعت نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا رفضت النصيحة ورددتها ، فقد رددت – في الحقيقة – كلام ريك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . * واعلم : – أيها الحبيب – أن بداية الإصلاح هو رؤية التقصير والاعتراف به والنظر إلى النفس بعين المقت والازدراء ، فلا تجادل بالباطل ، واعترف بخطئك ولا تتكبر ، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . * وعليك : بعد اعترافك بالخطأ - إن كنت واقعاً فيه – أن تترك هذه المعصية ، وتندم على فعلها ، وتعزم ألا تعود إليها في المستقبل . * وإذا : شكرت الناصح ودعوت له ، فإن هذا من كرمك وسمو نفسك ، واعترافك بالفضل لأهله ، وإن لم تفعل فإنه لا يريد منك جزاءاً ولا شكورا .
.:: النصــــــائح ::.
هذه : أخي الشاب نصائح ذهبية ، ووصايا سنية ، لا تحرم نفسك من خيرها والعمل بها . ولا تحملها مغبة تركها ، والإعراض عنها ، فإن السعيد من وُعِظ بغيره ، والشقي من أعرض عما ينفعه . (1) اعلم - أخي الشاب - : أن كلمة التوحيد (( لا إله إلا الله )) لا تنفع قائلها إلا بشروط ثمانية هي : * العلم المنافي للجهل . * اليقين المنافي للشك . * الإخلاص المنافي للشرك . * الصدق المنافي للكذب . * المحبة المنافية للبغض . * الانقياد المنافي للترك . * القبول المنافي للرد . * الكفر بما يُعبد من دون الله . فاحرص – رمك الله – على تحقيق هذه الشروط وإياك والتفريط في شيء منها . (2) اعلم أن نواقض الإسلام عشرة هي : * الشرك في عبادة الله . * اتخاذ الوسائط من دون الله يدعوهم ويسألهم الشفاعة . * من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم . * من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه . * من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . * من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه . * السحر فمن فعله ورضي به كفر . * مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين . * اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة الإسلام . * الإعراض عن دين الله . فاحذر – أخي الشاب – أشد الحذر من هذه النواقض فإنه لا ينفع معها عمل . (3) اعلم أن الإيمان بالله عز وجل ليس اعتقاداً فقط أو قولاً فقط . إنما هو اعتقاد بالجنان ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان . فعليك بطاعة الرحمن وترك العصيان ، فإنهما سبيلك إلى زيادة الإيمان . (4) اعلم أن الله عز وجل خلقنا لعبادته وحده لا شريك له : كما قال سبحانه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [56: سورة الذاريات] وإخلاص العبادة لا يتحقق إلا بنفي استحقاق العبادة عن غيره تعالى ، ثم إثباتها لله وحده ، وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله . قال تعالى { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[ 256 سورة البقرة ] . فعليك بإخلاص العبادة لله تعالى وحده ، وإياك أن تصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى . (5) اعلم أن العبادة هي لفظة جامعة لكل ما يحبه الله ويرضاه : من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ، فاجتهد في معرفة ما يحبه ربك ، وابحث عن فضائل تلك الأعمال . (6) اعلم أن أفضل العبادة هي ما افترضه الله عليك : كما قال سبحانه في الحديث القدسي : (( وما يتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه )) [ رواه البخاري ] فاعتن أخي الشاب بالفرائض أشدّ الاعتناء ، وحافظ عليها أشد المحافظة ، وأتِ بها على أكمل وجه . (7) اعلم أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين : هما الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم فالرياء يحبط العمل ويوجب العقوبة ، وكذلك الابتداع يوجب العقوبة ويرد العمل . فاجتهد – أخي الشاب – في تصفية نيتك من الرياء ورؤية المخلوقين . واحرص على تصفية أعمالك من الابتداع والسير على طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم . (8) حافظ على أداء الصلوات المكتوبات في أوقاتها : فإن ذلك أفضل الأعمال . (9) أحسن وضوئك للصلاة : فإن الطهور شطر الإيمان ، واعلم أن الوضوء مفتاح الصلاة ، ولا يحافظ عليه إلا مؤمن . (10) لا تتأخر عن أداء الصلاة في المسجد : فإن صلاة الجماعة واجبة لا يجوز تركها دون عذر . (11) احرص على إدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام والصلاة في الصف الأول : واحضر قلبك في الصلاة ، واجتهد في الخشوع فيها وتدبر معانيها . (12) تعلم أحكام الصلاة : وكيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، واستعن على ذلك ببعض الكتب النافعة كشروط الصلاة للإمام محمد بن عبد الوهاب . وصفة الصلاة للعلامة ابن باز رحمهما الله . (13) احذر من تضييع صلاة الفجر والنوم عنها : واستعن بمن يوقظك لأدائها ، وداوم على أدائها في مسجد واحد ، حتى إذا تغيبت سأل عنك جماعة المسجد . (14) احذر من الشهر الطويل الذي يؤدي إلى ضياع صلاة الفجر . (15) احرص على الأذكار المشروعة بعد الصلاة : ولا تسرع بالخروج من المسجد قبل الإتيان بها . (16) احرص على أداء السنن الرواتب : وعلى أدائها في البيت ، وهي اثنتا عشرة ركعة : ثنتان قبل الفجر ، وأربع قبل الظهر ، وثنتان بعدها ، وثنتان بعد المغرب ، وثنتان بعد العشاء . (17) احذر من المرور أمام المصلي : ولا تستهن بهذا الأمر بل انتظر حتى تظهر لك فرجة . (18) حافظ على صلاة الوتر : فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتركها حضراً ولا سفراً . (19) اعلم أن صلاة الجمعة فرض : على كل ذكر حر مكلف مستوطن غير مسافر ، فاحرص على حضورها ، والتبكير إليها ، والاغتسال والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب ، والإنصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها ، واحذر من اللغلو والانشغال عنها وتخطي رقاب الناس . (20) أكثر من الصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه وسلم : في كل يوم وبخاصة في يوم الجمعة ، فقد أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . (21) اعلم أن في يوم الجمعة ساعة إجابة : فحاول اغتنامها بالصلاة والدعاء وسؤال الحاجات . (22) إذا كنت من أهل الزكاة فبادر بإخراجها : فإنها طهرةُ لك ونما لمالك وزكاة لنفسك . (23) أكثر من الصدقات : فإن العبد في ظل صدقته يوم القيامة . (24) تخلص من البخل والشح وعود نفسك على البذل والعطاء . (25) لا تستهن بالصدقة وإن قلت : فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعنبة واحدة وقالت : كم فيها من ذرة !! والله يقول {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [7: سورة الزلزلة]. (26) احذر من الرياء في الصدقات : واعلم أن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، فاخف صدقتك حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك . (27) شهر رمضان شهر الهدى والغفران : فأحسن استعدادك لهذا الشهر العظيم . (28) كان السلف يدعون الله : ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ويدعوهم ستة أشهر أ، يتقبل منهم رمضان ، فإين أنت من هؤلاء . (29) رمضان شهر الصيام والقيام : لا شهر الكسل والنيام ، فاغتنم أيامه ولياليه في طاعة الله وترك معاصيه . (30) لا تضيع صيامك بالسب واللعن والفحش من الأقوال والأفعال : وإن تعدى عليك أحد أو شتمك فقل : إني امرؤ صائم . (31) اجعل رمضان شهر توبة وإنابة ومحاسبة للنفس : وحرص على الطاعات واغتنام الأوقات ، واعزم على أن يكون ذلك دأبك دائماً حتى بعد رمضان . (32) حافظ على قيام رمضان مع المسلمين في مساجدهم : ولا تنصرف حتى ينتهي الإمام من الصلاة حتى يكتب لك أجر قيام ليلة . (33) كن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان : وهذه سنة تركها الأكثرون ، فأحيها أحيا الله فلبك ورفع قدرك . (34) اعلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان : والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي ما يعادل ثلاثاً وثمانين سنة !! فماذا أنت فاعل في هذه الليلة العظيمة المباركة ؟!!! . (35) أكثر من تلاوة القرآن وبخاصة في هذا الشهر الكريم : فإن القرآن شفاء وهدى وموعظة ورحمة للمؤمنين . (36) كان النبي صلى الله عليه وسلم : أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتك في ذلك . (37) درب نفسك على صيام النوافل ومنها : صيام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر وهي أيام الثالث والرابع والخامس عشر ، وصيام يوم عرفة لغير الحاج ، فإنه يكفر ذنوب سنتين ، وصيام عاشوراء ، فإنه يكفر ذنوب سنة واحدة ، وصيام ستة أيام من شوال . (38) أحرص على أداء عمرة رمضان : فإنها تعدل حجة . (39) ذكر الله عز وجل شفاء للقلوب : وجلاء الأحزان والنفوس ، فداوم على ذكر الله تعالى ، فإن الله مع عبده إذا ذكره ، واعلم أن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب . (40) الزم الاستغفار : يجعل الله لك من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ويرزقك من حيث لا تحتسب . (41) اعلم أن الدعاء أكرم شيء على الله عز وجل : وأنه سبب لرفع البلاء بعد نزوله ، وهو من أسباب حفظ الله عز وجل لعبده ، فإكثر من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ، واعلم أن أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد فأكثر من الدعاء . (42) الحج فريضة كبيرة وركن من أركان الإسلام : وعمل من أفضل الأعمال فسارع بأدائه ، ولا تؤخره فإنه واجب على الفور على الصحيح من أقوال أهل العلم . (43) احرص على أن يكن حجك مبروراً : فإن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، والحج المبرور هو ما كان وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن فيه رفث ولا فسوق ولا جدال ، وكانت نفقته حلالاً لا شبه فيها . (44) اعلم أن الحج يهدم ما كان قبله من الذنوب والآثام : فمن اهتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجته رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، فاحرص على أن ترجع من حجك نقياً طاهراً خالياً من الذنوب والآثام . (45) تابع بين الحج والعمرة دائماً : فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد . (46) أكثر من الطاعات والأعمال الصالحة في العشر الأوائل من ذي الحجة : فإن العمل الصالح هذه الأيام أحب إلى الله تعالى من هفي غيرها . (47) اعلم أن طلب العلم فريضة : فلا تترك نفسك فريسة للجهل والهوى . (48) أعلم أن العلوم الشرعية أعظم من أن يحيط بها عمرك : فاجتهد في تعلم ما يجب عليك ، وأبدأ بالأهم فالأهم ، ولا تبدد أوقاتك فيما لا يفيد . زاحم العلماء بالركب : واحرص على مجالسهم ، وإياك أن تستقل بنفسك في الطلب، فمن كان شيخه كتابه كثرت أخطاؤه . (50) عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : والنصح لكل مسلم ، فإن الدال على الخير كفاعله . (51) اعلم أن أولى الناس بنصحك هم أهل بيتك : فاجتهد في نصحهم وإرشادهم وتعليمهم ، ثم عليك بالأقرب فالأقرب . (52) كن رفيقاً في أمرك ونهيك : حتى يقبل الناس منك ولا ينفضوا حولك . (53) لا تكن ممن يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهاهم عنهم المنكر ويأتيه . (54) ليكن الخوف من الله عز وجل ومراقبته شعارك في السر والعلن . (55) كن متوكلاً على الله في كل أمورك : ولا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب . (56) ارض بما قسم الله لك : وانظر إلى من هو أسفل منك في أمور الدنيا ، واعلم أن الغنى في القناعة . (57) لا ترج إلا ربك ، ولا تخش إلا ذنبك . (58) احرص على ألأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل : من أعظمها الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأداء النوافل . (59) الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام : واعلم أن (( من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق )) [ رواه مسلم] . (60) تتبع أخبار إخوانك المسلمين في كل مكان : من المصادر الموثوقة ، وحاول دعمهم بما تستطيع ، ولا تنس الدعاء لهم بظهر الغيب . (61) إياك وعقوق والديك : فإنهما أحق الناس بصحبتك. (62) إذا غضب عليك أحد والديك فلا تهدأ حتى تسترضيه . (63) أنت ومالك لأبيك : فلا تبخل بمالك ومعروفك على والديك . (64) قدم أمك في البر والإكرام والصلة : وإياك أن تغضبها فإن الجنة تحت قدميها . (65) صل رحمك وإن قطعوك : وتعاهد أقربائك بالبر والإحسان . (66) إذا كانت هناك خلافات عائلية فحاول إصلاحها : فإن إصلاح ذات البين من أعظم الحسنات . (67) أحسن إلى جيرانك ، ولا تؤذ أحداً منهم . (68) كن حسن الخلق مع أهلك وجيرانك وأصدقائك : فإنه ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق . (69) إكرام الضيف من الإيمان : وهو دليل على المروءة وشرف النافي ، فأكرم ضيوفك يحبوك . (70) لا تسخر وتستهزئ بأحد من المسلمين : فعسى أن يكون خير منك . (71) صاحب الأخيار : واحذر من مصاحبة الأشرار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين . (72) بادر من السلام على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين : فإن ذلك يدعو إلى المحبة والمودة بين الناس . (73) لا تبدأ يهودياً ولا نصرانياً بالسلام : فإنهما ليسا من أهله . (74) ارفع الأذى عن طريق المسلمين : فإن ذلك من أسباب دخول الجنة . (75) أرشد الضال ، وساعد المحتاج ، وانصر المظلوم ، وخذ على يد المسيء وأعط الطريق حقها . (76) غض البصر عن النساء الأجنبيات : في الطرقات والقنوات والصحف والمجلات فقد قال أحد السلف : غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى !! (77) احفظ فرجك إلا من زوجتك : وإياك والزنا فإنه مذهب الإيمان ومورد النيران . (78) إياك والعادة السرية : فإنها عادة خبيثة لا تزيد المرء إلا شهوة وشبقاً وضعفاً . (79) عليك بالعلاج النبوي لضبط الشهوة وهو الزواج : فإن لم تستطع فعليك بالصيام فإنه يضعف جانب الشهوة . (80) إياك وصحبة الأحداث فإن صحبتهم فتنة لكل مفتون . (81) إياك والخلوة والاختلاط بمن لا يحل لك من النساء : فإن الخلوة والاختلاط من أعظم الذرائع إلى الزنا . (82) احرص على عدم تواجدك في الأماكن المختلطة : كالأسواق مثلاً ، وإذا اضطررت إلى التواجد ، فليكن ذلك على قدر حاجتك . (83) احذر المعاكسات الهاتفية وغير الهاتفية : فإنها سلم الحسرة والندامة . (84) احذر مصافحة امرأه لا تحل لك مصافحتها : فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح امرأه لا تحل له قط . (85) كن متواضعاً في كلامك ولباسك وكل شؤونك : فإن التواضع شعار الأنبياء والصالحين . (86) إياك وإسبال ثوبك أسفل من الكعبين : فإن ذلك دليل على الكبر وأمارة الخيلاء ، قال صلى الله عليه وسلم : (( ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار )) [ رواه البخاري] . (87) إياك والتشبه بالكفار في ملابسهم وكلامهم وقصات شعورهم : فقد قال صل الله عليه وسلم (( من تشبه بقوم فهو منهم )) [ رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني ] (88) إياك والتشبه بالنساء : فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه بالنساء من الرجال . (89) لا تلبس الحرير ولا الذهب ولا القلائد ولا الأساور : فإنها من زينة النساء . (90) احذر من السيجارة ، فإنها عنوان الخسارة . (91) لا تقتل نفسك بتعاطي المسكرات والمخدرات : فإنهما طريق إلى الهاوية فاجتنبها . (92) احفظ لسانك من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان والسب واللعن : واجعل مكان ذلك ذكراً وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وحمداً وثناء . (93) لا تشغل نفسك بعيوب الآخرين وعليك بعيوب نفسك . (94) احذر من سماع الموسيقى والغناء : واعلم أن من أدمن سماع الألحان والقيان ذهب من صدره نور القرآن . (95) إياك والظلم : فإن الظلم ظلمات يوم القيامة . (96) لا تكذب وإن كنت مازحا ، ولا نجادل إلا بالحق . (97) كن حليماً ولا تغضب لغير الله ، فإن الغضب من الشيطان . (98) اجعل حبك وبغضك وعطائك ومنعك وكلامك وصمتك لله وفي الله : تؤجر في كل ما تأتي وما تذر . (99) طهر بيتك من صور ذوات الأرواح : واعلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة . (100) احذر مشاهدة القنوات الفضائية وغير الفضائية : التي تعرض للجنس والفساد والرذيلة ، وإياك والدخول إلى مواقع الفساد على شبكة الإنترنت . (101) كن صابراً عند البلاء : شاكراً عند الرخاء ، راضياً بالقضاء ، تكن من السعداء . (102) لا تحلف بغير الله : فإن الحلف بغير الله شرك . (103) لا تؤذ مسلماً : ولا تشر إليه بحديدة أو نحوها . (104) لا تغش ولا تخدع ولا تغدر : ولا تخن وتخلف وعداً ، ولا تجُر في قضية . (105) اعلم أنك على ثغر من ثغور الإسلام : فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك . (106) اجعل همك نشر الإسلام : وإعادة أمجاد المسلمين من جديد . (107) لا تسرف في الطعام والشراب : فإن الإسراف فيهما يؤدي إلى الفتور والكسل وكثرة النوم ، وإثارة الغرائز . (108) اختم يومك بالتوبة الصادقة إلى الله : ومحاسبة النفس ، وليكن يومك أفضل من أمسك ، وغدك أفضل من يومك . أسأل الله تعالى لي ولك الهداية والتوفيق والسداد . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .