بقلم : عبداللطيف بن هاجس الغامدي الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام ، وهذبنا بالصلاة والصيام ، والزكاة والقيام ، وسائر الأوامر والشرائع ، ليسلك بنا ـ برحمته ـ إلى دار السلام ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، وعلى آله وصحبه العظام . وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد : فإن الصيام لا مثيل له عند الله ، فهو عبادة السرِّ الخفية ، التي تكون بين العبد وبين ربِّ البرية ، ولذلك كان جزاؤه على الله [ إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ] ومن تتبَّع الآثار عن النبي المختار في فضل الصيام رغب أن يكون عامه من أوله إلى آخره صيام بالنهار وقيام بالليل ، ولكنه عاجز عن ذلك ، فهو يصوم ويفطر ، ويقوم وينام ، وبهذا جاءت الشريعة الغراء ، لتشبع رغبات الجسد ومطالب الروح . ومن رحمة الله بعباده الصادقين في التقرب إليه والمخلصين في التزلف إليه فتح لهم أبواب من الخير ما كانت لهم على بال ، بالرغم من يسرها وسهولة القيام بها ، فمن رغب صيام العام على الدوام ، فإليه هذه الطرق المفضية ـ برحمة الله ـ إلى إدراك أجر صيام العام ، ومنها : * صيام ست من شوال : عن أبي أيوب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " مسلم * صيام الأيام البيض من كل شهر : 13 ـ 14 ـ 15 عن جرير ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر " النسائي وعن أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر ، فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } . الترمذي والنسائي وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما :" صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر " مسلم * صيام يوم عرفة : عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال : سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" عن صوم يوم عرفة ؟ فقال :" يكفر السنة الماضية والباقية " مسلم * صيام عاشوراء : فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " مسلم * تفطير الصائمين : فعن زيد بن خالد الجهني ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من فطر صائماً كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً " الترمذي وابن ماجة فمن فطَّر عشرة صائمين ـ لا يشترط غناهم ـ ولو بشربة ماء أو مذقة لبن ـ كتب الله له أجر صيام عشرة أيام ، ومن أكثر فأجر الله أكبر ، والله الهادي إلى سواء السبيل !