ضباب على المرآه

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : محمود درويش | المصدر : www.adab.com

 

نعرف الآن جميع الأمكنه

نقتفي آثار موتانا

و لا نسمعهم.

و نزيح الأزمنه

عن سرير الليلة الأولى، و آه..

في حصار الدم و الشمس

يصير الانتظار

لغة مهزومة..

أمي تناديني، و لا أبصرها تحت الغبار

و يموت الماء في الغيم و آه ..

كنت في المستقبل الضاحك

جنديين،

صرت الآن في الماضي ويد.

كل موت فيه وجهي

معطف فوق شهيد

و غطاء للتوابيت، و آه..

لست جنديّا

كما يطلب منّي ،

فسلاحي كلمة

و التي تطلبها نفسي

أعارت نفسها للملحمة

و الحروب انتشرت كالرمل و الشمس، و آه..

بيتك اليوم له عشر نوافذ

و أنا أبحث عن باب

و لا باب لبيتك

و الرياح ازدحمت مثل الصداقات التي

تكثر في موسم موتك

و أنا أبحث عن باب، و آه ..

لم أجد جسمك في القاموس

يا من تأخذين

صيغة الأحزان من طرواده الأولى

و لا تعترفين

بأغاني إرميا الثاني، و آه..

عندما ألقوا عليّ القبض

كان الشهداء

يقرأون الوطن الضائع في أجسامهم

شمسا و ماء

و يغنّون لجنديّ، و آه..

نعرف الآن جميع الكلمات.

و الشعارات التي نحملها:

شمسا أقوى من الليل

و كل الشهداء

ينبتون اليوم تفاحا، و أعلاما، و ماء

و يجيئون..

يجيئون..

يجيئون

و آه ..