نبضات في الوقت الضائع
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
وحيد خيون
| المصدر :
www.adab.com
مكانٌ لكمْ في القلبِ أيُّ مكانِ
فياليتَكمْ والقلبَ تجْتَمِعان ِ
تعَوَّ دتُما منّي جفافَ مدامعي
وعوَّدْ تُما قلبي على الخفقان ِ
وأسْرَجْتُما ضوئيْن ِ خلفَ مطامِحي
إلى آخرِ الأيام ِ يتّقِدان ِ
وسهّلْتما لي في اكتِشافِ حقيقةٍ
فماذا بهذا العودِ تكتَشِفان ِ؟
وفرّقتُما بيني وبينَ تخَوُّفٍ
وألّفتُما بيني وبينَ أمان ِ
وخاطَرتُما أنْ تزرَعا بجوانِحي
كياناً - فمَنْ مِنْ بَعْدِكُمْ لكياني؟
تسيران ِ مثلَ السَّيْل ِ في نبَضَاتِنا
وفي الجسْم ِ مثلَ الروح ِ تنْتَقِلان ِ
نهاري لكمْ ليلٌ وصَيْفِي شِتاؤُكمْ
إلى حدِّ هذا الحدِّ مختلِفان ِ؟
ولكِنَّنا رغمَ اختِلافِ خطوطِنا
حبيبان ِ مُنسَجمان ِ مُتفِقان ِ
وجسْمان ِ منّا كارهَيْن ِ تَفَرّقا
وقلبان ِ حتّى الموتِ مُجْتمِعان ِ
لكمْ أثرٌ باق ٍ على صَفحَاتِنا
وتَحْتَ نوايانا وفوق َ لساني
وعينان ِ منّا تجريان ِ تشوّ قاً
وكفاّن ِ مثلَ السّعْفِ يرتجفان ِ
وهذي خطاكمْ لا يزالُ عبيرُها
تصَلّي على أنسامِهِ الرئتان ِ
بعيدونَ جدّاً لا الطيورُ تنالُكمْ
ولا قدرة ٌ عندي على الطيران ِ
ولو أنّ صحراءَ الجزيرةِ بيننا
ركِبتُ لهم رأسي وظهْرَ حصاني
ولكنها أرضٌ قفارٌ وأبحرٌ
وألفُ مكان ٍ في تُخوم ِ مكان ِ
فلا تندُبوني كلما لاحَ لائحي
لكم عزلة ً مني تشُقّ ُ جناني
معي اللهُ ربي والرسولُ محمّدٌ
وفاطِمُ والفاروقُ والحسنان ِ
وحينَ التقينا زالَ نصْفُ همومِنا
وقلنا أتانا السّعدُ بعدَ زمان ِ
وقد نِلتما جزئين ِ مِنْ نظَراتِنا
وها أنتما العيْنيْن ِ تقْتسِمان ِ
أتيتمْ لنا والشّمسُ جاءتْ وراءكمْ
كأنّكما و الشّمسَ متّحِدان ِ
تزَوِّدُ أنتَ الشّمسَ كِبْراً ورفعة ً
وتملؤها نسرينُ باللمَعان ِ
وشمسان ِ كلٌّ منهما بمدارِهِ
يكادان ِ بالأنوارِ يحترِقان ِ
وقد أقلعتْ عنّا غيومٌ كثيفة
وطلّتْ علينا الشمسُ والقمران ِ
نَبُوءُ بأفياءٍ ودفءِ أشِعَّةٍ
ورقّةِ أنسام ٍ وعطرِ جنان ِ
فلمّا تبدّى الماءُ فوقَ جباهِنا
صَحوْنا- إذِ الأحلامُ بضْعُ ثواني
وقفنا نُعَزّي نفسَنا بغِنائِنا
نقولُ وقدْ كانَ العزاءُ أغاني
نهاران ِ لايجري اللقاءُ عليهِما
وحيّان ِ يفترِقان ِ يلتقِيان