الانفلونزا ليست أحد الامراض العابرة المصحوبة بأعراض بسيطة سرعان ما تزول ويتعافي منها الفرد‚ ولكنه مرض خطير يصيب واحدا من كل 10 اشخاص بالفين وطفل من بين كل ثلاثة‚ هكذا يحذر د‚أحمد عيسى المريخي طبيب الاسرة بمؤسسة حمد الطبية من موسم الانفلونزا والزكام والذي يوافق فترة الانتقال بين الخريف والشتاء حاليا‚ ويقول ان التهاون في علاج الزكام والانفلونزا يزيد من خطورة المضاعفات ويتصور المرض الى مراحل اشد خطرا على الجسم‚ وهنا ينفي د‚المريخي أي تأثير للمضادات الحيوية في علاج الزكام والانفلونزا لانهما مرضان (فيروسيان) لا يفلح معهما المضاد الحيوي‚ كما يحذر من ان العدوي الفيروسية تنتقل بالمصافحة والتقبيل وخاصة للاطفال‚ ويشير الى تطعيم ضد الانفلونزا يعطي لفئات معينة من المرضى وكبار السن‚ وفيما يلي التفاصيل: يقول الدكتور أحمد عيسى المريخي طبيب الأسرة بمؤسسة حمد الطبية ان العدوى الفيروسية وامراضها تكثر نتيجة التغيرات في الطقس وتذبذب درجات الحرارة بين الارتفاع والانخفاض في مثل هذه الفترة من العام‚ مما يؤدي للاصابة بالأمراض التنفسية العلوية من الأنف وحتى الحنجرة والاحبال الصوتية‚ وهذه التقلبات تكثير بشكل خاص في الفترة بين الخريف والشتاء ويتسبب عنها نزلات البرد العادية والرشح والزكام‚ ويضيف د‚المريخي ان 100 - 200 نوع من الفيروسات مسؤولة عن الاصابة بالبرد العادي او الزكام وهنا تكون لدينا مشكلة حيث يغير الفيروس من شكله وطبيعته بصورة مستمرة وتتراوح فترة حضانة الفيروس بين 3 و 5 ايام وتبدأ بخمول بسيط وتعب واحتقان بسيط في الانف وسيلان مخاط واحتقان بلعوم وسعال وعطاس مصاحب لارتفاع الحرارة احيانا بحيث لا تتعدى 39 درجة مئوية‚ وتظل هذه الحالة لدى المريض من اسبوع الى عشرة أيام او اكثر‚ ويؤكد د‚أحمد المريخي علي ان أغلب حالات الزكام سببها فيروسي ولذلك فإن تعاطي المضادات الحيوية لن يفيد في علاجها بأي صورة من الصور‚ لأن هذه المضادات لا تؤثر على الفيروسات ولكنها على العكس تزيد من مناعة البكتريا ضد المضاد الحيوي وتكتسب فاعلية ضده فلو اصيب المريض بعدوى بكتيرية فلن يفيده تناول نفس النوع من المضاد الحيوي لأن البكتريا اصبحت بالفعل محصنة ضده‚ اما عن روشتة العلاج من الزكام فينصح د‚المريخي بتناول الادوية التي تخفف من حدة الاعراض ومنها مسكنات الألم وادوية خافضة الحرارة (الباراسيتامول) كالبنادول وانواعه المتشابهة‚ واستعمال غرغزة محلول الملح للاحتقان او فقط الأنف او ادوية مضادات الهيستامين لتخفيف الاحتقان والحرارة وهذه الاصناف تصرف في الصيدليات من دون وصفة طبية (عدا مضادات الهيستامين) كما يتعين للمريض الاسترخاء وراحة الجسد والاكثار من تناول السؤال الدافئة لان تناول الماء البارد يمثل خطرا حيث يزيد الاحتفان في البعلوم‚ وينبيه د‚المريخي هنا الى ان تناول فيتامين C ليس له دور مؤكد في علاج نزلات البرل وكذلك ثبت ان تعاطي الحوامض والتوابل غير مستحب لهؤلاء المرضى حيث يزيد من الاحتقان‚ وبالنسبة لنزلات البرد (الزكام) لدى الاطفال يشير د‚المريخي الى وجود اشارت منبهة عند الطبيب فلو كانت الاعراض مفاجئة وشديدة وتعدت درجة الحرارة 40 درجة مئوية مع ضيق تنفس وسعال شديد وصوت صغير في التنفس مع طفح جلدي فهنا يكون الطفل مصابا بعدوى فيروسية اخرى غير الزكام العادي‚ كما انه في حال تكرار الزكام اكثر من 8 مرات في السنة الواحدة عند الطفل فيجب البحث عن اسباب اخرى للاصابة تتعلق بالحساسية او المناعة‚ الانفلونزا من جهة اخرى يذكر د‚أحمد المريخي ان مرض الانفلونزا يختلف عن مرض الزكام او نزلة البرد العادية‚ فالانفلونزا يسببها فيروس يسمى الانفلونزا الوافدة وهو 3 انواع أ‚ ب‚ جـ وينشط هذا الفيروس مع بدايات الشتاء والتغير في الطقس الخريفي وتتميز الانفلونزا بأن أعراضها مفاجئة من دون انذار مسبق وشديدة في نفس الوقت وهي تتشابه مع اعراض الزكاك غير ان الاجهاد يكون اشد واحتقان البلعوم والجهاز التنفسي اقوى‚ وتظهر هذه الاعراض في فترة لا تتراوح يومين ويتعين هنا مراجعة الطبيب حيث تستمر دورة الانفلونزا مع المريض بين 10 - 14 يوما حتى الشفاء‚‚وعن علاجات الانفلونزا فيمكن استخدام علاجات الزكام لنفس الغرض وهي علاجات تعتمد كلها على تخفيف حدة الاعراض المصاحبة للفيروس المسبب لمرض ولا تعني الشفاء منه قبل اكمال دورته بجسم المريض‚ ويشير د‚احمد المريخي الى وجود تطعيم ضد الانفلونزا يعطى للفئآت المعرضة للاصابة اكثر من غيرها وذلك بهدف انقاذهم من الاعراض المصاحبة للانفلونزا والتي تحتمل خطورة على حالتهم الصحية‚ ويدخل في هذه الفئات كبار السن فوق 65 عاما ومرضى السرطان ومرضى الجهاز المناعي والربو والسكري حيث يخشى الاطباء ان تتطور اعراض الانفلونزا لديهم الى التهاب رئوي او التهاب قصبان هوائية‚ ويعطي التطعيم في شهر سبتمبر من كل عام ويمتد مفعوله الى 6 - 7 شهور عقب تناول الجرعة‚ الوقاية خير من العلاج وبحسب قاعدة الوقاية خير من العلاج يذكر محدثنا اساليب ضرورية تمنع الاصابة بالزكام او الانفلونزا واهمها تهوية الأماكن والغرف في البيت والعمل‚ وتنظيف فلاتر المكيفات وتعريضها للشمس للقضاء على الجراثيم والفطريات بها‚ وعدم انتقال الشخص من جو بارد مكيف الى جو حار في الخارج فجأة وبشكل متكرر‚ واختيار نوعية الملابس التي تلائم كل موسم مناخي‚ وعدم استخدام الأدوات الشخصية للغير‚ ومن المهم للمصاب بالزكام او الانفلونزا التحكم في زذاذ العطس حتى لا ينتشر في الهواء‚ كما انه ينقل الفيروس الى الآخرين عن طريق المصافحة باليد او التقبيل‚ كما انه من الخطورة تقبيل الاطفال الرضع بشكل عام لانها تنقل العدوى إليهم كما تعرض الطفل للتدخين السلبي ينقل إليه العدوى الفيروسية‚ كما يتعين عدم تأخير تناول الأدوية لحالات الزكام والانفلونزا خشية حدوث مضاعفات تشمل احتقان اللوزتين او التهاب الجيوب الأنفية والأذن الوسطى‚