اغني في حبك ... لمحمد العريفي
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
روو المحبه ووح
| المصدر :
forum.merkaz.net
كنت في رحلة الى محافظة القريات في شمال المملكه ... وبعدما انتهيت سافرت جنوباً الى جهة محافظة سكاكا الجوف ... وكانت بعنوان " الحان واشجان " حول الغناء ... وبعدها جائني شخص متاثراً... معه ولد عمره 11 سنه ... قال لي ياشيخ ... في طريق مجيئي من القريات معي ولدي هذا ... مررت اثناء الطريق بحادث مروع ... سياره " جيب " ... كان فيها اثنان من الشباب ... قادمان من ...!!.. انقلبت السيارة بهم عدة مرات ... حتى تطايروا من النوافذ ... وتبعثر عفشهم وتمزقت ملابسهم ...كنت اول من وقف عليهم ...اتصلت بالاسعاف فوراً ...واقبلت انظر اليهم ... من اول وهله تنظر فيها الى ملابسهم وقصات شعورهم ...تعرف يقيناً لماذا كانوا هناك ... لا حول ولا قوة الا بالله ... عفا الله عنا وعنهم ...توجهت مسرعاً اليهما ... احاول انقاذ ما استطيع انقاذه ...اما الاول فكان منكباً على الارض وقد تمرغ وجهه بالتراب...ولايزال جسمه حاراً ... لا ادري هل مات ام لا ... تمزق بنطاله وقميصه... والغبار قد اختلط بالدماء التي صبغت ثيابه ...
حتى اصابع يديه لم تسلم من الجروح والدماء ...قلبته على ظهره ... فإذا لحم وجهه قد تمزق حتى لا تكاد ترى شيئاً من ملامحه .. ناديته ... حركته ... فإذا هو قد قضى ...اسرعت الى الثاني ... فإذا هو منكب على وجهه ايضاً ... والارض حوله مليئة بالدماء ... وثيابه حمراء وعظامه بارزه ... ويبدوا ان الضربه الكبرى كانت على رأسه ... فقد انشقت جمجمته ... وخرج مخه من خلالها ... لم اتحمل المنظر ... وانتبهت ان ولدي معي فالتفت انظر اليه فإذا هو يبحلق بعينيه مدهوشاً ... حاولت الوقوف بينه وبين الجثة لئلا يرى ...
نظرت الى الاغراض المبعثره حول جثته ... فإذا جواز سفره ومحفظة نقوده وعلبة دخان ... كل هذا لم يشدني ... فلم اكن انتظر ان ارى مصحفاً او سواكاً ...
التفت جهة رأسه ... فإذا بشريط واقع على الارض ليس بينه وبين رأسه شبر واحد... خفضت رأسي انظر الى اسم الشريط فإذا بقطعة من مخه قد وقعت على الشريط وغطت اسمه ... تحاملت على نفسي ... ورفعت الشريط بيدي انظر اليه ... وتناولت حجراً من الارض مسحت به المخ المتلطخ ... فإذا هو بشريط غناء بعنوان " اغني في حبك " ...
لاحظت ان بكرة الشريط مسحوبة الى خارجه ... واذا خيط الشريط منطلق الى الخارج ... وكأنه لايزال متصلا ً بشئ ...
التفت انظر اين يصل ؟؟!... فإذا بي ارى مسجل السياره واقعاً على الارض ...
وقد خرج من السيارة مع قوة الحادث ... وبعدما ضرب الارض بقوة انطلق منه الشريط و وقع عند رأس هذا الفتى ليقع على مخه ... اي والله مشكلة حبه ... " ويبعث احدكم على ما مات عليه " وبدأ الناس يكثرون حولنا ... ووصل الاسعاف ... كشف عليهما الطبيب في عجل وغطاهما بملاءه بيضاء ... ايقنت ان ارواحهما قد صعدت الى السماء ... ولا ادري هل تفتح لها ابواب السماء ... وتبشر بروح وريحان ... ام تخر من السماء فيخطفها الطير ... او تهوي بها الريح في مكان سحيق .. وبدأ سائق الاسعاف واصحابه بحمل الجثتين ...
وبدأت اجمع اغراضهما المبعثره ... في اثناء ذلك وقع في يدي ظرف مغلق ... قد انشق احد طرفيه مع وقوعه على الارض ...
مكتوب عليها : يصل الى يد ابي محمد !!.. وبعدها كلمات لا ارغب في ذكرها ... نظرت الى داخله فإذا بها مجموعة كبيرة من الصور ... اخرجتها فإذا بها صور لنساء عرايا ... حاولت ان اخفيها عن الناس لئلا يفتضح الشابان ... دافعت عبراتي ... قلت هذه فضيحة الدنيا بين عدد قليل ... فكيف بفضيحة الآخره ... عند الاولين والآخرين ... مع اشتداد الرعب ... وكثرة الفزع ... وتطاير الصحف ... اللهم استرنا بسترك ...
ما ضرهما لو اطاعا الله فما كلفهما شططاً ... اقامة خمس صلوات... وفعل الواجبات ... وترك المحرمات ... وليش في ذلك مشقه ... فالمحرمات اشياء معدودات ... ماضر العبد لو تركها طاعة للملك عز وجل ليحبه ويدخله جنته ...
شفتوا كيف سوء الخاتمه ...
ان شا الله تكونوا استفدتم ...
ويارب استرنا بسترك واحسن خاتمتنا قولوا آميــــــــــن