هل نعالج الخطأ بخطأ أكبر؟؟!!

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : alcenter | المصدر : www.arab2all.com

الخطأ.. تلك الحقيقة المرتبطة بطبيعة البشر، ولكن التعامل مع الخطأ يختلف من شخص لاخر.




تعلمنا آن : 'من الخطأ يتعلم الرجال'....




فهل استفدنا من هذه الحقائق الرائعة في أساليبنا التربوية مع أبنائنا، وفي تعاملنا مع أخطائهم





وإذا نظرنا إلى الواقع نجد أننا نجعل من الخطأ سببًا ودافعًا لإحباط المخطئ وتحطيم معنوياته والتنقيص من قدره وسحب الثقة منه، والأدلة على ذلك انتشار الخوف من الوقوع في الخطأ في حياة الناس والأطفال خاصة.






فالطفل يخاف من الوقوع في الخطأ لأنه يدرك العواقب والحرمان والعقوبات والشتائم كلما عمل خطآ في المنزل



والمدرس الذي يهدد بالحرمان من الدرجات أو استدعاء ولي الأمر وإخباره بما صنع الابن.





وهكذا .. ينشأ الطفل وفي ذهنه هذه الصورة التي من شأنها أن ترسخ في عقلة الباطن "اللاوعي" استشعاره بعدم الكفاءة لتحمل المسئولية وعدم أهليته للثقة في ذاته، كما انه من شأنها أن توقف عملية الإبداع والانطلاق في حياته









وهنا لا بد أن نتوقف ونقول : إن الخطأ الذي يرتكبه المربون في تعاملهم مع خطأ الطفل هو أن تدخلهم لا يكون مصوبًا على الخطأ نفسه واضعًا دائرة عليه لتحديده وتصحيحه، انما يكون التدخل مصوبًا على شخصية الطفل كلها فتوضع في ميزان التقييم مقابل الخطأ، وتتعرض غالبًا للإهانة:




.





أمثلة لذلك :




اصطدام الطفل بالحائط .. أنت أعمى لا ترى ما أمامك.




تبول على فراشه .. أنت قذر.




سكب الماء على السجاد .. أنت فوضوي لا تعرف النظام.




أخذ القلم من زميله .. أنت لص سارق.




عند وقوع أخطاء في الواجب المدرسي أو نقص في درجات



الاختبارات .. أنت غبي.





هل هكذا نصلح أخطاء الأبناء؟ وماذا نعرف عن دوافع السلوك عند الطفل قبل تقييم خطأه؟ قد يكون الخطأ الصادر عن الطفل سلوكًا عابرًا فنرسخه بتدخلنا الخاطئ، وقد نترك بصمات مؤلمة في نفسية الطفل وقد لا يتخلص منها طوال حياته..




ولكي نجعل من خطأ الطفل وسيلة للتعلم بل وللإبداع أيضًا؟ علينا أن ننتبه للخطوات التالية:




اسأل نفسك عندما يخطئ الطفل، هل علمته الصواب بداية حتى لا يخطئ؟





- أعد الثقة للطفل بعد الخطأ؛ فالثقة دائمًا هي العلاج الذي يبني حاجزا متينًا بينه وبين تكرار الخطأ .





علِّمه تحمل مسئوليته عن أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات.





أشعره بعواقب الخطأ حتى تولد لديه الرغبة في التغيير.





ابحث عن واقع الخطأ لديه لتعالج الأصل بدل التعامل مع الأعراض.





كن دائمًا بجانبه وشاركه إحساسه لتمارس توجيهك بشكل إيجابي.





افصل الخطأ عن شخصية الطفل، فلا أحد يحب أن يُعرف بأخطائه عند الآخرين.





كون عند الطفل المعايير السليمة التي من خلالها يتعرف على الخطأ.





- لا تخيفه من الفشل بشكل مغالى فيه، وعلمه فن النهوض من جديد وعلمه كيف يكتسب خبرات ايجابية من الفشل







ساعده على أن يضع يده على قدراته وملكاته التي تؤهله للنجاح في المحاولات المقبلة .





علمه الصلابة والإصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الإحباط.





علمه الاعتماد على نفسه لتجاوز خطأه.





لا تتدخل إلا بعد تهدئته .





أنصت إليه بتمعن واهتمام لتفهم أصل الخطأ.






لا تيأس من طفلك مهما تكرر خطأه.







- تأكد أن الحب والتسامح والابتسامة أقوى من الغضب والانفعال.





إننا لا نطالب بتجاهل الخطأ وإنما ندعو إلى علاقة ود وصداقة تنشأ بين الصغير والكبير يتعلم منها الطفل كيف يستفيد من الخطأ حتى لا يقع فيه مرة أخرى؟ وكيف يستشعر مسئولياته عن أفعاله؟



فبدلاً من أن تلعن الظلام ... أشعل شمعة تنير ما بينك وبين أطفالك