حان الوقت لتعودي طفلك على الصيام، ولكنك قد تنفرينه إذا طلبتِ منه ذلك بأسلوب خاطئ ، لذا ينصحكِ علماء النفس بالتخلي عن عصبيتك والتحلي بالصبر . هناك أكثر من أسلوب يرغب طفلك في الصيام ويجعله يسابق الجميع من أجل الثواب ، في البداية يؤكد لكِ علماء النفس أن التمهيد لصيام الطفل يجب أن يكون مسبوقاً بحديث عن ثواب رضا الله والرسول ، وعن الجنة أيضاً ، فمثلاً يمكنك أن تخبري طفلك ذو الأربعة أعوام أننا نصوم من أجل كي يرضى عنا الله وبالتالي ندخل الجنة ، ثم اشرحي له مميزات الجنة وما يوجد فيها حسب قدراته العقلية ، فقولي له أنها أكبر 100 مرة من مدينة الملاهي التي يحبها ، إنها مليئة أيضاً بالحلوى ( التي يعشقها ) والشيكولاتة والأيس كريم ، وأن كل ما عليه عندما يدخل الجنة أن يتمنى فقط ما يريد ليجد أمامه
كيف تعودينه على الصيام؟
عند بلوغ طفلك السادسة يمكنه الصوم ، إذا كانت لديه الرغبة ، تحدثي أنت وأبيه عن حكم الصيام ولماذا فرضه الله علينا كمسلمين ، احمدي الله كثيراً على نعمة الصيام وأشيرا في حديثكما إلى أنها ركن من أركان الإسلام الخمس ، واشرحا له بعد ذلك ما هي الأركان الخمسة فهي مقررة لديه دراسياً . الخطوة التالية هي إغراءه بالصوم، فاسألي زوجك عما يريد تناوله على مائدة الإفطار ، ثم اسأليه هل يريد أن يصوم ويتناول طبقه المفضل ؟ قد لا يستطيع طفلك مواصلة الصيام طوال الشهر ، اجعلي مكافأته المعنوية هي الدعاء له بالأجر والثواب فور الإفطار، وأكدي له أن الله يقبل دعاء الصائم ، ولا تنسي مكافأته المادية بأطباقه المفضلة على مائدة الإفطار . عندما يشتد الجوع على طفلك لا تنشغلي عنه بإعداد الإفطار ، حاولي أن تكوني بجواره لتشغليه عن إحساسه بالجوع فقد كانت نساء الصحابة يصوّمن صغارهن فإذا بكوا من الجوع صنعن لهم اللعب من الصوف يتلهون بها حتى يحين أذان المغرب. فالمطلوب أن يقترن الصوم في حياته بذكريات مفرحة تقاوم الشدة التي يجدها في الصيام أول مرة، وبهذا يدخل الصوم إلى حياته من باب السرور والفرح فتنطبع في ذاكرته انطباعات إيجابية تكون له آثار بعيدة في حبه للصوم وفرحه بقدوم شهره. أكدي لطفلك بين الحين والآخر أن الله - عز وجل شأنه - قد فرض علينا الصيام كي نشعر بمدي جوع الفقراء حتى نحسن عليهم، هذا إلا أن رمضان فرصة عظيمة للتوبة والحرص على الصلاة ففيه يثقل الإنسان ميزانه حسناته وأعماله الصالة التي تدخله الجنة، ولكن ضعي في حسبانك يا عزيزتي أن ابنك لن يفهم هذا الحديث قبل أن يتم سبع سنوات أو ثماني على الأقل .
هذا كما ترى الدكتورة "نسرين بغدادي" أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن رمضان فيه الكثير من الحكم والعبر التي يجب أن تنقل للطفل.. أولها معني الصيام وهو الإحساس بالفقير.. ثم معني الزكاة والتصدق والتكافل، ثم الإكثار من العبادات. فالطفل يجب أن يتعلم أن يصلي بالمسجد وكيف يقرأ القرآن.. فمعني الصوم السطحي وهو الامتناع عن الأكل والشراب ليس هدف شهر رمضان، بل التقوي وإصلاح السلوك هو الهدف الأكبر
إياكِ والإجبار
وإياك أن تجبري طفلك على الصيام إن لم يكن له الرغبة في ذلك وثقي أن العصبية والحزم لن ينتج عنهما إلا العناد، وضعي في حسبانك أن ابنك غير مفروض عليه الصيام قبل البلوغ فلا تقسي عليه فينفر ويفر من العبادات الصالحة . ويؤكد الدكتور "عبد المعطي بيومي" عميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الطفل غير البالغ لا يفرض عليه الصيام، ولا يوجد نص صريح يلزم الطفل بالصيام؛ فالصيام للشخص البالغ القادر فقط. ويضيف : أما إذا صام الطفل فلا ضرر وله ثوابه، والنص القرآني صريح يقول : "وما تفعله من خير يعلمه الله" ؛ أي حتي لو صام الطفل بعض يوم فله أجره وثوابه. وينصح كل أسرة بأن تلزم طفلها عند الصيام بالصوم المتتابع أي أن تكون مدة صيامه واحدة طوال الشهر فلو صام اليوم كاملاً يكمل الشهر هكذا ولو صام نصف يوم يكمل الشهر هكذا أو يصوم حتى يعجز، فشرط التتابع ضروري مع النية.
كوني قدوته الحسنة
هناك طرق بسيطة جداً ترغب طفلك وتحفزه على الصيام منها : أن تكوني أنت ووالده القدوة الحسنة، فالأطفال يجدون متعة كبيرة في تقليد الكبار،حيث يؤكد الدكتور محسن العرقان، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث: أن الطفل يلجأ للصيام رغبة في المحاكاة والتقليد وليس نتيجة فهمه للفرض والشريعة، وفي هذه الحالة يجب أن نتركه يصوم لتأصيل العادة لديه وزرع الحب لديه في فريضة الصيام. ويضيف الدكتور " محسن " أن هناك ظاهرة يجب أن تحترس منها الأم، وهي الإحساس بالذنب أو معاقبة النفس فمن الممكن أن يتحامل علي نفسه رغبة منه في إكمال اليوم لكي لا يشعر بالذنب، فهذا النمط من الشعور الزائد بالذنب ينقلب لحالة مرضية في جميع تصرفاته، ولابد أن ندخل الضمير الوسط إلي عقل الطفل فنضع أمامه فوائد الصيام وضرورته، ثم نعادل ذلك بأنه ليس بفرض أكيد عليه وأن عليه الحذر والصوم حسب مقدرته إلي أن يصل إلي سن البلوغ ويصبح قادراً علي أداء الفريضة بإيمان كامل ويقين تام وقدرة علي الصيام.
ماذا تفعلين إذا فوجئت بأن طفلك لا يصوم؟!
عندما يتسرب طفلك إلى المطبخ ويلتهم بعض الأكل أو يشرب جرعة ماء، ويتظاهر أمامك بأنه صائم، حينئذٍ كيف تتصرفين ؟! تجيب عن هذا السؤال الدكتورة هبة عيسوي أستاذة الطب النفسي في كلية طب عين شمس مؤكدة أن صيام الطفل مسئولية ملقاة علي عاتق الأم, وهي مهمة صعبة لأنه لا يدرك أهمية الصيام في هذه المرحلة, وحين تفاجأ الأم بأن طفلها يدعي أنه صائم بينما يتناول الطعام دون علمها فعليها إتباع التالي:
1 ـ تحفيز طفلها علي الصيام بطريقة عملية بإعطائه مكافأة عن كل يوم يصومه. 2 ـ عدم مواجهته بخطئه وبأنه فاطر ويكذب عليها ولكن عليها أن توضح له بشكل غير مباشر عواقب هذه السلوكيات الخاطئة مثل الكذب وعدم الصيام من خلال حكايات تحمل هذا المعني. 3 ـ فرض الصيام علي طفلها بشكل تدريجي يتناسب مع سنه. 4 ـالإكثار من الثناء عليه حين يصوم أمام الأسرة. 5 ـ تشجيعه علي الصيام بالسماح للصائمين فقط من الأسرة بالجلوس علي مائدة الإفطار حتى يعي أن الشخص الفاطر يرتكب خطأ كبيرا. 6ـ عدم وضع الحلويات والطعام المفضل للطفل أمامه قبل الإفطار حتى لا تضعف عزيمته. 7 ـ إشاعة جو ديني وبهجة في المنزل حتى يشعر طفلك بأهمية هذا الشهر واختلافه عن باقي الأشهر
لا تنســـي !