إن التخصص في عمل معين أو حرفة يعني إتقان العمل والجودة في أدائه، والمتخصص عادة يتابع التطور الذي يحصل في مجال التخصص، والمتخصص يتميز عن غيره ممن لا تخصص لديه، لذا فإن التخصص يعتبر ميزة إضافية لكل من يحمل هذا اللقب في أي مهنة. ولا تختلف الأعمال التجارية عن ذلك كثيرا، وقد يكون التخصص غير واضح المعالم في بعض أنواع التجارة، ولكن يجب أن يسعى صاحب العمل أو التاجر أن يجد خطا تجاريا معينا يميزه عن الآخرين. والتخصص التجاري ليس بالضرورة في البضائع بل أيضا في الخدمات المرافقة للبضائع. المطاعم نموذج: الأعمال التجارية المتماثلة مثل المطاعم، يسعى كل واحد من أصحابها أن يقدم عمله التجاري بميزة خاصة تفضله أو تجعله مغايرا للآخرين، فقد يكون المطعم من مطاعم الأكلات الشعبية، وهذا بذاته تخصص في تقديم نوع خاص من الأطعمة يختلف عما تقدمه المطاعم في الفنادق. وقد يقدم أكلات مماثلة للمطاعم الأخرى ولكنه يقدمها في مكان جديد أو مزدحم وقريب من الناس، وهذا أيضا تميز عن المطاعم المماثلة والبعيدة عن الزبائن. وتسعى كل المطاعم الشعبية إلى تقديم خدمة مميزة لها، كأن يكون مكان تقديم وتناول الطعام أكبر مساحة، أو أن يقدم الخصوصية لكل ضيف من ضيوفه بمنحه غرفة خاصة أو منعزلة. وهناك من يتميز بعدد من الأكلات الشعبية، ومنهم من يقدم نوعا واحدا يجعله مميزا عمن يقدم تشكيلة لا يجيدها جميعا. التخصص لا يكفي: التخصص ميزة تعمل على نجاح المشروع، ولكن للنجاح في هذا التميز شروطا يجب توفرها: 1- حجم الخدمة والسوق ومقدار الاحتياج: إن التخصص أمر مفيد ومرغوب، ولكن لا يعطي ثماره إلا إذا كان هناك سوق وطلب يكفي ويشجع تقديم الخدمة أو البضاعة، فإن فتح محل لبيع وإصلاح الساعات في قرية عدد سكانها لا يزيد عن خمسمائة ساكن فهو أمر فيه التخصص الكبير، ولكن السوق صغير جدا، ولا يسمح بقيام مثل هذه التجارة. 2- الإعلان والظهور: أمر ضروري لكل صاحب عمل، فبدون معرفة الناس عنه وعن خدماته لا يمكن له أن يحقق النجاح المطلوب. لذا فإن عامل الدعاية والإعلان والتعريف بالخدمة والبضاعة أمر لابد منه لينجح التخصص. ومثال ذلك لو أن هناك طبيب قلب أو عيون في مدينة كبيرة، ويفتح فيها عيادة منافسة للآخرين أمثاله، ولا يعمل على الإعلان عن نفسه وعمله وعيادته، بكل وسائل الإعلام الممكنة سواء باللوحات الكبيرة أو الإعلانات المكلفة في التلفزيون أو في الجرائد المحلية. ولا يتوقف الإعلان عند مرة واحدة بل يجب الاستمرار في الإعلان والدعاية، فهي الوسيلة التي يقدم فيها أي عمل نفسه إلى الجمهور الذي يبحث عن خدماته أو بضاعته. 3- هناك نوعان من التخصص أحدهما التخصص العلمي، وهذا فرع لا يهتم بعامل الربح أو التجارة، كأن يكون هناك عالم فلكي متخصص في الكواكب السيارة، فهذا التخصص يعطي صاحبه مكانة علمية لا مالية. والمقصود هنا التخصص التجاري الذي يتم دائما في أعمال يحتاجها الآخرون، ويدفعون مالا للحصول عليها، فعدم وجود الحاجة يلغي أهمية التخصص في ميدان المال، والحاجة إلى الخدمة أو البضاعة هي سر نجاح صاحب التخصص. 4- التخصص يحتاج إلى استمرارية، فإن العمل الذي يتطلب مجهودا لمرة واحدة لا يمكن أن يوصف بأنه عمل متخصص. لذا فان على صاحب العمل المحافظة على تقديم خدماته المميزة والتي تميزه عن غيره، فإن كان مطعما يقدم خدمات منزلية، فعليه الاستمرار فيها، وليس من المفيد له أبدا أن يتراجع عن الخدمة إذا بدأها، فإن هذا يفقده زبائنه ويجعله عرضة للفشل. 5- التفرد، وعلى الرغم من أن هذه الكلمة قد تشترك في كلمة تخصص في حلقات كثيرة إلا أن التفرد هو تميز إضافي في ذلك التخصص، فمحلات بيع الساعات هي محلات متخصصة في هذه البضاعة، ولكن هناك محلات تنفرد بميزة خاصة، كان تكون بضاعتها لنوع واحد فقط، أو أن يكون المحل هو للساعات الثمينة والغالية فقط. وهذا ما نجده عند بعض محلات المجوهرات التي تتخصص في بيع القطع الغالية والنادرة. النجاح في متناول اليد!! النجاح أمر مرغوب ويسعى له كل إنسان وخاصة التاجر، لأن الفشل لا يعني عدم النجاح فقط بل يعني الخسارة وفقدان رأس المال، لذا فإن العمل على تحقيقه أمر مطلوب قبل البدء في العمل ذاته والاستثمار فيه. إن ملاحظة النقاط السابقة والعمل على تحقيقها سيكون عاملا كبيرا في تحقيق النجاح، ويستطيع كل تاجر أن يعلن وبفخر أنه صاحب المحل الفريد والمتخصص في تقديم بضاعة أو خدمة يحتاجها البعض ويحقق النجاح معهم. ***