كل تاجر ومستثمر لديه أهداف يسعى إلى تحقيقها، قد يكون الهدف هو استيراد بضائع أكثر أو فتح فروع أخرى أو النجاح في منافسة الآخرين، أو تطوير العمل لديه وتحسين أحوال العاملين عنده، وهذه في الواقع العملي تعتبر مجرد أمنيات إذا لم يكن هناك مجهود مصاحب لتحقيقها. وهناك مثل يقول إذا أردت شيئا فعليك أن تفعل أشياء. وهذا يعني أن النجاح لا يأتي مهرولا إلى الإنسان وهو يحلم بتحقيقه، فلا بد من السعي خلف النجاح، والنجاح على الرغم من أنه أمر يمكن الحصول عليه، إلا أن الطريق إليه دائما مملوء بالعوائق والحواجز، كما أن النجاح أيضا سريع العطب، وسريع الذوبان في حالة الإهمال وعدم الاكتراث. شروط الوصول إلى نقطة النهاية لكي ينطلق الإنسان إلى نقطة يجب عليه أن يحدد أولا من أين يبتدئ: 1- البداية هي تحديد الهدف الذي يسعى إليه، ويجب أن يكون الهدف واضح المعالم وفي إطار يمكن الوصل إليه، فكلمة التاجر إنه يريد أن ينافس الآخرين من التجار، يجب أن تكون محددة في المعني، بأن يعرف مسبقا في أي حقل تكون المنافسة التي يريدها، هل هي في البضائع أم في السعر أم في التنويع، فالرغبات الغامضة لا تتحقق لأنها غامضة وغير معروفة المعالم. 2- يجب أن يعلم كل راسم هدف أن تحقيق الأهداف لا يتم بدون تضحيات، فقد تكون التضحية في الوقت أو المال، أو في التنازل عما هو عزيز أو محبب. فرغبة التاجر في تحقيق مزيد من الأرباح يتطلب منه زيادة في حجم بضاعته، وهذا يتطلب منه مبالغ إضافية، وقد يحتاج إلى قرض من البنك أو إلى سفرات لا يحبذها، وقد يتنازل عن بعض مصاريفه الترفيهية لتحقيق المطلوب. 3- إن وضع الأهداف هو المرحلة الأسهل في حلقة صنع النجاح، فالصعوبات تبدأ بمرحلة تنفيذ رسم الخطة، حيث يحتاج المنفذ إلى جلد وصبر، ويجب على التاجر أن لا يتراجع إلا إذا كان في تراجعه تصحيحا لخطأ، فكل تراجع عن الهدف المرسوم يمثل خسارة وجهدا ضائعا. 4- إن تحديد زمن للبدء أو للانتهاء هو جزء من خطة النجاح، ويجب تحديد مدة زمنية كافية غير مطولة، لكي لا تتراخى الهمة، ويتكاسل المنفذ، ويعتبر تحديد مدة زمنية للوصل إلى مرحلة من مراحل التنفيذ نقطة رقابة قوية، ويجب الالتزام بها. فعدم تحديد مدة للتنفيذ أو للوصول إلى الهدف يفسد خريطة التنفيذ بأكملها. ويفضل أن يكون تحديد الوقت والزمن دقيقا، فلا يكفي أن يقول التاجر إنه ينوي فتح فرع له خلال هذا العام، فكلمة هذا العام كلمة غامضة لا يعرف متى تنتهي، ولكن يجب أن تكون معالم الزمن واضحة، كأن يقول خلال ستة أشهر من بداية الشهر القادم سيتم افتتاح فرعنا الثالث. 5- إن رسم الأهداف والعمل على تنفيذ الأعمال التجارية يحتاج إلى تخطيط دقيق، ويجب أن لا تكون هذه الأهداف مفاجآت للعاملين مع الإدارة، وأن لا تكون هذه الأمور سرية عن العاملين فيها أو عليها، فيجب أن يعلم الجميع بالأهداف والخطة المرسومة لتحقيقها، ليشترك الجميع في المساهمة في التنفيذ أو في منع العوائق. علما بأن عدم اطلاع الآخرين القريبين من الإدارة على خطط وأهداف المؤسسة يؤدي إلى سلبيات ضارة، وقد يعمل البعض على إفشال الخطة والهدف بحكم عدم معرفتهم أو عدم اطلاعهم على هذه الأمور التي تعتبر سرية عنهم، أو أن يفهموا خطأ أنهم من الفئة التي لا تمثل عنصرا هاما للإدارة في طلب مشاركتها لها في خططها. 6- اشتر الخبز من الفران ولا تصنعه في البيت، هذا تعبير معدل عن مثل مشهور، وقد يكون خبز البيت لذيذا، ولكنه في كثير من المرات يكون نيئا أو محروقا، وهو غالبا سيكون أكثر تكلفة ومضيعة للوقت، واترك الخبز للخباز، فهو يعرف أسرار العجين وأسرار الخمير، ولا تتدخل في هذه الصنعة إلا إذا كنت ترغب في مزاولتها. الاستعانة بالخبرة أمر في غاية الأهمية للوصول إلى الأهداف، وقد يغتر بعض التجار أو بعض رجال الأعمال بنجاحاتهم في أمور، ويعتقدون النجاح سيكون حليفهم في كل مرة، ولكن الواقع يقول غير ذلك، فالنجاح الأول لا يؤكد النجاح الثاني،ولكنه يشجع عليه ويدفع إليه. وبعض المغامرين يدعون أن كسب المعرفة يتم من خلال التجربة، وهذا أيضا يمثل نصف الحقيقة، فهناك علم بجانب التجربة، وعند اجتماعهما يتحقق النجاح، لذا فإن ترك الأمور للمختصين هو الأقرب إلى النجاح. وفي حالات عديدة نقرأ على صفحات المجلات عن مقدار سوء تصرف الإنسان في محاولته أن يعمل فيما لا يعلم. فقد نشرت جريدة محلية أن مؤسسة تعمل في تأجير السيارات طلب مالكوها من العاملين لديهم تصميم نظام محاسبي لتأجير السيارات، وقد رغبوا في أن يكون لديهم ما يميزهم عن غيرهم، ولكن انتهى الأمر إلى فشل في النظام، وضياع للجهد والوقت زاد في قيمته عن قيمة شراء نظام جاهز. 7- إن متابعة الأعمال لا تتوقف عند سريان تنفيذها، فمتابعة الأعمال ومراقبة سلسلة وحلقات الانتقال من خطوة إلى أخرى هامة جدا، وهنا يجب الانتباه، فهنا تحدث الاختلافات والتفلت الذي يؤدي إلى الفشل، وإلى تحطيم كل ما سبق من ترتيبات. فعند تطبيق نظام محاسبي لتأجير السيارات يجب أن يكون هناك أكثر من شخص يعرف العمل ويتعامل مع هذا النظام، فوجود شخص واحد لديه أسرار ومعرفة العمل يضع المؤسسة في خطر التوقف عن استعمال هذا النظام الذي كان تحقيقه هو أحد أهداف تطوير الإدارة وتحسين الأداء.