يعتبر الزواج محطة من المحطات المهمة في حياة كل فرد وهو بالاضافة الى كونه السبب المباشر لنشوء الاسرة فهو ايضاً من عوامل ايجاد التكامل الروحي والنفسي.. وتبدأ مسيرة الزواج الناجحة عبر الاختيار الصائب للشريك والذي يقوم على اساس الرغبة والمودة وقد نهت الشريعة عن اجبار الفتاة على الزواج بأي شخص مهما كان مالم تتوفر القناعة التامة لها بهذا الامر.. وللأسف يرى بعض الاباء ان من حقهم اجبار بناتهم على زواج كهذا ولكنه خطأ كبير لأن الاسرة الجديدة عادة ما تكون الفتاة محور سعادتها وشقائها في آن واحد ووجود التوافق النفسي والروحي بين الزوجين والتقارب الذاتي بين كليهما من عوامل نجاح الحياة الزوجية وعامل الاكراه من عوامل التخريب ليس في الحياة الزوجية فحسب بل في كل مجالات الحياة.. وعادة إذا ماحصل زواج كهذا فان الفتاة لاتستطيع الانطلاق مع زوجها الحالي من واقع المحبة فهي تعيش النفور الذاتي تجاهه والذي يعزز الرفض امامه وفي الوقت نفسه فهي مجبرة على الرضوخ للامر وتقبل الواقع ولنا ان نتصور وجود علاقة كهذه فيها طرف لايعيش في قرارة نفسه أي تجاوب شعوري مع الاخر.. واحيانا تلجأ للتعويض عن هذه الحالة بالثورة على حياتها وقد تتوالى ثوراتها وشجاراتها الى ان تصل الى نقطة التوتر الحاد الذي قد يجر الارغبة عارمة في التخلص من الشريك بالطلاق أو الهجر أو الانعزال وغيره وبعض الزيجات التي كان سببها اجبار الفتاة عاش الزوجان فيها حالة الغربة الزوجية عاما كاملاً حتى بدأ الاخرون بتحسين الحال والذي يكون دائما بدعوة الفتاة الى سحق رغباتها وافكارها والرضوخ الى ما هو مطلوب منها. ولا ننسى ان مشاعر المظلومية تبقى تلاحق الفتاة ولا تستطيع التخلص منها بسهولة انها تبقى تنظر الى ابيها على انه انسان ظالم واناني يفكر في نفسه ولايفكر فيها ابداً وانه لا يملك ذرة من مشاعر المحبة تجاهها وهذا الشعور بالمظلومية يعزز السلبية تجاه اسرتها ووالدها بالذات. ويبقى المحور الاكثر تصوعا في زواج كهذا هو وجود الاطفال فالزوجة التي تعيش بغضا داخليا لزوجها ولم تستطع تحسين صورته في نظرها أو التجاوب والرضا بما فرض عليها قد تخزن مشاعر الحقد هذه وتوجهها الى طفلها او حتى جنينها ومن الحالات الناتجة عن امور كهذه ان المرأة قد تعمد الى منع الحمل نفسه دون رضى الزوج لانها لاتريد ان تحمل صورة لشخص تكرهه. فاذا ماولد الطفل فانها لاتستطيع ان تتعامل معه بحب كبير لانه يمثل نقطة حزينة في حياتها.. ان مسئلة الزواج تخص الشاب والفتاة بالدرجة الاولى واما الاخرين فمهمتهم تقديم النصح والعناية بالامر ليس أكثر.. والفتاة التي تحمل في طيات قلبها ومشاعرها صوراً زاهرة لحياة زوجية سعيدة ثم تحترق هذه الصور في طرفة عين تبقى نظرتها للحياة سلبية وتشاؤمية