تحديات تشكيل الوعي الثقافي للطفل العربي
ما أحوجنا الآن لتشكيل الوعي الثقافي للطفل العربي في كافة أنحاء الوطن العربي .. فكلنا نعلم أن لكل بلد عربي تقاليده وتاريخه وعاداته التي يتميز بها والنابغة من جذوره التاريخية، والطفل ينشأ متشبعا بهذه التقاليد والعادات التي ورثها عن أهله وأجداده .
وطفل اليوم غير طفل الأمس . . طفل اليوم يتعلم الكمبيوتر ويتراسل مع أصدقائه في الدول الأخرى عن طريق الإنترنت والتليفون المحمول وفي لحظة تكون الرسالة وصلت رغم آلاف الميال .
ومهمتنا الآن أن نشجع الطفل العربي على التوعية الثقافية والعلمية في شتي المراحل السنية .
وقد شجعت وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية على تملك كل طالب جهاز كمبيوتر بثمن رمزي بسيط لكي يزيد معلوماته ويتساوى مع كل أطفال العالم المتمدين .
والآن ونحن في خضم الاتهامات والإهانات التي توجه للعرب من قبل الأجانب بعد أحداث 11 سبتمبر، يجب أن نركز على تشكيل الوعي الثقافي والتربوي للطفل العربي في كافة أنحاء الوطن العربي .
وهذا يبدأ أولا من المنزل والأسرة لأن الأسرة هي المنشأ الأساسي للطفل منذ ولادته،
1 – مرحلة ما قبل المدرسة ( الحضانة ) .
2 – مرحلة الدراسة .
3 – مرحلة الطلائع .
تبدأ هذه المرحلة من سن 3 إلى 5 سنوات ويتسم أطفال هذه المرحلة بالواقعية والخيال المحدود فيفرح الأطفال بمجسمات العرائس أمثال ميكي ماوس والعروسة باربي، وتويتي وغيرها وللأسف هذه العرائس أجنبية وللآن لم نتوصل إلى عمل نموذج لعرائس عربية يحبها الأطفال من داخل وطننا العربي .
كذلك تحب هذه المرحلة السنية مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة وعالم الحيوان والطيور المختلفة والأسماك وغيرها من الكائنات. وقد لمست ذلك من خلال تقديمي لبرامج الأطفال في التليفزيون فوجدت أن العبد من الأطفال يحبون مشاهدة هذه البرامج .
ويجب ألا ننسي دور الحدوتة . . لأن لها موروث ثقافي نابع من تاريخ الشعوب لذلك فهي لها دور كبير في التأثير على ثقافة الطفل وما يكتسبه من خبرات فيجب أن تكون الحدوتة نابغة من تراثنا الشعبي والعربي حتى لا يتوه الطفل وسط حواديت الأطفال فلكل بلد عربي تراثه الزاخر من المورثات الشعبية التي يمكن الاعتماد عليها في سرد حواديت الأطفال .
وعندما ينتقل الطفل إلى الحضانة يجب على المسئولين مراعاة صحة الطفل والسلوك التربوي والحب والحنان للأطفال جميعا .. ويضاف إلى ذلك الأعمال الفنية المناسبة التي يؤديها مشرفات الحضانة بالاشتراك مع الأطفال التي تنمي فيهم الإبداع والقدرة على الابتكار والتشكيل والتذوق الفني مع مراعاة الأدوات التي تنفذ بها هذه الأعمال حتى تكون آمنة على الطفل مثل الورق الملون والكرتون وألوان الشمع و " الفوماستر والألوان المائية والصلصال ويترك الطفل ليعبر بحرية عن أفكاره وما يبتكره من أعمال فنية وأشغال يدوية مع التوجيه الملائم من مشرفات الحضانة .
1 – التربية الدينية للأطفال وتعليمهم الصلاة وأركان الإسلام وتكون تحت إشراف متخصص ديني.
2 – الألعاب الرياضية التي تناسب هذه المرحلة السنية وتفيد صحتهم ونموهم وتكون تحت إشراف متخصص رياضي.
3 – الاهتمام بالمواهب الصغيرة من حيث الدين والرياضة والتمثيل والعزف والغناء وتشجيهم.
4 – الاحتفال بأعياد ميلاد الأطفال ومشاركتهم بعضهم البعض يكون له الأثر الكبير في تعويدهم العمل الجماعي والتعاون والمشاركة الوجدانية.
5 – الرحلات الترفيهية إلى حديقة الحيوان والملاهي ومعالم البلد الذي يعيش فيه الطفل والأماكن الأثرية المشهورة ليعرف الطفل آثار بلده وتاريخها.
6 – مراعاة النظافة في فصول الحضانة ودورات المياه فيجب أن تكون نظيفة تماما وتحت إشراف مسئولين لتعويد الطفل على النظافة من صغره حتى يتخلص بما أصبح سمة من سمات الحاضر من فقدان النظافة في كافة الشوارع والأماكن العامة.
وتبدأ هذه المرحلة من سن 6 سنوات إلى 8 سنوات وتعبر هذه المرحلة عن الخيال المطلق والمغامرات لذلك نجد أن أطفال هذه المرحلة يحبون مشاهدة مسلسلات الأفلام التي تتميز بالمغامرة مثل أفلام طرزان . . بات مان . . سوبر مان .. القط مشمش TC وغيرها من الأفلام الأجنبية وللأسف لا توجد مسلسلات عربية أو أفلام مشوقة تظهر بطولات وشجاعة العرب غير فيلم واحد وهو فيلم الناصر صلاح الدين .
وتبدأ هذه المرحلة من سن 9 سنوات حتى 12 سنة وفيها يكتسب الطفل تحمل المسئولية والميل إلى الأعمال التي تظهر فيها المنافسة كالشجاعة وحب المغامرة والمواهب المختلفة في الرياضة والتمثيل والموسيقى والغناء والأعمال الفنية من رسم ونحت وتشكيلات فنية.
هذه المرحلة مهمة جدا لأنها تعتبر مرحلة المراهقة وبداية الشباب فلا بد أن نتعامل مع هذه المرحلة بكل الحذر . وأذكر حديث عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يقول فيه عن تربية الأطفال .. لاعبهم سبع . . وأدبهم سبع . . وصاحبهم سبع .
فيجب الاهتمام الكبير بالرياضة وعمل بطولات مدرسية للمتفوقين رياضيا وتشجيعهم بالجوائز وقد حدثنا الإسلام عن الاهتمام بالرياضة في قول سيدنا عمر بن الخطاب ( علموا أولادكم الرماية والسبحة وركوب الخيل ) فيجب أن نغرس في أطفالنا الوعي الثقافي في كيفية التفوق على أعدائنا من حثهم على قراءاتهم في المكتبات المنتشرة في بلادنا عن تاريخ عظماتنا وأبطالنا .