هل يعني الطفل بالقضايا الساخنة بل والدامية أحيانا ؟ إننا نكاد ان نشفق على ابناءنا وهم يتابعون نشرة الأخبار وقد تخضبت الشاشة البيضاء باللون الأحمر القاني ....!
وهذه التساؤلات لابد أن ينظر إليها بعين الاعتبار فهي لا ترفض تماما التربية على المبادئ العامة للإسلام بل تسأل عن الكيفية ... وهي كيف نثير هذه القضايا .
احرص على معرفة أسلوب التربية الصحيحة وطبيعة كل مرحلة يمر بها ابنك لتعرف كيف تتعامل معه فأنت عندما تريد أن تبدأ مشروعا جديدا تسأل وتقرأ عنه فأولى لك أن تعلم شيئا عما يجب أن تفعله مع أبنك .
أن تصادق ابنك فلا ينحصر دورك في إلقاء الأوامر بل يجب أن تشعره بأنك صديقه المخلص فمصادقة ابنك تقيه من أصدقاء السوء .
أحرص على التواجد في المنزل أكبر وقت ممكن ولا تخرج إلا لضرورة وهذا ما أوصي به التربويون ولا تشغلك أعمالك الأخرى عن القيام بدورك تجاه أبنائك فهم الأولى منك بالرعاية ولا تنتظر غيرك ليربوا لك أبناءك .
احرص على أن يكون لك خطة وجدول زمني في تربية أبنائك وفي معرفة كيفية تربية الأبناء ومن هذه الكتب ( فن تربية الأولاد وسلسلة أطفالنا وتربية الأولاد في الإسلام والرشاد في تربية الأبناء مهام تربوية للآباء .... الخ ) .
أحرص على متابعة ابنك حتى يتسنى لك معرفة مشاكله وحلها .
بالرغم من حداثة " المصطلح " نسبيا إلا أن الإسلام قد وضع ضوابطه ومبادئه منذ البداية فمنذ أن صدع الرسول بدعوته وهو يمارس السياسة وقد تجلت أروع صورها وهو يؤسس الدولة الأولى للإسلام في المدينة المنورة ...
ووضع لها المبادئ التي تثبت أركانها وترقي بها وهي :
وهي نفس المبادئ التي تنادي بها الديمقراطيات المعاصرة ولكن الإسلام سبق ستلك الديمقراطيات في اقرارها والعمل بها قبل الف واربعمائه عام .
وهذه الدعائم الأربعة هي الحاجات التي يحتاجها الطفل في جميع مراحل عمره حتى يشب عن الطوق ويكون عضوا نافعا لأسرته ولمجتمعه ولأمته ... وهذه الدعائم برغم ضخامة مدلولاتها .... ولكن نستطيع أن توضحها للطفل ببساطة ويسر فيما يلي :
انطلق بفهمه عزيزي الأب إلى معنى آخر من حرية التملك لا تجعل يده تمتد إلى ما ليس له ولا يجول بنظره إلى الأشياء التي لا يجوز النظر فيها ... وقل له : لا تفتح درج أخيك ... لا تستعمل أشياءه دون إذنه ... حافظ على خصوصيات أصدقائك ... وهكذا .
علمه كيف يرد بألفاظ مؤدبه ... وإذا رأيته يحتد على أخيه في الكلام فذكره بقوله تعالى : " وهدوا إلى الطيب من القول " ، ذكره دائما بتلك الكلمة : ( أسمع من تناقشه بقلب وإياك من أن يتغير قلبك تجاهه ) . ذكره دائما بأن يخفض من صوته ... وإن يخفض من صوت مذياعه وإذا سمعته يقول ( انا أحب أن اسمع الكاست أو التلفاز بصوت عال ) فقل له : ما هكذا تكون الحرية ... وقل له أن الفقهاء ( عليهم رضوان الله ) قد حرموا من يرفع صوته بالقرآن حتى لا يشوش على المصلى ... وهكذا تطرق معه أبواب الحرية بهدوء حتى يكون حرا كريما تسير في عروقه دماء الأحرار النبلاء .
ولذلك فعليك بما يلي :
التعاون صفة حميدة تغرس المحبة في العائلة وتقوي أواصر أفراد المجتمع فتثمر الخير قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " [ المائدة 2 ] فلا بد من نظرة أيها المربي الحكيم إلى محيط الولد والتنقيب عن العلاقات التي يجب عليه أن يتعاون فيها ولاحظ إن كان هناك انعزال أو انطواء أو خجل أو أثرة فحاول أن تعالجها . . ولنأخذ المدرسة – على سبيل المثال – فلا بد من دفع الابن إلى المشاركة في أنشطتها المختلفة من خلال جماعات النشاطات المدرسية والمتنوعة، وعرفه أن يد الله مع الجماعة وكدر الجماعة خير من صفو الفرد . . وهذا تنمو فيه بذرة التعاون وتنتج ثمرة محبة الآخرين . . وهناك مجالات كثيرة يلاحظ فيها الصغير – غير المدرسة – مثل النادي وسلوكه مع جيرانه وأقاربه.
ويمكن حثه على المشاركة في الأنشطة التي تحتاج إلى تعاون .
مثل :
وهي من مكارم الأخلاق ومن صفات المؤمنين التي لا بد ان نغرسها حتى يشب الأبناء عليها فننتقي لهم من المكتبات أروع القصص التي تساهم في غرس هذه الصفة ونحدثهم عن مجتمع المدينة وكيف كان التكافل بين المهاجرين والأنصار ونقول : لم يكن للمهاجرين مال ولا سكن فكان الأنصاري يقول له : لك نصف بيتي ولك نصف مالي فأمثال هذه القصص تجعل الابن ينشأ عطوفا كريما يساعد الآخرين ولا يستنكف عنها ونربي عنده قبول المساعدة من غيره ولا ينشغل بذاته وحدها بل يهتم بشئون الآخرين ويسعد بالبذل والعطاء لهم .