أ- الإنخراط في التعلم . ب- تحويل كل ما في الحياة الخاصة إلى ما يخدم الحياة التعليمية. 1- الأصدقاء . 2- الأدوات والآلات . 3- الأوقات. 4- الزيارات والتواصل. ت-الأمل في المستقبل العلمي والقوي والمشرق. ث- تطبيق العادات في الحياة تطبيقا علميا مما تعلمناه , سواء أكان في الطعام والأكل أو في التعامل مع الأجهزة الكهربائية والألكترونية , أو في أشياء أخرى. وسنفرد لكل بند من البنود السابقة شرحا مناسبا , وتوضيحيا يبين جدوى كل منها. أ- الإنخراط في التعلم : التعلم يختلف إختلافا واضحا , فالتعليم يكون عن طريق مدارس وأساتذة , وفق تنظيم معين , أما التعلم فهو إكتساب العلم بطريقة فردية ذاتية , عن طريق الكتب والأدوات الأخرى التي تساعدنا على إزدياد معلوماتنا وتوسعها. إن الإنخراط في التعلم من شأنه أن يقوي رغبتنا في التعليم , ويجعلنا نسر أثناء المناقشات العلمية التي تجري في المدرسة أو الكلية أو في الأجواء الإجتماعية والثقافية التي نحياها. فمن بديهيات التعلم أن نحضر المحاضرات العامة التي تجري في المراكز الثقافية على إختلاف أنواعها , وأن نسأل أو نناقش إذا وجدنا الفرصة الملائمة , وأن ندون في مذكراتنا وكراريسنا ملخصات عن المحاضرات , مع ذكر تاريخ إقامتها , واسم المحاضر... هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى جميل جدا ان نفسر الأشياء والأمور التي من حولنا تفسيرا علميا , سواء أكان في موضوع علم الإجتماع , أم علم الفيزياء , أم أي فرع من فروع العلوم , فمثلا , إذا حصلت مشكلة في البيت , في المدفأة مثلا , علينا أن نعمل عقلنا , ونفكر في الأسباب , ثم نقترح الحلول العلمية الفيزيائية لحلها , أو إن أتينا بعامل متخصص لعلاج المشكلة أن نفسر علميا كيف استطاع أن يجد الحل الملائم للمشكلة. وكذلك في الطعام , علينا أن نوازن بين العناصر الغذائية ما أمكن , فلا نكثر من أكل الدهون , لسبب علمي وهو أن أكل الدهون ضارة على الشرايين والأوردة , التي يضخ فيها الدم في أجسامنا , أو أن نكون معتدلين في تناول الشاي والقهوة , لأن فيهما منبهات قد تؤذي أعصابنا , إلى آخره من الملاحظات والخبرات التي إكتسبناها في دراستنا. ب- تحويل كل ما في الحياة الخاصة إلى ما يخدم الحياة التعليمية , من أصدقاء , وأدوات وآلات , وأوقات ...وزيارات وتواصل. لدينا أصدقاء , فلنسأل أنفسنا بصراحة وصدق , ماذا نستفيد في تعلمنا من صداقتهم؟ وهذا السؤال ليس بغرض ترك الأصدقاء , وليس بغرض أن يكون كل أصدقائنا من المتعلمين , لابد أبدا , بل هو سؤال الغرض منه : هل يسمح لنا هؤلاء الأصدقاء بالتعبير عن حياتنا الدراسية بأجوائها المحببة والمتعبة في آن ؟ وهل يمكن أن نتناقش معا في موضوع علمي أو أدبي أو ثقافي؟ طبعا لن تكون المناقشة مستغرقة لكل الوقت الذي نتقابل فيه معا , فهناك مع الأصدقاء أمور أخرى منها التسلية , ومنها الحديث عن أمور شخصية , ومنها الحديث عن الهوايات والإهتمامات ...وهذا كله لا بأس فيه , بل أن الصداقة في حد ذاتها علاقة إنسانية جميلة , ولا سيما الصداقات النبيلة . أما الآلات والأدوات فإن لها أمرا آخر مهما جدا , فأغلب الطلاب يملك آلة تسجيل للصوت أو للصوت والصورة معا (فيديو) , فهل سأل نفسه يوما ماذا يستفيد من هذه الآلة في دراسته؟ الحق أن هذه الآلات تفيد جدا في الدراسة , ومن المفيد أن نعرض بعض الطرق التي تجعلنا نستفيد منها . استعصت مادة التاريخ على منال , فسألت فقررت شراء شريط كاسيت فارغ , وتسجيل ما يتيسر لخا من دروس التاريخ عليه بصوتها , وفعلا , فقد جلست تسجل الدروس الأولى بصوت واضح ودون استعجال , وصارت تعيد الفقرة التي ترى لها أهمية أكثر من مرة وأكملت تسجيل ثلاثة دروس. في الليل , وقبل النوم , راحت تسمع ما سجلته من كتاب التاريخ , وانتبهت إلى الصوت والمعلومة والدقة في اللفض , أعادت سماع الدرس مرتين ثم أغلقت آلة التسجيل ونامت. في اليوم التالي وأثناء اليوم شغلت آلة التسجيل في غرفة الجلوس , سمعت أمها الصوت , فأخذا تنصت بتمعن , وسألت إبنتها : -من أي محطة سجلت هذا الشريط؟ أخفت منال ضحكة في سرها , ثم أجابت أمها : - من محطة أسمها منال! وراحت تشرح الفكرة لأمها , ففرحت الأم كثيرا , وأثنت على فكرتها . وبعد أن أبلغت منال بهية بما فعلت , وذلك في مكالمة هاتفية و حين زارتها في بيتها ما سجلته , واتفقت الفتاتان على تبادل أشرطة الكاسيت المسجل عليها دروس , وقد تبين أن الذي يسمع الدرس بصوت غيره ينتبه أكثر , ويستفيد أكثر مما لو كان التسجيل بصوته. وهكذا استطاعت منال أن تجد طريقة تعينها على حفظ مادة التاريخ , لتقدم إمتحانا جيدا في نهاية العام الدراسي. رأى عبد الحليم أصدقاءه يضعون السماعات في آذانهم , وهم ينصتون إلى سماع الأغنيات من جهاز الووكمان سي دي , وكان يحب أن يستعير الجهاز من بعض أصدقاءه لبعض الوقت , كان مثله مثل أي شاب يجد متعة في الإستماع. سأل نفسه مرة : هل أستطيع أن استخدم هذه الآلة لتساعدني على حفظ الشعر الجاهلي المقرر علينا في مادة اللغة العربية ؟ أحضر لاقطا للصوت , وقرصا سي دي فارغ , وراح يسجل على حاسوبه قصيدة... لم يعجبه صوته لأنه اكتشف فيه اخطاء كثيرة في القراءة , ذهب إلى متجر خاص بالأقراص , وسأله عن تسجيلات لبعض الشهر الجاهلي لمذيعين أو فنانين شهيرين , فأفاده بوجود تسجيلات مناسبة. أشترى بعض الأقراص , وبدأ يستمع إلى القصيدة الأولى , ويكرر السماع ,إلى أن وجد نفسه بعد أربعة أيام قد حفظ منها عشرين بيتا , فبدأ بالقصيدة الثانية , ثم الثالثة ...وهكذا. وفي غضون شهرين , ودون عناء يذكر كان يلقي على أصدقائه إلقاء محببا جميلا بصوته أبياتا كثيرة من قصائد أعجبته. وبذلك تمكن عبد الحليم من حل مشكلته مع الشعر الجاهلي وحفظه, ليس هذا وحسب , بل إن لفظه المتقن الذي اكتسبه من ذلك السماع. ومن المفيد أن نذكر أشرطة الفيديو , التي أفادت نعمان في فهم مادة الفيزياء , ولا سيما الميكانيك , فقد عثر على مجموعة أشرطة تصويرية بالصور المتحركة , توضح آلية عمل بعض المكنات , ومراحل الإنتقال في تحريكها , ودور كل حركة ومرحلة. وهناك كثير من الإفكار التي يمكننا أن نستفيد منها في تنشيط ذاكرتنا ,وحفظ المعلومات المطلوبة منا في حياتنا الدراسية . وبالتأكيد ستصبح هذه الأشرطة والأقراص شيئا عزيزا علينا في مستقبل الأيام , تذكرنا بالحياة الدراسية التي نحياها , وتذكرنا بأصواتنا واصوات اصدقائنا , وببعض أغلاطنا المحببة , وبنبراتنا الشبابية المسجلة في عز فتوتنا وشبابنا. إن الحياة الدراسية لا تعني أن نكون مكرسين لوقتنا كله للدراسة وحدها , بل تعني أن لا ننسى أننا طللاب , وهذا يعني أن نعيش حياتنا بكل تفاصيلها وأبعادها الواقعية , في الصداقة واللعب , كما في الهوايات والمرح , وفي السفر المتاح لنا , وفي الإجتماعات التي تبعث على الروح الجماعية في الأمسيات الثقافية والأدبية , وفي الندوات العلمية , وفي النقاشات الجماعية... كل ذلك دون أن ننسى أننا طلاب , وأن علينا أن نكمل طريق الدراسة إلى المجد الذي نبتغي , إلى الشهادة التي نتمنى أن نحصل عليها . وهذا يعني أن نحيا حياة متنوعة , كثيرة الألوان والأطياف , نمرح ساعة وندرس ساعة , نعيش مع أصدقائنا في بيوتنا وبيوتهم , في الحدائق والملاعب , في الندوات والمنتديات ...ثم ليرجع كل منا إلى بيته , وقد نال قسطه من الراحة والمرح والسرور , وعاد ليجد نفسه طالبا مجدا نشيطا