كيف تبدأ عملك: هل تبدأه مما تملك؟ أم مما لا تملك؟ بعض الناس يريدون ان يبدأوا من حيث لايملكون,وينتهي الحال بهم الى الاستسلام للعجز,والرضا بالحرمان ,والتقاعس عن السعي. فقائمة "ما لانملك" من الأشياء مهما قصرناها فهي طويلة وتحقيقها أمر عسير,إذا لم نقل إنه مستحيل. فإذا قررت التخطيط لمستقبلك فلا تنظر الى حالتك التعيسة ووضعك المتردي,فلو أردت تعداد ماينقصك من أمور فسوف تجد نفسك أنك لاتستطيع تحقيق أي شيء في الحياة,وهذا مثبط للعزم,فمثلاً: إنك حينما تفكر في إقامة مشروع اقتصادي وتستعرض "ما لاتملكه" تجد إنك لاتملك الإمكانيات التي تؤهلك لإدارة موقع معين.. وليست لك المكانة الاجتماعية التي تتناسب مع طموحك..وإنك لاتملك المال الكافي للبدء في المشروع.. ان التفكير بمثل ذلك لربما أدى بك الى الاحباط بشكل كامل. أما لو استعرضت "ماتملك" من طاقات قابلة للتنمية,فإنك ستجد انك حققت ماكنت تصبو اليه,وامتلكن اشياء كثيرة لم تكن في البداية تملكها. قد تقول: أنا من الذين لاأجد شيئاً حتى أبدأ به,والحال أن كل الناجحين يملكون اشياء كثيرة,فكيف أستطيع ان ابدأ مما لاأملك,وفاقد الشيء لايعطيه؟ والجواب: إنك تملك أشياء كثيرة فأنت أولا: تملك نفسك,وثانياً: تملك طاقت غير محدودة أودعها الله فيك,وثالثاً: تملك بعضاً مما ورثته من آبائك وأجدادك من المعاني الأخلاقية وحتى المادية,وهذه كافية لكي تبدأ بداية قوية.. إن مميزاتك الشخصية هي وحدها ثروة هائلة, فلو كنت من أصحاب الذكاء فإن ذلك وحده سيفتح لك طريق النجاح,أما لو كنت من أصحاب الذوق الرفيع فهناك أعمال كثيرة تتطلب هذه الصفة في مجال الفن والرسم وتصميم الملابس والديكورات,وأما لو كنت من ذوي القوة الجسمية فإن هناك أعمالاً أخرى لايقوم بها إلا أصحاب هذه القوة.. المهم هنا أن يكتشف المرء خصائصه المختلفة عن بقية الناس,لكي يتمكن من التخطيط للإستفادة منها لتحقيق أهدافه الكبرى. إن كثيرين بدأوا من الصفر ونجحوا,لابمعنى أنهم بدأوا من لاشيء,بل بمعنى إنهم انطلقوا في أعمالهم من أشياء بسيطة يملكها الناس عادة ولكنهم لايحسبون لها حساباً. فالبعض انطلق في حياته من خلال طاقته الشخصية,فبدأ كعامل للتنظيفات ,أو كخادم في فندق,أو كعامل لغسل الصحون في مطعم. أنت أيضاً تملك رأس مال كبير,وهو عقلك, وإرادتك,وعضلاتك..وتستطيع أن تبدأ منها جميعاً.. أما أنهم كانوا كغيرهم من الذين سعوا بما يملكون حتى وجدوا ما لايملكون؟ حقاً أن النجاح بحاجة الى أن يدعم المرء نفسه ,ويفجر طاقاته الكامنة التي أودعها خالقها فيه. يقول أحد الحكماء :"إن إيمان الفرد بقابلياته,وقدرته على الوصول الى ما يريد,يحقق اكبر خطوة نحو الهدف.. كما أن عدم ايمانه بتلك القابليات هو أكبر عقبة في طريق نجاحه". يقول الشاعر: إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها هواناً بها كانت على الناس أهونا حقاً ان الانسان يستطيع ان يفلح في أي مجال متى توفرت لديه رغبة غير محددة. ولكن هذه الرغبة بحاجة الى (الثقة) التي لاتترك مجالاً إلا وتنجح فيه,وتقلل من أثر المصائب والملمات والمشاكل والعقبات