كَحبّاتِ المَطرِ يَهطِلُ المِداد .. قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك وفي هذهِ المَساحة تَتَجمَّعُ القطراتِ • • • • • وَطن سألتني : مَا الوَطَـن ؟ فأجبتها : كلّ أرض أسجدُ فيها لله بحريّة ، وكل زاويةٍ يخشع فيها قلبي وقلمي هي لي وطن ..! • • • • • القلمُ ... في يدِ المؤمن كـالغيث ، أينما ســال مـداده نَـفَـع وفي يدِ المجـاهد ســلاح ، أينما سُـدِّد أصــــــاب وفي يدي مُثقـلٌ بالألـم ، مُفعـم بالأمـلِ والرَّجــاء • • • • • وَسْـوَسَـة ..! قَالت بازدِرَاءٍ : لستُ سوى نُقطة ؛ سَأرحَل .. غَادَرت بعض الحروفِ فَشوَّهَت كلَّ المَعاني ! • • • • • صَـدْمَـة ..! بُحتُ لها قَائِلة : ثَمَّة شيء لا أفهمُهُ ...! فنَصَحتني قائِلة : راقبي بصمت ، فكّري ، حلِّلي ، ثم استنبطي . : : لَيتَني تَجاهلتُ نَصيحتها ورضيتُ بـ جَهلي ..! • • • • • مُحاولة بحرَكةٍ رَشيقة وقفَ 'عُمر' على يديه مُنتصِبا ، وأسندَ رجليْه إلى شَجرةِ الصِّفصافِ التي خَلفَه ، ثمَّ راحَ يَنظر إلى صديقِهِ ' عَبد الله ' وقد ارتسَمَت عَلى مُحيَّاه ابتسامَة مَقلوبَة ...! عَبد الله : ماذا تَفعل أيها المَجنون ؟! عُمر : مُحاوَلَة ؛ علَّني أرَى الدُّنيا بِـ اعتِدالٍ ... أَلَم تُخبرني ـ يا صديقي ـ أنَّ حَال الدُّنيا قد انقلب ، انقلبَ رأسا على عَقب ؟! • • • • • تَرَوٍّ إنْ خَالجَتكَ الظنونَ ـ يَومًا ـ فاصْبر مُتَجمِّلا بـ الصَّمتِ ولا تتعجَّل الحُكمَ .. دَعِ الأيَّام تؤدِّي دَورَها ، فإمَّا أن تُؤكِد لكَ ظنونك أو تُنهيها ! • • • • • وِحْدَة أَلقَتْ بجسَدِها النِّحيل عَلى كرسيّها الخشَبي القَديم ؛ ضَمَّت بَعضَها إلى بَعضِها مُلتَحِفَة شَالَها البَنفسَجي ، ذلكَ الشَّال الذي غَزلَته أمُّها قَبل وَفاتِها ، وَقدَّمته لَها هَديَّة قائلَة : البَرْدُ ـ يَا بُنيَّتي ـ لا يَأتي مِنَ الخَارِِِجِ ! • • • • • يَومَ عِيدٍ أقبَلَ الجميعُ وبِيَدِ كلٍّ مِنهُم طَاقةَ وَرد ، َسارَعوا نَحْوَ أمَّهاتهم .. وحدَه مَن حَدَّقَ في الوُجوهِ ، طَرَقَ أبوابَ القلوبِ بَحثا عَنها ، ومَا مِن مُجيب ! أَسْألُ : لِمَن سَيهدي طِفلي اليَتيم وُرودَهُ ؟! • • • • • سُنَنٌ إلهيِّة قَد يَقوم بِناء عَلى مُرتَزقة ، لكِنَّه لا يَعلو ولا يَرتَفِع .. بَلْ هُوَ مُهَدَّد بالانهِيار في أيَّةِ لَحظّة !