قلت لشاب أحكي لك قصة الموسيقار العبقري موتسارت. جاءه شاب سأله : كيف أكتب سيمفونية؟ قال له موتسارت : أنت لا تزال صغيرا فابدأ بالأغاني . قال الشاب : ولكنكك كنت تكتب السيمفونية وأنت في العاشرة من عمرك ! أجاب موتسارت : ولكني لم أسأل أحدا قال الشاب : لا أفهم ! أجاب موتسارت : وجدت نفسي قادرا على أن أكتب فكتبت دون توقف ..فلا تفعل شيئا حتى تجد نفسك عاجزا عن أيقاف تدفقك الأبداعي , وليكن شكل الأبداع ما يكون! فأنت إن كنت تريد الكتابة فاقرأ وتأمل ...وتفرج على ترتيب الألفاظ وتراكيب الجمل وانسيابها من معنى إلى معنى . وتنقل بعينيك بين الأساليب المختلفة , وعلى مهلك بعد ذلك! وإن كنت رساما فلا ترفع عينيك عن اللوحات ..واذهب إلى كل معرض واستمع إلى كل فنان ...وتأمل مزيج الألوان وحركة الفرشاة . فلابد من تثقيف يديك وعينيك وأذنيك طويلا وكثيرا وعميقا ! ولا تقلق ...فسوف تمتلئ نفسك وعقلك وقلبك ...أو معدتك ...إنه شئ ما في داخلك , لا أعرف مكانه , سوف يمتلئ وسوف يفيض في أصابعك وفي حنجرتك ومن أذنيك وعينيك ويقظتك أحلامك ...سوف يستغرقك كل ذلك , فلن تسأل أحدا ما الذي يناسبك ...كيف ومتى وأين؟ وإنما سوف تصبح حياتك إجابة عن ألوف الأسئلة التي لم تخطر على بالك ... وسوف تكون في داخلك , في مكان ما , في وقت ما , لسبب ما : قوة لا تعرف ما هي ..تستولي عليك وتجعلك لسان حالها ومتحدثا رسميا. لا تتعجل ...لا تغتصب البداية ....لا تفتعل فيضانا لم يحن وقته بعد