في أحد أيام الشتاء الباردة استيقظ زياد على نسمات باردة تسللت اليه من النافذة المتسرعة.. التف حول نفسه.. احكم الغطاء.. ولكنه لا يزال يشعر بالبرد ويحس برغبة عارمة في النوم.. التفت فجأة.. فإذا الساعة قاربت السادسة. نهض مسرعاً ليرتدي ملابسه فحافلة المدرسة قرب وقت وصولها.. خرج من غرفته ..دلف الى دورة المياه وقف أمام المرأة, فتح الماء.. أخذ يرشف قطرات منه.. بلل وجهه وطرد النوم من عينيه. ارتدى ملابسه ثم توجه الى غرفة الطعام .. احس بالدفء.. فجلس أمام الموقد وهو ينظر الى الشرفة ويراقب زخات المطر الخفيف تتساقط على أرض الحديقة, وقد بدت السماء ملبدة بالغيوم, فاجأته امه بكأس حليب.. رشف منه قطرة, آه صورة رائعة.. شتاء وأمطار وكأس حليب دافىء يتصاعد منه البخار.. سرح في التأمل.. وأعجبه المنظر, قطع تفكيره صوت ابواق الحافلة , فقام مسرعاً وركب مع زملائه..جلس في مقعده بجانب النافذة احس بالبرد.. تمنى لو عاد الى المنزل.. حيث الموقد وكأس الحليب بدأ يراقب الطريق.. قطرات الماء تتساقط بخفة على الأسفلت.. منظر رائع لكن البرد شديد.. وصل الى المدرسة .. ثم الى مدخل المدرسة .. نظر الى قدميه لقد تمرغت في الأوحال.. احس بالضيق.. ولكنه دلف الى المدرسة.. شعر ببعض الدفء بتسلل الى أوصاله, اسرع الخطا.. فتح الباب.. القى السلام.. سجل اسمه في قائمة المشاركين في رحلة الغد.. دفع النقود .. وخرج مسرعاً ومشى في الطريق.. قطرات الماء تتساقط عليه.. لكنه لم يبال المهم ان يخرج.. رفع عينيه .. لمح في ناصية الطريق مخلفات علب فارغة , فاجأته أصوات صاعقة لبوق وفرملة عربة انزلقت على الرصيف تبعها مواء قطة وصياح ديك من الزقاق المجاور. كان يمشي بهدوء ممسكاً جلبابه.. ليحمي جسمه من لسعات البرد القارسة, وفجأة رسم على شفتيه شبه ابتسامة فقد وصل الى الموقد في غرفة الطعام .. سحب غطاءه.. احس برغبة عارمة في النوم استلقى بجانب الموقد اغمض عينيه .. عمه الدفء ..وراح في سبات عميق.