دعيني أزرعكِ سنبلةَ قمحٍ في شتاتِ ضبابي المشعّث كلُعابِ سكّير كما تُزرَعُ قرابينُ الرّأي بعدد الأشجارِ في أوطانها وتُقلّم.. دعيني أعذّبكِ إذاً كما أشاءُ لأربحكِ وأخسرك وأكذبَ عليكِ وأعتذر وأهجرك.. وأعود لأتشبّث بكِ بقوّةِ ألفِ حصان..كما يلتصقُ الرّضيعُ بأمّهِ والأرض بجذورها وعرشُ اللهِ بهِ وفريسةُ الحرفِ بوطنها.. دعيني.. أطالبكِ بحقِّ اللّجوءِ بكوخٍ صغيرٍ وكسرةِ خبز ببقعةِ زيتٍ وحفنةِ زعتر لأرفعَ رأسي المكسّر وظهري المكسّر بحافّة قلبكِ حبيبتي, وأنا أنظّف عمامتي من وقع أقدام الّذينَ مضوا إلى الحربِ واجمين.. وأدندن.. " إنّا أعطيناكَ الكوثر " * * * دعيني أمارسُ طقوسَ ملذّاتي معكِ كما أشاء.. وأخلص بوفاء وأخون بوفاء وأنسلخ عنكِ لأغيّرَ جلدي وأعود.. لأهذي وأهذي وأهذي.. دعيني إذاً.. أسردني لحافاً تلتحفينه في الصّيف ومروحةً تتمدّدين تحتها في الشّتاء.. دعيني أتعرّى لكِ في الرّبيعِ لتكتسيني جورباً في الخريفِ حبيبتي.. افتحي لي قلبكِ الصّغيرَ كشمعةِ الميلاد فأنا بحاجةٍ ماسّةٍ لوطنٍ جديدٍ وهذيانٍ جديد...