يا من عشقت الناس اني مولع ** بالعشق حتى كاد قلبي يُبضعُ العشقُ قالوا في النساء ِ مذاقه ** مرُّ الحديث وليله لا يُنزعُ وإذا تفلـّق َصبحه عن عاشق ٍ ** أضحت أماني ليله تتسكعُ عشقٌ يذلُ الناس حتى تكتوي ** نفسُ العشيق بناره وتولـّعُ أن كان محظوظا ًوفاز بشهوة ** فالعشقُ يُبلى والمحبُّة تقشعُ وتؤولُ نارُ العشق ِ بعد تأجج ٍ ** لرماد ِ جفو ٍ حين حب يُشبعُ أن كنت لم تقنعْ بهذا فاستعنْ ** فيمن بخبرته يُضاءُ و يُقنع ُ بل أنّ بعضً العشق يصبحُ علة ً ** وفراق أحباب وذكرى تـُوجعُ العشقُ قد يفني الكثيرَ لنزوة ** ويُعيب خيرَ عوائل ٍ ويُروّعُ العشقُ للجنسين اضحى موردا ً ** منه كتاباتُ الرذيلة تكرعُ كـُتبتْ لعشق الجنس أقلامٌ لها ** شرُ الشياطين تصوغ ُ وتقرع ُ ولها نفوسُ السوء تروي عثـَّها ** وتبارُك الفحشى بها وتوزّعُ العشقُ في خُطب الرواة وشعرهم ** يعني ولوجَ غرائز ٍ لا تـُمنعُ يعني التغزلَ بالنساء كسلعة ٍ** فيها المفاتنُ للتبضع مشفعُ جسدٌ يُغازل ُوالمفاتنُ قبلة ** واللهفُ خلف لذائذ ٍ لا يهجعُ عشقُ النساء غير عشق حوائج ٍ ** أو عشق أشياء ٍبذهنك تقبعُ بل عشق ُجنس ٍ والملذة غاية ** تحقيقُ شهوات ٍ لجسم ٍ يجزعُ أن قالوا غير مقاصد في عشقهم ** لم يصدقوا قولا ولم يتورّعوا عشقٌ لأجسام ٍ وحسنُ مفاتن ** قطعا ًيزولُ اذا المعايبُ تطلعُ ما دام حسن لا مفاتنَ خـُلدت ** فالكلُّ طوع العجز سوف يُضعضعُ ويعيشُ ذهنُ العاشقين متاهة ً ** كخيال ِ شعر ٍ في سراب ٍ يخدعُ لكنّ عشقَ الجنس ليس مُحرما ً ** أن كان غايته ُ الوفاق ويجمعُ لا أنكر العشقَ الذي في عفة ٍ** يعلو بقلب العاشقين ويرفعُ عشقُ الجمال غريزة ٌ من مبدع ٍ ** فاحفظ ْ لذائذها بتقوى تـُرجعُ هل تعشقُ الأجساد َ غير عيوننا ** والقلبُ يتبعها وذهن ٌ يخنعُ دعني أحدّث بالكلام ومحبري ** عن عشق ما يسمو بنا ويوّرعُ عشقي بناه العقلُ بعد تمحص ٍ** فكأنـّه بذرٌ بنفسي يُزرعُ يزدادُ أشراقا ًوفكري ساقيا ً ** عذبا ًيورده عيونا ً تنبعُ والكونُ مصدرُ شمسه وغذائهِ** شمِلَ الجمال بكل خلق يُوضعُ الكونُ يعطي نبْت َعشقي صالحا ً ** من خير ما يحوي وما يتمتعُ لم يُبنَ عشقي من غرائزَ أودعت ** في النفس حتى جسمَ آدم يُصنعُ عشقي لموجود ٍ عيوني لا ترى ** جسدا ً له أو كان أذني يُسمعُ أو أن ذهني قد أحاط بذاته ** أو يُدركُ العقلُ الحبيب ويُطلعُ لكنـّه دخل الفؤاد مناديا ً ** عبدي أحبّك من يدي ّ تصنعُ دخل الجوارحَ مالكا ًمتحكما ً ** فهو الحبيبُ فلا لغير أضرعُ فعشقت مَنْ خلق الجمال معنو ِنا ً ** كل ّ الخلائق بالجمال ويبدعُ من حولنا الدنيا مسرّة من رأى ** في كل ركن آية ً تتوقعُ من حولنا الآيات ألوان بها ** روح الجمال عذوبة لا تخدعُ أنظرْ لآصناف ِ الخلائق ما ترى ** خلقا ً يُعيبُ الذوق أو لا يُمتعُ هذا الجمالُ و ذي الخلائقُ أنما ** بعضٌ يسيرٌ من حبيب ٍأتبعُ أرني جمالا ً قد زها من غيره ** يعلو جمالا ً في الخليقة يودعُ هل ياترى قلبي لغيرك عاشقا ً ** تبا ً إذا للغير قلبي يركعُ يا من عشقت الجنس هذا عشقكم ** جسدا ً يمجد ُ بالغرائز َ يبرع ُ لكن عشقي للإله معزة ً ** وسمو نفس ٍفي المغانم تربعُ عشقي خلودٌ بل يهيج لقدمه ** والعشق للأجساد وهمٌ يقشعُ العشق للأجساد مطلب شهوة ** والعشق للرحمن فكرٌ يشرع ُ وإذا أملتُ أن تكون محبتي ** لله وسع الكون حينا ً أذرعُ أو أن عشقي لا حدود لوسعه ** لكن ّعشقه للمؤمّل ِأوسعُ حتى وأن ذنبي بعدلك مُدخِلي ** نارا ً سأبقى في حنانك أطمعُ أن عشتُ في نار العدالة كاحيا ً ** سيضل ُّ عشقي للحبيب يُسرّعُ أن كانت النيرانُ تسحقُ هامتي ** أو كانت الأعوانُ جلدي تنزعُ لا تنجلي من عشق قلبي ذرة ** لله قطعا ً أو لجفو ٍ أ ُدفعُ حتى إذا الآلامُ تعلو مُوجعا ً ** لكنها في فقد حبك أوجعُ