جميلٌ أن يُسرّ الانسان إلى مَن هو فوقه رتبة فكيف إذا كان الانسان يناجي ربه ويُسرُّ له متيقناً بأنه القادر على كل شيء وهذا الحلاج يناجي ربه فيقول: 1 ـ لبيك لبيك يا سرِّي ونجوائي لبيك لبيك يا قصدي ومعنائي 2 ـ أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل ناديت إياك أم ناجيت إيائي 3 ـ يا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي وعباراتي وإعيائي 4 ـ يا كل كلي ويا سمعي ويا بصري يا جملتي وتباعيضي وأجزائي 5 ـ يا كل كلي وكل ملتبس وكل كلك ملبوس بمعنائي 6 ـ يا مَن به علقت روحي فقد تلفت وجداً فصرت رهيناً تحت أهوائي 7 ـ أبكي على شجني من فرقتي وطني طوعاً، ويسعدني بالنوح أعدائي 8 ـ أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني شوق تمكن في مكنون أحشائي 9 ـ فكيف أصنع في حب كلفت به مولاي قد ملّ من سقمي أطبائي 10 ـ قالوا تداوَ به منه فقلت لهم يا قوم هل يتداوى الداء بالدائي 11 ـ حبي لمولاي أضناني وأسقمني فكيف أشكو إلى مولاي مولائي 12 ـ إني لأرمقه والقلب يعرفه فما يترجم عنه غير إيمائي 13 ـ يا ويح روحي من روحي فوا أسفي عليّ مني فإني أصل بلوائي 14 ـ كأنني غرق تبدو أنامله تغوثاً وهو في بحر من الماء 15 ـ وليس يعلم ما لاقيت من أحد إلا الذي حل مني في سويدائي 16 ـ ذاك العليم بما لاقيت من دنف وفي مشيئته موتي وإحيائي 17 ـ يا غاية السؤال والمأمول يا سكني يا عيش روحي يا ديني ودنيائي 18 ـ قل لي فديتك يا سمعي ويا بصري لم ذا اللجاجة في بعدي وإقصائي 19 ـ إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي