أحبتي في الله أتيتكم بالجديد في المجال العلمي في اختصاص الأدوية صدر عن مجلة العربي شهر جويلية 2007 مايلي : أصبحت البحار الآن ميدانًا لعلم العقاقير، ومصدرًا لإنتاج العديد من الأدوية مثل الفيتامينات والهرمونات والمضادات الحيوية وغير ذلك من الأدوية. منذ زمن بعيد حظيت البحار التي تمثل ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية باهتمام الإنسان كمصدر للأسماك التي استعملها في طعامه، كما استخدمت الحضارات الإنسانية القديمة في اليونان واليابان والهند والصين الأحياء البحرية كمصدر لبعض الأدوية، ومنذ العصور الوسطى كان سكان النرويج يستخرجون زيت كبد الحوت ويصدرونه. وبدأ الأطباء استعماله كدواء في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ، ثم اتجهت اهتمامات العلماء حديثًا نحو التوسع في إنتاج مواد صيدلانية فعالة في علاج بعض أمراض الإنسان. سوف تصبح مستخلصات الطحالب البحرية مصدرا مهما للفيتامينات التي يحتاج إليها الانسان كما سيكون للمرجان اللين دور في إنتاج بعض الهرمونات يستعمل زيت كبد الحوت معبأ داخل محافظ جيلاتينية كمصدر غني جداً بالفيتامينين «أ» و «د»، ويوصف في علاج مرضى الكساح في الأطفال والوقاية منه لأن فيتامين «د» يساعد على ترسيب عنصر الكالسيوم في العظام والأسنان كما أن فيتامين «أ» عنصر مهم للنمو ويساعد على بناء عضلات الجسم ويوفر كل جرام من زيت كبد الحوت حوالي 850 وحدة دولية من فيتامين «أ» وكمية لا تقل عن 85 وحدة دولية من فيتامين «د» ويمتاز هذا الزيت بقوامه الخفيف وطعمه ورائحته السميكة ويضاف إليه مادة نكهة لا تزيد نسبتها عن 1% لتحسين طعمه، ويستخرج هذا الزيت من الكبد الطازج للحيتان، وخاصة الجنس المعروف بـ سمك القد. وتعيش هذه الحيتان في شمال المحيط الأطلسي وتهاجر إلى شواطئه في أوائل الشتاء والربيع لوضع بيضها. وتوجد أكبر مصائدها في سواحل إنجلترا وجزر نيو فولاند والنرويج ، كما يستخرج زيت من أكباد أسماك الهالبوت ويعبأ في محافظ جيلاتينية وهو أيضاً غني بالفيتامينين «أ» و «د» ، كما تحتوي مستخلصات بعض الطحالب البحرية على فيتامين «ج» وبعض أفراد مجموعة فيتامين «ب» كحمض الفوليك والنياسين ولها قيمة تجارية، لكن لسوء الحظ تصعب عملية فصل هذه الفيتامينات عن المواد الأخرى التي قد تكون ضارة بصحة الإنسان. هرمونات يستخرج من سمك السلمون هرمون كالسيتونين كما تقوم الغدة الدرقية في جسم الإنسان السليم بإنتاج هذا الهرمون المسئول بشكل رئيسي عن عمليات الأيض الغذائي لعنصر الكالسيوم وله فائدة في خفض مستوى الكالسيوم في الدم بسرعة كبيرة عن طريق تثبيط عملية سحبه من العظام، أي أن نشاطه الحيوي يضاد هرمون الغدة الجار درقية. وقد اكتشف هرمون كالسيتونين لأول مرة قبل نحو ثلاثة عقود من الزمن وهو عبارة عن بروتين يحتوي على 32 حمضًا أمينيًا يستعمل أيضاً في علاج مرض باجت التهاب العظم المشوه المزمن، وفي تصحيح حالة ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم الناشئة عن اعتلال مرضي في العظام مثل مسامية العظام، وتصل فعالية كالسيتونين أسماك السالمون إلى عشرين ضعف مثيله في الإنسان أو أكثر، ويعطي عادة للمريض في صورة حقن بالعضل. ولقد سمي هذا الهرمون كالسيتونين لأنه يقلل تركيز أيون عنصر الكالسيوم في الدم ثم أصبح يسمى أيضاً ثيروكالسيتونين بعد أن عرفت قدرة الغدة الدرقية للإنسان على إنتاجه ودوره المهم في المحافظة على الكالسيوم عند مستوياته الطبيعية في حالة ارتفاع تركيزه في الدم، كما فصل هرمون بروستاجلاندين ومشتقاته من المرجان اللين في منطقة البحر الكاريبي ، واكتشفت أنواع عديدة من الكائنات البحرية معروفة بالقدرة على إنتاج مركبات مشجعة للنمو وأخرى مثبطة له.