السؤال الأول : وقف بعضنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الرأس الشريف يسأله أن يدعو له مشتغلاً بالصلاة والسلام عليه متوسلاً به في حق نفسه مستشفعًا به إلى ربه ، وبينا هو في ورد صلاة عليه جاءه بعض العسكر فأمروه بالانصراف فأبى إذ كان موقفه متأخرًا مبعدًا عن الطريق ليس فيه من إيذاء ولا تضييق على أحد ، فجذبوه بالعنف حتى كادوا أن يمزقوا ثيابه وهو يقول نحوًا من : " دعني ، اتركني يا هذا ، أنا مشتغل بالصلاة على رسول الله ، أنا في حمى رسول الله " ولم يجاوز نحو هذه الألفاظ ، ثم تذكر أنه قد رفع صوته ببعضها دون أن يشعر مع شدة وطأة العسكر عليه رغم حرصه على ألا يرفع صوته هناك بشيء . فهل ترونه قد حبط عمله وضاعت حجته وزيارته ؟ أم ترانا نسمع منكم ما يبشره ويسلي الله به قلبه ويفرج كربه علمًا بأنه قد رأى بعدها في المنام أنه قد أصبح الإمام الراتب لمسجد رسول الله وبعض الناس يتربصون به ؟ علمًا بأنه قصد موقفه الأول بعد ذلك مستخفيًا في الناس متنكرًا حتى لا تراه العسكر فرأوه فجاءوا إليه مغمومين يطلبون العفو والسماح .