كيف كانت سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام ؟
الناقل :
heba
| المصدر :
www.dar-alifta.org
كيف كانت سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام ؟
ج. قد وقع الإجماع والاتفاق على أن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام أحسن السير على الإطلاق ، وقد أقر بحسنها الكفار، وكيف لا وهي كالشمس في رابعة النهار ؟!! وقد ذكر أهل السير أنه عليه الصلاة والسلام كان أشرف الناس نسبًا وأعلاهم حسبًا . يصل الرحم ويغيث المضطر ، كثير التحمل والإغضاء والصبر. دأبه العفو والصفح والرأفة والرفق . لا ينتقم إلا فيما فيه حق الحق أو حق الخلق . وكان كثير السكوت لتفكره في أسرار الملكوت . وإذا تكلم أتى بجوامع الكلم ، وهي: الكلمات القليلة التي تتضمن معاني كثيرة من باهر الحكم وكان أفصح الناس بيانًا ، يمزح بعض الأحيان ولا يقول في مزحه إلا حقًا ، وكان واثقًا بعصمة الله له في كل حال ، يقدم حين تحجم الأبطال ، ويثبت على حاله لدى جميع الأهوال . وكان شديد التواضع ، وكان مع تواضعه وبشاشته ذا هيبة لم تكن لغيره من البشر ، حتى لم يكن أحد من أصحابه يؤكد في وجهه الكريم النظر ، وكانوا في مجلسه في غاية الأدب كأنما على رؤوسهم الطير . لا يقطع أحد منهم كلام أحد ، ولا تذكر في مجلسه العيوب ، وكان المشركون من صباه يلقبونه بالأمين بعد ادعائه النبوة لم يجد أعداؤه مع شدة عداوتهم له وحرصهم على الطعن فيه مطعنًا ، ولا إلى القدح فيه سبيلاً ، وكان يُعلم الناس الحكمة والأحكام ، ويدعوهم إلى دار السلام ، وقد كمل من اتبعه في الفضائل العلمية والعملية ، ومن لم يتبعه سرى له شيء من ذلك بطريق العرض والتبعية ؛ وقد أظهر الله دينه على سائر الأديان ، وأبقى ذكره الجميل على لسان موافقيه ومخالفيه مدى الزمان . ومن طالع كتب سيرته المشتملة على أخلاقه العظيمة الباهرة ، عرف أنه أشرف العالمين في الأوصاف الباطنة والظاهرة .