أما الحديث الذي يستشهد به السائل فإن إسناده ضعيف كما تقضي بذلك قواعد المحدثين؛ قال ابن كثير رحمه الله عن هذا الحديث: "هذا الحديث ضعيف جداً؛ لأن سفيان بن وكيع ضعيف، وإبراهيم بن يزيد هو الخوزي أضعف منه أيضاً" (1).
و من ثم فالآية تثبت عكس ما كره السائل؛ فإنه طلب توجه به يوسف-عليه السلام- إلى أحد الفتيين الذين كانا معه في السجن أن يذكره الفتى عند خروجه من السجن عند مليكه بالخير، لكن الفتى نسي ما وعد يوسف به، فما كان إلا أن لبث يوسف في السجن بضع سنين راضيًا مستسلمًا لقضاء الله تعالى.
فعلى العكس مما ذكر السائل ترشدنا الآية إلى أن يوسف قام بالأخذ بالسبب، فسأل الفتى أن يعينه، لكن الله جلت قدرته شاء أن يزيد في تمحيص يوسف فلا تتحقق النتيجة عقب الطلب مباشرة، فما كان إلا أن لبث يوسف راضيًا بالقضاء الإلهي.