قارون
الناقل :
heba
| المصدر :
www.dar-alifta.org
قارون
الشبهة
جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ...} إلى قوله {... فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} [القصص 76 : 81]
من المعروف أن قارون الوارد ذكره في القرآن هو كروسوس ملك ليديا [560 -546 ق م] وهو عَلَم على الغنى بين العرب وغيرهم. ولا يوجد ما يبرر خلطه بقورح الذي ورد ذكره في التوراة، فلا علاقة لقارون بقورح الذي ثار مع داثان وأبيرام على موسى، ففتحت الأرض فاها وابتلعتهم.
فواضح أن القرآن الكريم خلط بدون داع بين قارون الذي هو كروسوس وبين قورح الذي ثار مع داثان وأبيرام على موسى.
الرد عليها
مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
القصة التي ذكرتها الآيات هي قصة قارون الذي يمثل رمز الغني المتكبر الذي لا يؤتي حق الله في ماله، بل يسعى في الأرض فسادًا، وانقسام الناس حوله: إما متملِّق له، وأما مُهْتَد يأمر الناس بالحق وألا يغتروا بهذا الغنى الزائل، وجعل الله منه آية لقومه وللعالمين إلى يوم القيامة وبيان أن الدار الآخرة والعاقبة الحسنى إنما أعدَّها الله عز وجل للمتقين، والقرآن اكتفى بذكر اسم قارون فقط.
أما كروسوس المذكور فإنكم تقولون إنه عَلَم على الغنى، وليس هذا مقصد الآية ولكن مقصد الآية أنه شخص كان غنيا وفي نفس الوقت متكبِّرا، فخسف الله به الأرض.
أما القول بأن اسمه قورح، فالأمر يحتمل أن يكون هو قورح الوارد ذكره في التوارة، ووارد أن يكون اسما لشخص آخر، ويكون هذا من تشابه الأسماء، وقد قال العلماء: إن اسم قارون معرَّب، ففي العبرانية قورح، ووقع في تعريبه تغيير بعض حروفه للتخفيف، وأجري وزنه على متعارف الأوزان العربية مثل طالوت، وجالوت.
(1)
(1)
التحرير والتنوير
(20/175) .