بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده : أما بعد فإني أردت أن أشارك بموضوع متواضع. وقد استقيته لكم من كتاب عظيم النفع لعالم جليل القدر,ألا وهو بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخبار في شرح جوامع الأخبار من تصنيف العلامة عبد الرحمان السعدي – رحمه الله- وهو عبارة عن شرح لأحاديث نبوية من انتقاء الشيخ رحمه الله.وقد اخترت الحديث الرابع والخمسون. - حكم من تعاطى الطب وغيره، وهو غير محسن له- عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله قال (من تطبب ولم يعلم منه طب،فهو ضامن) رواه أبوداد، والنسائي هذا الحديث يدل بلفظه وفحواه على أنه لا يحل لأحد أن يتعاطى صناعة من الصناعات وهو لا يحسنها، سواء أكان طبا أو غيره، وأن من تجرأ على ذلك فهو آثم، وما ترتب على عمله من تلف نفس أو عضوأونحوهما، فهو ضامن له. وما أخذه من المال في مقابلة تلك الصناعة التي لا يحسنها، فهو مردود على باذله، لأنه لم يبذله إلا بتغرير وإيهامه أنه يحسن، وهو لا يحسن، فيدخل في الغش، " ومن غشنا فليس منا" ومثل هذا البناء، والنجار، والحداد، والخزار، والنساج، ونحوهم ممن نصب نفسه لذاك، موهما أنه يحسن الصنعة، وهو كاذب. ومفهوم الحديث: أن الطبيب الحاذق، ونحوه إذا باشر ولم تجن يده وترتب على ذلك تلف، فليس بضامن، لأنه مأذون فيه من المكلف أو وليه. فكل ما ترتب على المأ ذون فبه، فهو غير مضمون، وما ترتب على غير ذلك المأذون فيه، فإنه مضمون. و يستدل بهذا الحديث على أن صناعة الطب من العلوم النافعة المطلوبة شرعا وعقلا، والله اعلم.